مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
شهدت مدينة قازان، عاصمة جمهورية تتارستان، بوسط روسيا، في 14 نوفمبر، إقامة الحدث العالمي التعليمي “الاختبار الكتابي باللغة التتارية”، الذي تجاوز كونه اختبارًا لغويًا تقليديًا، ليصبح منصة لإحياء الهوية الثقافية والتاريخية للتتار وتعزيز لغتهم الأم.
يحمل الحدث رسالة واضحة بأن اللغة ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل أداة للحفاظ على التراث الفكري والأدبي، وتقوية الانتماء الجماعي للأمة. وجمع الحدث بين البعد التعليمي، الرقمي، والاجتماعي، حيث أتاح المشاركة لكافة الفئات العمرية والمستويات اللغوية، مؤكدًا على أن الحفاظ على التراث اللغوي هو مسؤولية جماعية تحظى بدعم رسمي وديني.
وشمل الاختبار نصوصًا من أعمال كايوُم ناصيري، المثقف والعالم في القرن التاسع عشر، الذي يُحتفى هذا العام بالذكرى المئتين لميلاده، ما يضيف بُعدًا ثقافيًا وتاريخيًا للمبادرة.
شراكة مؤسساتية بين الجامعات والمنتديات الشبابية لإحياء التراث اللغوي
وتأتي هذه الفعالية في إطار تعاون مؤسساتي بين وزارة شؤون الشباب في تتارستان، المنتدى العالمي للشباب التتاري، اللجنة التنفيذية للمؤتمر العالمي للتتار، جامعة قازان الفيدرالية، وشركة التلفزيون والإذاعة “نوفوي فيك”، مع مشاركة معهد الفيلولوجيا والتواصل بين الثقافات بجامعة قازان في إعداد نصوص الاختبار وتنظيم الحدث. كما أتيح للمهتمين المشاركة عبر الإنترنت أو من خلال قناة “خوزور تي في”.
ويُعد الحدث منصة مهمة لتعزيز الثقافة واللغة التتارية، ويجمع التتار في تتارستان ومناطق روسيا وخارجها، ويؤكد على استمرارية الاهتمام بالهوية اللغوية والأدب التراثي.
شارك في هذه المبادرة مفتي تتارستان فضيلة الشيخ كاميل ساميغولين، إلى جانب نائبه والمدير العام لهيئة “خوزور” رشاد حاميدولين، ورئيسة قسم التنمية الاجتماعية بالديوان الديني لتتارستان أغيل بيكتيميروفا، ما يعكس الاهتمام الرسمي والديني بهذا الحدث الثقافي الهام.







