ـ مانشيتات الحوار..
ـ أظهر تزايد حالات فقدان الهُوية الإسلامية للجيل الثاني لأبناء مسلمي اليابان الحاجة لمدارس إسلامية.
ـ في عام 2004 تم تأسيس أول روضة إسلامية في اليابان وما زالت مستمرة بنجاح.
ـ تأسست مدرسة أوتسكا الابتدائية عام 2017 والإعدادية عام 2022 ومخطط لافتتاح الثانوية عام 2025.
ـ بدأت في 2017 مدرسة أوتسكا الابتدائية بـ6 طلاب ووصل العدد في 2023 لـ100 طالب.
ـ حوالي 20% من طلاب مدرستنا ممن اضطروا لمغادرة المدارس اليابانية المجانية بسبب التنمر الذي تعرضوا له.
ـ مدرسة أوتسكا التي تأسست عام 2017 حلم راود كل مسلم في اليابان.. هذا الحلم بدأ يتحقق.
ـ لدينا ثلاثة مناهج في مدرسة أوتسكا تشكل المواد الإسلامية منها نحو 30%.
ـ نفتقد في اليابان المناهج الدراسية باللغة اليابانية، فمعظمها باللغة العربية أو الإنجليزية أو بلغات محلية أخرى.
ـ تطوير مناهج دراسية للتعليم الإسلامي باللغة اليابانية يعد أولوية لنا.
ـ ازدياد عدد المدارس الإسلامية في اليابان وازدياد عدد الطلاب فيها دليل على وجود احتياج للتعليم الإسلامي في اليابان.
ـ معظم المدارس الإسلامية في اليابان تجد صعوبة في استيعاب أعداد أكبر من الطلاب وتحتاج لبناء أكبر لاستقبال المزيد منهم.
ـ تم تأسيس اتحاد المدارس الإسلامية في اليابان والذي يؤمن منصة للتعاون المشترك بين هذه المدارس.
ـ نهدف للاستثمار في الجيل الثاني من أبناء مسلمي اليابان، وتأهيلهم كي يصبحوا معلمين مسلمين يدرسون المناهج الإسلامية باللغة اليابانية.
مسلمون حول العالم – حوار خاص: هاني صلاح
“تطوير المناهج الدراسية للتعليم الإسلامي باللغة اليابانية يغطي جميع المراحل الدراسية، وبما يتوافق مع ثقافة واحتياجات المجتمع المسلم في اليابان، يعد أولوية لمؤسساتنا التعليمية، وأيضًا إعداد المدرس القادر على تعليمها بطريقة تفاعلية جذابة”.
بهذه الكلمات، ألقى الضوء الناشط التربوي حسام زينة، مدير مدرسة أوتسكا الدولية الإسلامية في طوكيو، على أهم أولوية لمؤسسات التعليم الإسلامي في اليابان.
جاءت هذه الأولوية نتيجة: أننا “نفتقد في اليابان المناهج الدراسية باللغة اليابانية، فمعظم المناهج الدراسية للتعليم الإسلامي في اليابان هي باللغة العربية أو الإنجليزية أو بلغات محلية أخرى مثل الإندونيسية أو الماليزية أو التركية”، وفقًا لمدير مدرسة أوتسكا..
جاء ذلك في سياق حوار خاص مع “مسلمون حول العالم”، حول واقع التعليم الديني الإسلامي في اليابان، وإلى الحوار..
الـتـعريـــف الشـخـصـي
ـ هل تكرمتم بنبذة تعريفية مفصلة عنكم؟
حسام زينة، من مدينة دمشق- سوريا، نشأتُ ضمن أُسرة دمشقية كبيرة محافظة وغنية، درست في مدارس دمشق بالإضافة للتعليم الديني في مساجد دمشق، وحلقات تحفيظ القرآن.
حصلت على الإجازة في الهندسية المدنية من جامعة دمشق، ثم دبلوم دراسات عليا من نفس الجامعة، ثم بدأت رحلتي في التعليم العالي خارج سوريا.
عملت بعد التخرج كمهندس، ثم باحث في المركز الوطني للزلازل، وبعد حصولي على الماجستير أصبحت مديرًا لمشروع التمنطق الزلزالي لمدينة دمشق.
