مسلمون حول العالم
نافذتك إلى أخبار الأقليات المسلمة

قضيت سنتين في دراسة الإسلام قبل اعتناقه

حوار خاص مع الداعية الإيطالية "باترسيا خديجة دالمنتي"

مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح

“قضيت سنتين في دراسة ومقارنة النصوص المقدسة.. وقررت في سنة 1990 أن أعتنق الإسلام؛ لأنني وجدت فيه التوجيه الحقَّ والمتوازن لمن يبحث عن التقرب إلى الله وفَهم أهمية الحياة على هذه الأرض”.

بهذه الكلمات، أكدت الداعية الإيطالية “باترسيا خديجة دالمنتي” – التي اعتنقت الإسلام في سن الـ 16عامًا – أن الباحثين عن الحقيقة لابُدَّ أن يصلوا إليها، لكنهم يمضون فترات تصل لسنوات في البحث عنها.

فإلى الحوار..

التعريف الشخصي

ـ في بداية حوارنا.. نود نبذة تعريفية عنكم.. وكيف كانت حياتكم قبل الدخول في الإسلام؟

اسمي “باترسيا خديجة دالمنتي”، وُلدتُ سنة 1955م، ببساندل غربًا.

ربَّاني والدي بعيدًا عن أي اهتمام بالدين، غير أنه في مرحلة المراهقة تولَّدتْ عندي الرغبة في الحصول على الجواب عن السؤال الذي يستفسر عن وجود الله.

تخرجت في الثانوية بشهادة مدرس في الروضة، وفي نفس الوقت كنت مشغولة بالبحث عن الطريق للتقرّب إلى الله، وكانت التعاليم المسيحية تملأ حياتي، هذه الحياة التي لا تسمو إلا بالعفة والتخلي عن كل ما هو دنيوي، وتكريس كل الوقت للصلاة ومساعدة الفقراء.

في وقت لاحقٍ، واصلت دراستي في تخصص اللاهوت المسيحي، وبعده الماجستير في علوم الدين بالمعهد العالي للعلوم الدينية بمدينة “أسيزي” التابع لجامعة الفاتيكان بروما.

اعتناق الإسلام

ـ كيف اتخذتم قراركم باعتناق الإسلام؟

إذا كانت كلمة الإسلام لا تدل فقط على معنى الدين، وإنما تعني أيضًا الاستسلام والخضوع بالقلب لله؛ فإن رحلتي ابتدأت عند إدراكي أن الله هو مركز العالم، وإليه يجب التوجه في كل لحظة من لحظات الحياة. ساعتها كان عمري 16 سنة.

وفي عمر 32 سنة نضَج إدراكي لهذه الحقائق لتكون الانطلاقة في هذا المسار بداية بمغادرتي التجمع الديني الذي كنت أعيش فيه حتى تلك اللحظة، وتعرُّفي على أُناس حدثوني عن الإسلام؛ مما ساعدني على البحث والتفكير في الوحي الذي نزل على رسول الله – صلى الله عليه وسلم.

“قضيت سنتين في دراسة ومقارنة النصوص المقدسة.. وقررت في سنة 1990 أن أعتنق الإسلام؛ لأنني وجدت فيه التوجيه الحقَّ والمتوازن لمن يبحث عن التقرب إلى الله وفَهم أهمية الحياة على هذه الأرض”.

في ظلال الإسلام

ـ وكيف تبدلت حياتكم بعد اعتناقكم للإسلام؟ هل شعرتم بصعوبات في هذه الفترة؟

اعتناقي الإسلام غيَّر بعض الأشياء وعزَّز أخرى؛ لأن حياتي كانت موجهة أصلًا إلى الله.

عائلتي لم تكن سعيدة باختياري، والحقيقة أنها لم تكن تشاركني حياتي التي كنت أعيشها من قبل؛ لذلك لم يكن الأمر دراماتيكيًّا.

الصعوبات الكبرى التي عشتُها كانت مع نفسي؛ حيث كان عليَّ أن أجتهد لأفهم الدروس انطلاقًا من ثقافات بعيدة عن تلك التي أعرفها.

يُنظر للأشخاص الذين يعتنقون الإسلام كما لو أنه من الواجب أن ينسلخوا من ثقافاتهم وأن يتعرَّبوا، وهذا خطأ؛ لذلك حاولت شيئًا فشيئًا أن أساهم في تصحيح هذه الرؤية من خلال تأليفِ بعض الكتب وترجمةِ كتبٍ أخرى.

مضت خمس وعشرون سنة وأنا أعيش حياة هنيئة سعيدة في الإسلام الذي جعلنا نفهم معنى الوحدة، ونلمس جمال الدين.. الحمد لله.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

** شكر خاص لـ: قسم المسلمين الجدد بأوروبا؛ لقيامه بدور التنسيق والترجمة.

التخطي إلى شريط الأدوات