مسلمون حول العالم ـ خاص ـ حوار: هاني صلاح
“لدينا في كلية الدراسات الإسلامية في العاصمة بريشتينا حوالي 600 خريج على مستوى البكالوريوس، وحوالي 30 على مستوى الماجستير. وهذه الأعداد تُثري الحياةَ الدينية والعلمية والثقافية في مجتمعنا الكوسوفي، وكذلك في أوساط الجاليات الألبانية المهاجرة حول العالم”..
بهذه الكلمات ألقى الضوء الأستاذ الدكتور “فخروش رجبي” عميد كلية الدراسات الإسلامية في بريشتينا، خلال حوار خاص مع “مسلمون حول العالم”، على الدور الهام المحوري الذي تقوم به كلية الدراسات الإسلامية على المستوى المحلي في كوسوفا وكذلك الدولي حول العالم في أوساط الجاليات الألبانية المهاجرة حول العالم..
الحوار تطرق كذلك للمنظومة التعليمية بالكلية من المناهج الدراسية وهيئة التدريس والطلاب والعوائق وأبرز النجاحات وأهم التوصيات المستقبلية للتطوير..
وإلى الحوار…
المحور الأول: التعريف بضيف الحوار
ـ الأستاذ الدكتور “فخروش رجبي” في سطور:
ـ وُلد عام 1960م في قرية “أسلاتينا” بمحافظة “فيتا” بجنوب شرق كوسوفا.
ـ أنهى دراسته الثانوية بمدرسة “علاء الدين” الإسلامية في بريشتينا عام 1979/1980م.
ـ واصل دراسته في العراق، حيث أنهى دبلومة اللغة العربية عام 1981م.
ـ تخرج في قسم التاريخ بكلية الفلسفة، في جامعة بغداد عام 1986م.
ـ أنهى رسالته للماجستير والدكتوراه في قسم التاريخ، بجامعة بريشتينا في كوسوفا.
ـ عمل محاضرًا لمادة السيرة النبوية والإسلام في أوربا بكلية الدراسات الإسلامية.
ـ تم اختياره عام 2014م عميدًا لكلية الدراسات الإسلامية في بريشتينا.
ـ مؤلِّف لنحو 100 إصدار علمي، وشارك في أكثر من 40 مؤتمرًا محليًّا وعالميًّا.
المحور الثاني: التعريف بكلية الدراسات الإسلامية
ـ هل من نبذة تعريفية مختصرة بكلية الدراسات الإسلامية؟
ـ تأسست كلية الدراسات الإسلامية عام 1992. وهي مؤسسة التعليم العالي الإسلامية الوحيدة في جمهورية كوسوفا. ومهمتها هي التعليم المهني للكوادر في مجال العلوم الإسلامية والإنسانية والاجتماعية واللغوية؛ من أجل تلبية احتياجات المجتمع المسلم في دولة كوسوفا.
ـ وقد واجهت كلية الدراسات الإسلامية في بداية إنشائها وتشغيلها العديدَ من التحديات، من حيث نقص الكادر الأكاديمي المحترف، وكذلك الصعوبات ذات الطابع المالي، ولكن بمرور الوقت تمَّ التغلُّب على هذه التحديات بنجاح.
ـ في السنوات الأخيرة تزايد الاهتمام من قِبل الطلَّاب للتسجيل في كلية الدراسات الإسلامية، وحاليًّا يوجد في كلية الدراسات الإسلامية أكثر من 300 طالب وطالبة.
ـ كذلك لدينا ثلاثة برامج معتمدة في الكلية: العلوم الدينية والإسلامية (بكالوريوس)، علوم أصول التدريس والتعليم الإسلامي (بكالوريوس)، والعلوم الدينية الإسلامية في السياق الأوربي (ماجستير). ونطمح مستقبلًا إلى التوسع في برامج التدريس لدينا.
ـ لدينا فريقُ عملٍ مؤهلٌ بالكامل مع درجات علمية “دكتوراه في العلوم”، وكذلك لدينا بنية تحتية عالية المستوى تُلبِّي جميعَ شروط الطلاب والموظفين واحتياجاتهم.
المحور الثالث: المناهج الدراسية
ـ ماذا عن المناهج الإسلامية الحالية التي تدرَّس للطلَّاب في الكلية؟
ـ تتوافق المناهج الدراسية بشكل كامل مع رسالة الأكاديمية العلمية الإسلامية لكلية الدراسات الإسلامية وأهدافها، التي تتلخَّص حول تخريج مسلم معاصر يفهم إسلامه بشكل صحيح ويقدر على التواصل مع مجتمعه بشكل إيجابي يساهم في حلِّ مشاكله ويعمل على تطوره.
ـ في كل عام نُراجع المناهج حسب الاحتياجات، وهي مناهج ننسِّقها ونقارنها مع مناهج كليات الدين الإسلامي الأخرى، سواء مع جامعات العالم العربي أو مع جامعات العالم الغربي.
ـ تستند المناهج ومحتوى الدورات العلمية التي ننظِّمها إلى المذهب الحنفي التقليدي، وتتوافق مع الإسلام المعاصر والمجتمع الإسلامي المعاصر. في هذا السياق، وقَّعنا اتفاقيات تعاون مع العديد من الكليات الدينية الإسلامية.
