
مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
براشتينا – في لقاء وُصف بالودي والاستراتيجي، استقبل فضيلة الشيخ الدكتور نعيم ترنافا، رئيس المشيخة الإسلامية في دولة كوسوفا، ومفتي البلاد، نظيره فضيلة الدكتور حسين كفازوفيتش، رئيس المشيخة الإسلامية في البوسنة والهرسك، الذي كان على رأس وفد مرافق في زيارة رسمية إلى كوسوفا.
وخلال اللقاء، أكد الطرفان على أهمية تعميق التعاون بين المؤسستين في المجالات الدينية والتربوية، لا سيما فيما يتصل بتعزيز الحياة الإسلامية، وتطوير برامج التعليم الشرعي، وتبادل الخبرات بين المعاهد والمدارس الدينية، من أبرزها مدارس علاء الدين في كوسوفا ونظيراتها في البوسنة.
وخصّ مفتي كوسوفا اللقاء بتأكيد بالغ على ضرورة الحفاظ على الذاكرة التاريخية المشتركة، مشيرًا إلى أن كلا الشعبين خاضا تجارب مؤلمة في العقود الأخيرة، وواجهَا محاولات ممنهجة لتدمير الإرث الديني والثقافي الإسلامي على يد العدو المشترك، في إشارة واضحة إلى الجرائم التي ارتكبتها القوات الصربية في البلدين.
وقال الشيخ ترنافا: “نحن في المشيخة الإسلامية في كوسوفا منفتحون على تعاون أخوي مع إخوتنا في المشيخة الإسلامية بالبوسنة، ونؤمن أن ما يجمعنا من تراث مشترك وتجربة نضالية واحدة، يضع على عاتقنا مسؤولية مضاعفة لتعزيز هذا الرباط، سواء في الشأن الديني أو عبر مؤسساتنا التعليمية كالمعاهد والجامعات.”
وأشار فضيلته إلى أن البوسنة تحتضن جالية ألبانية مهمة، في حين يعيش عدد كبير من البوشناق في كوسوفا، مما يجعل من هذه الأقليات جسرًا حضاريًا وإنسانيًا بين البلدين، ينبغي الحفاظ عليه وتعزيزه.
من جهته، ثمّن فضيلة الشيخ حسين كفازوفيتش حفاوة الاستقبال، مشيدًا بدور المشيخة الإسلامية في كوسوفا في صيانة الهوية الدينية والثقافية، رغم التحديات التاريخية والسياسية. وقال: “ما يجمعنا كمسلمين في البلقان يتجاوز الجغرافيا؛ إننا شركاء في بناء بيت واحد في هذه المنطقة، نؤمن بقيم السلام، ونعمل سويًا على نشر الخير ومواجهة الفساد والتطرف.”
وأعرب كفازوفيتش عن سعادته بعودة الحياة إلى المؤسسات الدينية التي تضررت خلال الحروب، وبجهود المشيختين في تضميد جراح الماضي من خلال المصالحة وبناء المستقبل المشترك.
وفي ختام اللقاء، أعلن مفتي كوسوفا عن رغبته في زيارة رسمية للبوسنة والهرسك خلال المستقبل القريب، بهدف توسيع مجالات التعاون والاطلاع عن كثب على التجارب والمؤسسات الدينية هناك.