حضرت الكثير من الدورات التدريبية في الهندسة الزلزالية، وعلم الزلازل من عدة معاهد عالمية من الصين، ومقدونيا، وألمانيا.
في عام 2005 وخلال دراستي في ألمانيا في معهد بوتسدام، تعرفت على دكتور تركي درس في اليابان، وهو من لفت انتباهي لريادة اليابان في الهندسة الزلزالية وعلم الزلازل، مما شجعني على الدراسة في اليابان.
في عام 2006 حصلتُ على منحة جايكا الدراسية، وبموجبها قدمت اليابان لدراسة الماجستير في الهندسة الزلزالية – إدارة الكوارث الزلزالية من جامعة GRIPS.
في عام 2009 حصلتُ على منحة الحكومة اليابانية (MEXT) لدراسة الدكتوراه، وحصلتُ على الدكتوراه من كبرى جامعات اليابان Tokyo Institute of technology في الهندسة الزلزالية، وعلم الزلازل في عام 2013.
بعد حصولي على الدكتوراه عملتُ باحثًا (Post Doc fellowship) في نفس الجامعة من عام 2013 – 2017.
خلال فترة دراستي، كان لي عدة نشاطات تطوعية لتعليم اللغة العربية لبعض الطلاب المسلمين في جامعتي، وتعليم التربية الإسلامية لأطفال المسلمين في عدة مساجد ومنظمات إسلامية، كما قمت بتأسيس منظمة سيريان هاندز الخيرية لدعم أهلنا في سوريا.
في عام 2015 تم تأسيس المدرسة العربية الافتراضية في اليابان وتطوعت في إدارة هذه المدرسة مع الأستاذة -ألماس العنيد- كعضو مجلس إدارة ومستشار تعليمي.
في عام 2017، تم تأسيس مدرسة أوتسكا الدولية الإسلامية في طوكيو، وتمت دعوتي لإدارة المدرسة، بالإضافة لإدارة مدرسة أوتسكا، شاركتُ بتأسيس عدة منظمات إسلامية وخيرية مثل الجمعية العربية في اليابان، ومركز “دين ان توشي الثقافي الإسلامي.
حاليًا بالإضافة لإدارة مدرسة أوتسكا، أشغل منصب رئيس مجلس إدارة المدرسة العربية الافتراضية في اليابان، وعضو مجلس إدارة مركز دين إن توشي الثقافي الإسلامي، ومدير منظمة سيريان هاندز الخيرية.
منابر التعليم الديني في اليابان
ـ نود في البداية إطلالة وافية عن “منابر التعليم الديني الإسلامي” في اليابان، وهل هناك جهة واحدة مسؤولة عن هذه المنابر أم هناك أكثر من جهة؟
تتولى عادة المساجد والمنظمات الإسلامية مسؤولية التعليم الديني في اليابان من خلال برامجها التعليمية، وحلقات القرآن وخاصة أيام عطلة نهاية الأسبوع يومي السبت والأحد، ولا يوجد جهة واحدة تمثل جميع المساجد في اليابان، لكن يوجد برامج مشتركة بينهم مثل مسابقة القرآن السنوية، ومؤتمر السيرة النبوية، والبازارات الخيرية، وغيرها من البرامج المشتركة بين المنظمات الإسلامية.
مع تزايد عدد المسلمين في اليابان وأيضًا مع تزايد حالات فقدان الهُوية الإسلامية للجيل الثاني لأبناء المسلمين في اليابان، ظهرت الحاجة إلى مدارس إسلامية ومدارس القرآن، وبدأت هذه المدارس تأخذ دورها في تعليم الدين الإسلامي الحنيف لأطفال المسلمين في اليابان وأيضًا المدارس الافتراضية مثل المدرسة العربية الافتراضية في اليابان بدأت تستقطب عددًا كبيرًا من الأطفال لتعليمهم القرآن والتربية الإسلامية بالإضافة للغة العربية.
مدرسة أوتسكا الدولية الإسلامية
ـ هل من نبذة تعريفية عن صرحكم التعليمي الرائد؟
تهدف مدرسة أوتسكا الدولية الإسلامية إلى الحفاظ على الهُوية الإسلامية لدى الأطفال المسلمين في اليابان من خلال زرع القيم الإسلامية.
كما نهدف إلى تنمية المهارات الوجدانية والاجتماعية عند الأطفال، ومهارات التفكير العليا مما يؤهلهم لاحقًا للتأثير الإيجابي في مجتمعهم ليكونوا سفراء الإسلام في اليابان.