ـ نودُّ طرح سؤال عن مكتبة الكلية والدور الذي تقوم به في دعم المراجع العلمية للطلاب والخريجين الباحثين في الإسلام!
ـ تعدُّ مكتبة الكلية بمنزلة أكبر مكتبة في كوسوفا بها عدد كبير من الكتب والمراجع والمخطوطات؛ فلدينا أكثر من 12000 عنوان في مختلف المجالات العلمية، بما في ذلك مجال جميع العلوم الإسلامية الأساسية، ثم مختلف العلوم التاريخية والاجتماعية واللغوية والثقافية والحضارة الإسلامية والأديان… وما إلى ذلك. كذلك لدينا أيضًا ركن المخطوطات القديمة باللغة العربية واللغات العثمانية القديمة التي نادرًا ما توجد في المكتبات الأخرى.
ـ كما تمَّ تأسيس مكتبة كلية الدراسات الإسلامية على أعلى مستوى من المعايير العلمية، بحيث تسهِّل على الباحثين الوصول إلى المعلومات بشكل سريع وسهل. ونقوم حاليًّا برقمنة عدد كبير من الكتب والمراجع لمختلف العلوم التي تتضمَّنها المكتبة.
ـ وما زلنا نواصل بشكل مستمر ودون توقف إثراء مكتبة الكلية بإصدارات قديمة من العلوم الإسلامية والأدب الإسلامي المعاصر والعلوم العلمانية الأخرى.
المحور الرابع: هيئة التدريس
ـ بشأن هيئة التدريس بالكلية، هل هناك شروط ومواصفات لهم؟ وهل هناك برنامج واضح للتدريب والتطوير لهؤلاء المعلمين؟
ـ لكلية الدراسات الإسلامية ميثاقها ولوائحها المعتمَدة من قِبل مجلس التدريس العلمي وَفقًا للمعايير المعاصرة، التي تشمل معايير تعيين أعضاء هيئة التدريس والموظفين ذوي الالتزام ولائحة الدعوات الأكاديمية وترقية أعضاء هيئة التدريس.
ـ كما تنظِّم الكلية دوراتٍ تدريبيةً لأعضاء هيئة التدريس مع خبراء غربيين داخليين وخارجيين على وجه الخصوص. فقد وقَّعنا العديدَ من اتفاقيات التعاون في المجال الأكاديمي والبحثي والعلمي مع العديد من الكليات في العالمين العربي الإسلامي والغربي.
ـ وتُجرى زيارات متبادلة للأساتذة لإلقاء محاضرات مع جامعات كثيرة، كما نقوم بتنظيم مختلف المؤتمرات والدورات العلمية على المستويين المحلِّي والدولي.
المحور الخامس: العقبات والتحديات
ـ ما أبرز العقبات التي تواجهكم في مجال التعليم الإسلامي بكلية الدراسات الإسلامية؟
العقبات والتحديات التي تواجهنا في كلية الدراسات الإسلامية متنوعة، ومن ذلك:
ـ هناك تحديات ذات طبيعة اقتصادية ومالية، وهذه مستمرَّة نتغلَّب عليها في أوقات وتعوقنا في أوقات أخرى.
ـ لدينا إشكالية في تحصيل المعرفة الكافية للغات الأجنبية من قِبَل صفِّ العاملين بالكلية، فمن المهم لكل أستاذ جامعي التواصل بشكل ذاتي مع الجامعات العالمية، ومتابعة كل جديد في منظومات التعليم ومناهج التدريس الحديثة، وعدم الإلمام الكافي باللغات الأجنبية يعوق ذلك.
ـ الأمر السابق نفسه ينطبق على استخدام تكنولوجيا المعلومات الحديثة في التعلُّم والتعليم؛ فبعض أعضاء هيئة التدريس من كبار السن.
ـ لدينا إشكالية في زيارات الجامعات الغربية؛ وذلك بسبب صعوبات الحصول على التأشيرات مما يحدُّ من تواصلنا معهم ومتابعة كل جديد أوَّلًا بأوَّل.
ـ هناك تحديات عامَّة أخرى ذات صلة تؤثر علينا في كوسوفا وفي منطقة جنوب شرق أوربا، مثل تصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا من جهة، والتطرف الديني من جهة أخرى.
المحور السادس: الإنجازات والنجاحات
ما أبرز الإنجازات والنجاحات التي تحقَّقت في مجال التعليم الإسلامي بكلية الدراسات الإسلامية؟
ـ لدينا في كلية الدراسات الإسلامية حوالي 600 خريج على مستوى البكالوريوس، وحوالي 30 على مستوى الماجستير. وهذه الأعداد تُثري الحياةَ الدينية والعلمية والثقافية في مجتمعنا الكوسوفي، وكذلك في أوساط الجاليات الألبانية المهاجرة حول العالم.
