مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
انطلق السبت 25 أكتوبر، في مدينة قازان، عاصمة جمهورية تتارستان، فعاليات منتدى وطني يبحث دور التعليم والتراث الإسلامي في حماية الشباب من التطرف، وذلك بمشاركة نخبة من العلماء والمفكرين ومسؤولي الدولة في الجمهورية التي تقع وسط روسيا.
فقد انطلقت فعاليات المنتدى الوطني الأول الذي يحمل اسم العلامة التتاري الراحل أحمد زكي حضرت صفيوللين، في مقر مسجد أحمد زكي بمدينة قازان، تحت عنوان هندسة الأمن الديني: قضية الشباب، وذلك بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني للإدارة الدينية لمسلمي جمهورية تتارستان.
يهدف المنتدى إلى تعزيز كفاءة المؤسسات الدينية والتعليمية في مجال الوقاية من الفكر المتطرف والإرهاب، خاصة بين فئة الشباب، ويمثل منصة لتبادل الخبرات بين الأئمة ومعلمي المعاهد الدينية وممثلي المؤسسات الإسلامية المحلية.
المنتدى منصة علمية وفكرية
ناقش المنتدى محاور متعددة، من أبرزها: الشباب والتراث الديني، ودور التعليم الديني في الوقاية من التطرف، وأشكال التلاعب العقدي في الفكر السلفي، والتشريعات القانونية لمكافحة الإرهاب، وأمن الفضاء الرقمي.
كما خُصصت جلسات لعرض التراث العلمي لعلماء التتار وفي مقدمتهم أحمد زكي حضرت صفيوللين، تقديرًا لدوره في الحفاظ على منهج الإسلام الأصيل ونقله إلى الأجيال الجديدة.
مشاركة واسعة في التنظيم والحضور
ينظم المنتدى كل من مسجد أحمد زكي، والمركز الإسلامي الثقافي حوار، ومؤسسة منارة الخير، ومؤسسة دعم الثقافة والعلوم والتعليم الإسلامي، بالتنسيق مع جهاز اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب في جمهورية تتارستان.
وحضر المنتدى عدد من كبار الشخصيات، منهم مفتي تتارستان الشيخ كمال حضرت ساميغولين، وممثل الإدارة الفيدرالية للضرائب مراد صفيوللين حفيد العالم الراحل أحمد زكي حضرت، وعضو مجلس الاتحاد الروسي تيمور ناغومانوف، ومسؤول جهاز اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب في تتارستان إلدوس غاراييف، ونائب رئيس مؤسسة دعم الثقافة والعلوم والتعليم الإسلامي أليكسي بيتروف، إلى جانب نخبة من العلماء والباحثين.
تكريم إرث العلامة أحمد زكي حضرت
استهلت الجلسة بتلاوة آيات من القرآن الكريم ودعاء من العالم الشهير الشيخ مأمون الرّاوي، عضو لجنة إعداد النسخة المخطوطة من المصحف الشريف بدار الإفتاء في تتارستان.
وفي كلمته الافتتاحية، أثنى مفتي تتارستان الشيخ كمال حضرت ساميغولين، على جهود عائلة صفيوللين في دعم النشاط الديني، مشيدًا بمكانة العلامة أحمد زكي حضرت ودوره في ترسيخ مفاهيم الإسلام الوسطي والعلم الأصيل في بلاد التتار.
وقال المفتي إن علماء الأمة من أمثال أحمد زكي حضرت يمثلون ثروة دينية وعلمية يجب الحفاظ عليها، مؤكدًا أن طريق النهضة يبدأ من العودة إلى المناهج العلمية الأصيلة التي سلكها كبار العلماء مثل المرجاني والبارودي وكورسافي.
الإرث العلمي لعلماء التتار
وأشار المفتي إلى أن المدارس الدينية القديمة في تتارستان كانت تدرّس العقيدة الإسلامية وفق منهج الماتريدية والفقه على المذهب الحنفي، وهو ما أكد عليه المؤرخ محمد مراد الرامزي حين وصف علماء الفولغا بأنهم أهل السنة والجماعة في العقيدة والعبادة، بعيدون عن البدع والانحرافات.
وأضاف أن من أراد تربية علماء على نهج أحمد زكي حضرت فعليه العودة إلى الكتب الأصيلة التي شكلت أساس التعليم الإسلامي في تلك الحقبة، داعيًا إلى إحياء ذكر هؤلاء العلماء في الوعي الجمعي للأمة.
دعوة لمواصلة النهج
من جانبه، عبّر حفيد العالم الراحل مراد صفيوللين عن امتنانه للمفتي على تكريمه لجده، مؤكدًا أن الخط الذي أسسه أحمد زكي حضرت في التربية والتعليم هو الأساس الذي تقوم عليه النهضة الإسلامية الراهنة في روسيا.
وأشار إلى أن قيم الإسلام المعتدل التي نشرها أجداد العلماء في تتارستان هي التي أسهمت اليوم في انتشار التعليم الديني، وبناء المساجد، وتطور الاقتصاد الحلال، والتمويل الإسلامي في البلاد.
برنامج اليوم الختامي
من المقرر أن تتواصل فعاليات المنتدى الأحد 26 أكتوبر، بجلسة تفاعلية بعنوان التعليم الديني في خدمة الشباب كوسيلة للوقاية من التطرف يقدمها الخبير ديدار أورازوف، يعقبها توزيع شهادات المشاركة على الحضور.