تتبع مدرسة أوتسكا الإسلامية الدولية لمسجد أوتسكا (جمعية الوقف الإسلامي في اليابان) وقد تأسست جمعية الوقف الإسلامي في اليابان، والتي مقرها مسجد أوتسكا عام 1999 بعد خمس سنوات من البداية في بناء مستأجر في منطقة إكيبوكورو المشهورة في طوكيو.
في عام 2004 تم شراء بناء صغير مجاور للمسجد، وتم تأسيس أول روضة إسلامية في اليابان، وما زالت مستمرة بنجاح حتى الآن دون انقطاع.
مع ازدياد حالات فقدان الهُوية في الجيل الثاني لأبناء المسلمين ظهرت الحاجة لتأسيس مدرسة أوتسكا الإبتدائية في عام 2017، ثم مدرسة أوتسكا الإعدادية عام 2022، والمخطط أن يتم افتتاح المدرسة الثانوية عام 2025.
افتتحنا المدرسة الابتدائية بستة طلاب فقط، بينما وصل العدد في هذا العام (2023) إلى حوالي 100 طالب، وهو العدد الأقصى الذي يمكن لنا استقباله، وللمرة الأولى في تاريخ المدرسة نضع بعض الطلاب على قوائم الانتظار، وخاصة الصفوف الدُنيا لعدم وجود أماكن شاغرة بالمدرسة، هذا يعطي انطباعًا عن مدى إقبال الجالية المسلمة على التعليم الإسلامي، ومدى رضائهم عن خدمات التعليم المقدمة من قبل مدرسة أوتسكا الدولية الإسلامية.
ـ بعد كل هذه السنوات من مسيرة مدرستكم الإسلامية بمراحلها المختلفة؛ كيف تقيمون دورها وتأثيرها في أوساط المجتمع المسلم في اليابان؟
حاليًا تقوم المدرسة بتعليم القرآن الكريم، والدراسات الإسلامية بشكل يومي لطلابها، كما تقوم بتعليم أطفال الجالية الإسلامية القرآن الكريم والتربية الإسلامية بشكل أسبوعي من خلال نوادٍ ونشاطات يوم السبت، وأيضًا النشاطات التربوية الفصلية والسنوية، كمخيمات التربية للشباب المسلمين، ومدارس الصيف والشتاء، ومسابقات القرآن، وغيرها من المناسبات السنوية والفصلية.
الإقبال الكبير على تسجيل الأطفال في المدرسة مؤشر على المكانة الجيدة والتي بدأت المدرسة تحتلها في المجتمع المسلم في طوكيو، أيضًا اتفاقيات التعاون التي أبرمتها المدرسة مع المؤسسات الدينية والأهلية في اليابان، هو أيضًا مؤشر على المكانة الكبيرة للمدرسة.
أيضًا جدير بالذكر أن حوالي 20% من طلاب مدرستنا هو ممن اضطر لمغادرة المدارس اليابانية المجانية بسبب التنمر الذي تعرضوا له في تلك المدارس.
شهادات الأهالي تشعرك بالفخر والاعتزاز كيف غيرت مدرسة أوتسكا أطفالهم، وجعلتهم يحبون الحياة ويندمجون مع المدرسة مجددًا.
ـ كيف يمكنكم أن تصف لنا مدرستكم في عبارة واحدة؟
مدرسة أوتسكا حلم راود كل مسلم في اليابان، هذا الحلم بدأ يتحقق.
المناهج الدراسية الدينية
ـ ماذا عن المناهج الدراسية للتعليم الإسلامي، سواء في مدرستكم بشكل خاص، أو في المدارس الإسلامية الأخرى في اليابان؟
لدينا ثلاثة مناهج في مدرسة أوتسكا، مناهج كامبريدج الدولية، مناهج العالمية الإسلامية، ومناهج اللغة اليابانية، تشكل المناهج الإسلامية حوالي 30% من المناهج الدراسية في مدرستنا وهي من إعداد منظمة المناهج العالمية ICO.