ـ الإقبال على الالتحاق بكليتنا من البنين والبنات بشكل متساوٍ، وهذا يعكس اهتمامًا كبيرًا متزايدًا من قِبل المرأة الألبانية في كوسوفا بأخذ دَورها في التعليم والإرشاد، خاصة لبنات جنسها من الإناث، وهو ما انعكس بشكل كبير للغاية على صحوة دينية وثقافية وعلمية في أوساط مسلمات كوسوفا، خاصة في السنوات الأخيرة.
ـ طالبات وطلبة كلية الدراسات الإسلامية في بريشتينا ناشطون جدًّا في كافة المسابقات المحلية داخل كوسوفا، وكذلك الإقليمية بين دول البلقان، وأيضًا العالمية التي تنظَّم في الدول العربية والإسلامية، وحققوا نجاحاتٍ كبيرةً، وتصدَّروا قائمة الفائزين في بعض تلك المسابقات، وخاصة مسابقات القرآن الكريم.
المحور السابع: التواصل والتعاون
ـ ماذا عن التواصل والتعاون مع الجامعات الأخرى خارج كوسوفا؟
ـ تحرص إدارة كلية الدراسات الإسلامية في العاصمة بريشتينا على التواصل مع كافة الجامعات التي يمكن أن نتعاون معها في مجالات تبادل الخبرات على مستوى الطلاب وهيئة التدريس والمناهج، وغيرها من مفردات منظومة التعليم الإسلامي الديني والعلوم الاجتماعية بشكل عام.
ـ لذا، هناك تواصل مع جامعات في غرب أوربا، وكذلك تواصل مع جامعات دينية في منطقة البلقان، مثل: جمهورية شمال مقدونيا وألبانيا والبوسنة، وجامعة نوفي بازار في إقليم السنجق بجنوب صربيا.
ـ كذلك هناك تواصل وتعاون مع جامعات تركية، مثل جامعة مرمرة وجامعة إسطنبول وغيرهما في مجال تبادل الطلاب ومناهج التدريس الحديثة.
المحور الثامن: التوصيات المستقبلية
ـ ماذا عن رؤيتكم المستقبلية لتطوير التعليم الإسلامي في كلية الدراسات الإسلامية:
ـ أمَّا توصياتنا فيما يتعلَّق بتطوير وتقدُّم كليتنا، فهي:
ـ أهمية تعلُّم اللغات الأجنبية وإتقانها، سواء للطلاب أو لهيئة التدريس؛ فلا بد لطالب أو أستاذ الدراسات الإسلامية من أن يستطيع التواصل مع العالم حوله، ويتبادل معهم المعارف والخبرات في العلوم المختلفة، سواء الدينية أو العلمية أو الأدبية أو الاجتماعية، فالثقافة العالمية الآن مفتاحها إتقان اللغات الأجنبية.
ـ من الضروري والحتمي لطالب الدراسات الإسلامية وأستاذِها فَهْمُ طبيعة التكنولوجيا الحديثة وتطبيقاتها، وكيفية استخدامها في التعلُّم والتعليم؛ للحصول على المعرفة وتبادلها مع الآخرين بشكل يحقِّق الأهداف المرجوَّة من التعلُّم والتعليم.
ـ أهمية تطوير المناهج الدراسية وإصلاحها بشكل دائم ومستمر ومتواصل حتى يتحقق الهدف منها بتخريج مسلم معاصر على وعي بحقائق دينه، ومتسلِّح بالثقافة العامة، وقادر على خدمة مجتمعه المحلي، والتواصل بشكل إيجابي مع العالم حوله، بما يحقِّق رسالة الإسلام العالمية في التعاون مع الجميع لخير الجميع.
ـ تنظيم أكبر عدد ممكن من التدريبات في مناهج البحث والتعليم والتعلُّم المنهجي، بهدف تطوير منهجية وتقنيات التدريس المتمحورة حول الطالب.
ـ وأخيرًا، من ضمن رؤيتنا التطويرية المستقبلية أن تتوسَّع كليةُ الدراسات الإسلامية في بريشتينا بإضافة برامج دراسية جديدة.
المحور التاسع: مساحة حرة
ـ وأخيرًا، هل تودُّون إرسال رسالة عبر موقع “مسلمون حول العالم” للمؤسسات الإسلامية المعنية بالتعليم الإسلامي حول العالم؟
ـ رسالتنا للمسلمين في كلِّ مكان من هذا العالم -وخاصة للمؤسسات الإسلامية- هي أننا بوصفنا مسلمين بشكل عام ومؤسسات بشكل خاص، علينا الحفاظ على هذا الدين كما هو، دون زيادة عليه أو نقصان. من الواجب علينا تعزيز القيم السامية والسلمية الحقيقية التي يحثُّنا عليها الإسلام. ويجب علينا الحفاظ على تعاليم الإسلام كما هي دون تسييس لمصالح شخصية أو لمصالح جماعات.
روابط ذات صلة
ـ فيديو تعريف بالكلية باللغة الإنجليزية: (اضغط هنا).
ـ الموقع الإلكتروني للكلية: (اضغط هنا).
ـ صفحة فيسبوك الكلية: (اضغط هنا).
ـ صفحة فيسبوك عميد الكلية: (اضغط هنا).