مسلمون حول العالم
نافذتك إلى أخبار الأقليات المسلمة

روسيا.. ماذا تعرف عن الجامع الخاني الأثري بمدينة كاسيموف القديمة في منطقة ريازان؟

بقلم/ فضيلة الشيخ مقدس بيبارسوف ـ رئيس الإدارة الدينية لمسلمي منطقة ساراتوف

مسلمون حول العالم ـ متابعات ـ هاني صلاح

بقلم/ فضيلة الشيخ مقدس بيبارسوف ـ رئيس الإدارة الدينية لمسلمي منطقة ساراتوف

في 26-27 يوليو 2025، قامت بعثة من هواة التاريخ من منطقتي ساراتوف وبنزا بزيارة إلى مدينة كاسيموف القديمة في منطقة ريازان الروسية. تجوّل الوفد في معالم المدينة التاريخية، وزار المسجد الخاني حيث أدوا الصلاة، كما زاروا ضريح خان شاه علي المعروف في قازان وكاسيموف، ودعوا له عند قبره. أشار المشاركون إلى أن معرفة الناس اليوم عن كاسيموف وخانية كاسيموف قليلة جدًا، رغم الدور المهم الذي لعبته هذه الخانية في تاريخ روسيا.

وفيما يلي معلومات تم جمعها عبر البحث على الانترنت من إدارة موقع مسلمون حول العالم ـ بقلم: هاني صلاح.

ضريح خان شاه

ضريح خان شاه علي يُعد من المعالم التاريخية والدينية البارزة في مدينتي قازان وكاسيموف، حيث يُعتبر شاه علي شخصية مهمة في تاريخ الخانية التترية.

كان شاه علي خان من حكام خانية قازان وخانية كاسيموف في القرن السادس عشر، وعرف بدوره السياسي والديني المؤثر في تلك الحقبة. يُحتفى به كزعيم مسلم بارز، ويقع ضريحه في كاسيموف حيث يُزار من قبل المسلمين للتبرك والدعاء.

الضريح يعكس الطراز المعماري الإسلامي التقليدي مع لمسات محلية، ويُعتبر مركزًا روحيًا هامًا للجالية المسلمة في المنطقة، كما يمثل جزءًا من التراث التاريخي الغني الذي يربط بين الحضارة التترية والروسية.

المسجد الخاني في كاسيموف أحد أقدم المساجد التاريخية في روسيا

المسجد الخاني في كاسيموف هو من أقدم المساجد التاريخية في روسيا، ويُعتبر رمزًا هامًا لتراث الخانية التترية في المدينة. بُني المسجد في القرن الخامس عشر أو السادس عشر، ويتميز بمئذنته الحجرية الفريدة التي تعد من أقدم المآذن الحجرية في روسيا.

المسجد ليس فقط مكانًا للصلاة، بل يمثل أيضًا مركزًا ثقافيًا وروحيًا للجالية التترية والمسلمة في كاسيموف. يحافظ المسجد على الطابع المعماري الإسلامي التقليدي مع لمسات محلية، وهو شاهد حي على التاريخ الإسلامي العريق في المنطقة وتلاقي الحضارات الروسية والتترية.

مدينة كاسيموف التاريخية في منطقة ريازان بوسط روسيا

تُعد كاسيموف مدينة تاريخية في منطقة ريازان بوسط روسيا، تأسست عام 1152 وأصبحت في القرن الخامس عشر عاصمة خانية قاسم التي حكمها التتار تحت التبعية الروسية حتى عام 1681. لعبت المدينة دورًا بارزًا في التاريخ الروسي والتتري، وما زالت تحتفظ بمعالمها الإسلامية والروسية القديمة مثل المسجد الخاني وضريح شاه غالي خان إلى جانب الكنائس الأرثوذكسية. اليوم تُعد كاسيموف مركزًا إداريًا صغيرًا لكنه يمثل شاهدًا حيًا على تلاقي الحضارات في قلب روسيا.

منطقة ريازان في قلب الجزء الأوروبي من روسيا

أما منطقة ريازان فتقع في قلب الجزء الأوروبي من روسيا، على بُعد نحو 200 كيلومتر جنوب شرق موسكو، وتعد إحدى أهم المناطق الإدارية في البلاد. تتميز بتاريخ عريق يعود إلى العصور الوسطى حين كانت مركزًا لإحدى الإمارات الروسية القديمة، وما زالت تحتفظ بمعالم بارزة مثل الكرملين الريازاني والكنائس التاريخية المنتشرة في مدنها. تشتهر المنطقة بموقعها الاستراتيجي على ضفاف نهر أوكا الذي كان جزءًا من طرق التجارة القديمة، إضافة إلى طبيعتها الخلابة وتنوعها الثقافي، ما يجعلها وجهة مهمة لعشاق التاريخ والتراث الروسي.

مدينة ريازان نموذجًا فريدًا في تاريخ المدن الروسية

فيما تُعد مدينة ريازان عاصمتها الإدارية نموذجًا فريدًا في تاريخ المدن الروسية، إذ نشأت من اتحاد ثلاث مدن صغيرة متقاربة هي بيرياسلافل وبوريسوغليبسك وفانتيت. تمتاز المدينة بجمالها الطبيعي وفنها المعماري المميز، وقد نشأت عند ملتقى طرق التجارة القديمة وأبرزها طريق العنبر على نهر أوكا، الذي ربط شمال غرب أوراسيا ببلدان الجنوب والشرق. وعلى ضفاف هذا الطريق اكتُشفت كنوز أثرية عديدة بينها دراهم عربية قديمة. اليوم تُعد ريازان كنزًا تاريخيًا نابضًا بالحياة، تمزج بين عبق الماضي وتطور الحاضر لتمنح زوارها تجربة فريدة.

** يُعدّ من أبرز الشخصيات الدينية في منطقة الفولغا بروسيا. وأحد قيادات الإدارة الدينية المركزية لمسلمي روسيا. عُرف بنشاطه في مجال الدعوة والتعليم الإسلامي، كما يُعد خطيبًا بارزًا ومشاركًا دائمًا في المؤتمرات والفعاليات التي تعنى بشؤون المسلمين في روسيا. بيبارسوف يولي اهتمامًا كبيرًا بالحفاظ على الهوية الإسلامية والثقافية لمسلمي منطقة الفولغا، ويعمل على تعزيز العلاقات بين المراكز الإسلامية والجاليات المسلمة داخل روسيا وخارجها.

التخطي إلى شريط الأدوات