مسلمون حول العالم
نافذتك إلى أخبار الأقليات المسلمة

زيارة مفتي كوسوفا إلى الجبل الأسود.. خطوة استراتيجية لتعزيز وحدة الألبان الدينية والثقافية في غرب البلقان

وهدفت إلى ترسيخ التعاون بين المؤسسات الدينية في مواجهة تحديات الحفاظ على الهوية والانتماء.

مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح

في زيارة ذات دلالات عميقة، حلّ مفتي كوسوفا الشيخ الدكتور نعيم ترنافا ضيفًا على جمهورية الجبل الأسود، ضمن جولة رسمية تهدف إلى تعزيز التلاحم بين الألبان في منطقة غرب البلقان، وترسيخ التعاون بين المؤسسات الدينية في مواجهة تحديات الحفاظ على الهوية والانتماء.

الزيارة التي شملت مدن أولتشين وتيفاري، تميزت بلقاءات مثمرة مع قيادات دينية وإدارية، أبرزها اجتماع مع رئيس المشيخة الإسلامية في الجبل الأسود رفات فيزوفيتش، حيث نوقشت آفاق التعاون في مجالات التعليم والنشر وخدمة المجتمع، إضافة إلى بحث سبل دعم المؤسسات الإسلامية لتؤدي دورها بفعالية أكبر.

وفي بلدية أولتشين، التقى المفتي برئيسها جنسي نيمانبيغو الذي عبّر عن قلقه من ظاهرة الهجرة، مؤكدًا عمق العلاقة التاريخية مع كوسوفا، فيما شدد الشيخ ترنافا على أن الحفاظ على اللغة والدين هو حجر الأساس في صيانة الهوية الوطنية.

المفتي زار أيضًا المجلس الوطني للألبان، حيث أكد رئيسه فايق نيكا أهمية توحيد الجهود لمواجهة التحديات الثقافية والديموغرافية، وهو ما حظي بدعم مباشر من مفتي كوسوفا الذي عبّر عن التزام الجماعة الإسلامية بدعم هذه المساعي.

كما شملت الزيارة القنصلية العامة لألبانيا في أولتشين، حيث أثنى القنصل أربن دوشي على دور المؤسسة الدينية في حماية الهوية الألبانية، فيما أكد المفتي أهمية العمل المؤسساتي المشترك لضمان كرامة واستقرار الألبان في الجبل الأسود.

وفي تيفاري، أثنى المفتي على جهود مجلس المشيخة الإسلامية بقيادة الإمام موجادين ميلايمي، داعيًا إلى تكثيف التنسيق في الأنشطة التي تعزز الانتماء الديني والوطني، كما التقى أئمة أولتشين في اجتماع خصّص لتعزيز قدراتهم وتوفير الدعم العلمي والتدريبي لهم.

الزيارة حملت أيضًا رمزية عالية من خلال الوقوف عند قبر المناضل عمر بريزريني وقراءة الفاتحة ترحمًا على دوره في التوحيد الوطني، إضافة إلى زيارة معرض الكتاب في أولتشين والاطلاع على إصدارات دار النشر “دتوريا إسلامية”، التي وصفها المفتي بأنها منارات للوعي والمعرفة.

وختامًا، حضر المفتي حفل إطلاق كتاب “المؤسسات الإسلامية وأئمة كرايا” ضمن مجلة “المعرفة الإسلامية”، مؤكدًا أن توثيق مثل هذه التجارب يعزز الذاكرة الجمعية ويصون الهوية.

تؤكد هذه الزيارة أن التلاحم الثقافي والديني بين ألبان غرب البلقان ليس خيارًا، بل ضرورة استراتيجية لمواجهة التحديات المتزايدة، في وقت تبقى فيه المؤسسات الإسلامية أحد أهم الحصون للحفاظ على الذات والهوية والرسالة.

التخطي إلى شريط الأدوات