تمتاز مناهج العالمية بالوسطية، وملاءمتها للأقليات المسلمة في الدول غير الإسلامية، حيث تغطي المناهج كل مجالات الشريعة الإسلامية (العقيدة، الفقه، السيرة النبوية، القرآن الكريم، الأخلاق) وتركز على غرس فطرة التوحيد وحب الله ورسوله في نفسية الطفل المسلم، كما تركز على أخلاق المسلم السمحة في تعامله مع غير المسلمين.
تختلف المناهج الدراسية من منظمة لأخرى، وعلى الأغلب تعتمد على القائمين على المنظمة الإسلامية.
ـ وما تقييمكم لهذه المناهج؟
نفتقد في اليابان المناهج الدراسية باللغة اليابانية، فمعظم المناهج الدراسية للتعليم الإسلامي في اليابان هي باللغة العربية أو الإنجليزية، أو بلغات محلية أخرى مثل الأندونيسية، أو الماليزية، أو التركية…
لذلك يعتبر تطوير المناهج الدراسية للتعليم الإسلامي باللغة اليابانية يغطي جميع المراحل الدراسية وبما يتوافق مع ثقافة واحتياجات المجتمع المسلم في اليابان، يعد أولوية للمنظمات الإسلامية، وأيضًا إعداد المدرس القادر على تعليمها بطريقة تفاعلية جذابة.
ـ بناءً على خبراتكم الطويلة السابقة، ومن وجهة نظركم؛ هل ترون هذه المناهج الحالية تحقق أهدافها التربوية والتعليمية، أم أنها ما زالت في حاجة للتطوير؟
المناهج الدراسية الحالية جيدة، ولكنها تحتاج للتطوير مثلها مثل جميع المناهج الدراسية الأخرى، وأضرب مثالين في ذلك:
1ـ يجب أن تراعي الخصائص العمرية للطفل، وخصوصًا للأعمار الصغيرة، أيضًا تفتقر المناهج للأهداف الوجدانية، حيث تركز فقط على الأهداف القيمية والمعرفية؛ لذلك نحتاج إلى إعداد المعلم القادر على زرع القيم الإسلامية وتغطية المكون الوجداني، بالإضافة لتمكينه من استراتيجيات التعليم النشط، والتي تهدف لدمج الطالب في العملية التعليمية وتطوير مهارات التفكير العليا عنده.
2ـ أيضًا تحتاج هذه المناهج لتبسيط أكثر في طريقة العرض، وخاصة تبسيط اللغة الإنجليزية المستخدمة في الكتب الدراسية؛ لمراعاة الطلاب الذين يدرسون اللغة الإنجليزية كلغة ثانية وليست لغتهم الأم كما هو الحال في اليابان.
معلمو المناهج الدراسية الإسلامية
ـ بشأن المُعلِّمين القائمين على تدريس المناهج الإسلامية سواء في مؤسستكم، أو في مختلف منابر التعليم الإسلامي، هل هناك شروط ومواصفات لهم؟
نعم، تشترط مدرسة أوتسكا بعض المواصفات في المعلمين بشكل عام، ومواصفات إضافية خاصة بمعلمي التربية الإسلامية على وجه الخصوص، وأشير لثلاثة منها:
1ـ يجب أن يتمتع المعلم بشكل عام بالمعرفة الكافية في اختصاصه (مادته التي يعلمها في مدرسته) كما يجب أن يتمتع بالخبرة والمهارات الكافية في التعليم النشط، ودمج الطلاب في العملية التعليمية.
2ـ كما يجب أن يتمتع المعلم بالإيجابية (Positive Educator) في التعامل مع الأطفال.
3ـ ونشترط في معلم التربية الإسلامية أن يكون قدوة حسنة لطلابه في التزامه بتعاليم الإسلام الحنيف وأيضًا في حُسن الخلق، واللطف، والبعد عن الفظاظة والقسوة في تعامله مع الأطفال.
ـ ماذا عن البرامج التدريبية للمعلمين؟
يخضع المعلمون لتقييم دوري للأداء من قبل مدير المدرسة، وأيضًا من قبل المستشار الأكاديمي للمدرسة، وبموجب هذا التقييم يتم اقتراح التدريب المناسب لهم.
بشكل عام يهدف التدريب إلى تحسين أداء المعلمين في مهارات التعلم النشط، وطريقة دمج الطلاب في العملية التعليمية، بالإضافة للمهارات الأساسية في الإدارة الصفية والتربية الإيجابية، وبناء العلاقة مع الطلاب.
