
مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
في مبادرة نوعية تعكس روح التجديد في التعليم الإسلامي للفتيات، نظّمت الإدارة الدينية لمسلمي مقاطعة بنزا في روسيا، بالتعاون مع أربع مساجد في قرية سريدنيايا يليوزان، دورات صيفية تثقيفية متميزة للفتيات استمرت على مدى عشرة أيام خلال الفترة من 6 إلى 17 يوليو 2025، شكلت تجربة رائدة جمعت بين العلم والتربية والأنشطة الإبداعية في إطار ديني تربوي متكامل.
نموذج تعليمي تفاعلي يجمع بين الحداثة والأصالة
تميّز البرنامج بتوظيف أساليب تعليمية حديثة، من بينها عناصر من النظام السنغافوري في التعليم، ما أضفى على الحصص طابعًا مشوّقًا وغير تقليدي. فقد انتقلت الفتيات من دور المتلقي إلى المشاركة الفاعلة من خلال العمل الجماعي، والنقاشات المنظمة، والأنشطة التربوية التي شملت دروسًا في القرآن الكريم، والعقيدة، والآداب الإسلامية، مع تقييمات منتظمة تثبّت المعلومات وتعزز الفهم والتفاعل.
تنمية شاملة تعزز الثقة والتميز
لم تقتصر التجربة على الجانب المعرفي، بل تخللتها أنشطة فنية ورياضية وذهنية، من ورش الطبخ والأشغال اليدوية إلى المسابقات الثقافية والألعاب الجماعية، ما ساهم في تنمية المهارات الفردية وتعزيز روح الفريق والصداقة بين الفتيات. هذا التكامل ساعد المشاركات على اكتشاف مواهبهن وتعزيز الثقة بالنفس في بيئة تربوية ملهمة وآمنة.
الروح الجماعية والإعداد الإيماني
كان للمكوّن الروحي حضور قوي في البرنامج، حيث اختُتم كل يوم بأداء جماعي للصلاة خلف الإمام، مما رسّخ في نفوس الفتيات ثقافة العبادة الجماعية، وربط المعرفة الدينية بالممارسة اليومية، وغرس معاني الانتماء إلى الأمة الإسلامية في سنّ مبكرة.
أثر تربوي عميق وتجربة تبني الوعي والإبداع
أظهرت الدورات الصيفية أثرًا واضحًا في تعزيز وعي الفتيات بهويتهن الإسلامية، وتنمية مهارات التفكير والتعبير، وتكوين صداقات بنّاءة في أجواء إيجابية. كما قدّمت نموذجًا حيًّا للتعليم الإسلامي المعاصر، يجمع بين الأصالة والابتكار، ويواكب احتياجات الأجيال الجديدة في ظل المتغيرات الراهنة.
شكر وتقدير للجهود الجماعية
وجّهت الإدارة الدينية لمسلمي بنزا شكرها العميق للمساجد المشاركة في تنظيم هذه المبادرة التعليمية — مسجد أنس بن مالك، ومسجد كشّاف وزليخة، والمسجدين الثالث والخامس — ولكل من ساهم في الإعداد والتخطيط والتنفيذ من معلمات وإداريات ومتطوعين، مشيدةً بالجهود المخلصة التي أثمرت برنامجًا يُحتذى به على مستوى روسيا الاتحادية.
رسالة من قلب بنزا
تثبت هذه التجربة أن الاستثمار في تعليم الفتيات ضمن بيئة إسلامية واعية ليس مجرد خيار تربوي، بل ضرورة استراتيجية لبناء جيل ناضج، مؤمن، ومبدع. ومن قرية صغيرة في بنزا، تنطلق رسالة كبرى مفادها: التعليم الإسلامي قادر على أن يجمع بين الجاذبية والعمق، حين يُدار بروح الإخلاص وبفكر تربوي معاصر.