كما يتم تدريب المعلمين على مهارات الوعي وتطوير الذات لتحقيق النمو الذاتي، والسلامة النفسية، فكما هو معروف نسبة الاكتئاب في صفوف المعلمين مرتفعة جدًا في اليابان، والسلامة والصلابة النفسية للمعلمين ستنعكس على إيجابية المعلم وطريقة تعامله مع الطلاب.
ـ وهل من تنسيق بينكم وبين المؤسسات التعليمية الأخرى في ملف التدريب؟
نعم في كثير من الأحيان يتم القيام بورشات عمل تدريبية مشتركة بين المدارس الإسلامية في اليابان، إضافة لذلك هناك مؤتمرات وورش عمل مع الجامعات اليابانية المهتمة بالتعليم الديني، والتي غالبًا ما تضم المدارس الإسلامية والمسيحية والديانات الأخرى.
التحديات والعقبات
ما أبرز التحديات والعقبات التي تواجهكم في مجال التعليم الإسلامي في اليابان؟ وكيف تتعاملون معها بهدف إيجاد الحلول ومعالجتها؟
هناك تحديات كثيرة، لكن أبرزها أربعة، هي:
1ـ تواجه المدارس الإسلامية نفس التحديات والصعوبات التي تواجهها المدارس الخاصة في اليابان، وهي الحصول على الترخيص من وزارة التعليم، حيث يتطلب ذلك استيفاء بعض الاشتراطات الصعبة للتسجيل.
2ـ وهناك التحديات المتعلقة بالخريجين، وقدرتهم على تجاوز الامتحان الوطني، وامتحانات القبول في الجامعات اليابانية، وهذا التحدي الثاني تشترك به معنا المدارس اليابانية الوطنية أيضًا بسبب المنافسة الكبيرة في ذلك.
3ـ أيضًا لدينا التحديات المالية لتغطية الكلفة التشغيلية المرتفعة للمدارس، وهذا أيضًا تشترك به معنا المدارس الخاصة الأخرى، ولكن بدرجات مختلفة تتعلق في الموارد المالية لكل مدرسة وقدرة كل مدرسة على جذب عدد كبير من الطلاب ومدى وجود الاحتياج في الماركيت لهذا النوع من المدارس الخاصة.
وخاصة أن هذه المدارس تنافس التعليم الياباني الحكومي، وهو ذو جودة عالية ومجاني، لذلك جودة التعليم الإسلامي يلعب دور مهم في جذب عدد أكبر من أطفال الجالية الإسلامية في اليابان.
4ـ بينما تنفرد المدارس الإسلامية ببعض التحديات الخاصة بها مثل الصورة النمطية السائدة عن المدارس الإسلامية بأنها ذات جودة منخفضة، وأنها تدرس القرآن فقط، وخاصة أن كلمة مدرسة في الكثير من دول شرق آسيا تعني الكتاتيب والتي تدرس فقط القرآن.
وأشير هنا إلى أنه قد استطاعت معظم المدارس الإسلامية في اليابان ترخيص الروضة (kindergarten) باعتبار اشتراطاتها أقل، وهي تسعى للحصول على الترخيص للمراحل الأعلى، الحصول على الترخيص سيفتح الطريق لها في الحصول على الدعم الحكومي، وهذا سيساعد في تجاوز التحديات المالية.
بينما التحديات الأخرى يتم تجاوزها من خلال رفع جودة التعليم الإسلامي، وقدرة الخريجين على حجز مقاعدهم في الجامعات اليابانية، ومدى قدرتهم على التأثير الإيجابي في جالياتهم الإسلامية، ولاحقًا مدى قدرتهم على النجاح في سوق العمل.
الإنجازات والنجاحات
ـ بلغة الأرقام والتحليل والتقييم، ما أبرز الإنجازات والنجاحات التي تحققت في مجال التعليم الإسلامي، سواء في مؤسساتكم التعليمية، أو بشكل عام في مؤسسات التعليم الأخرى في اليابان؟
في عام 2004 تم تأسيس أول روضة إسلامية في اليابان، وما زالت مستمرة حتى اليوم، ثم في عام 2007 تم تأسيس ثاني روضة ومدرسة إسلامية في اليابان، والتي ما زالت مستمرة حتى هذا اليوم.
ثم في عام 2014، وعام 2017 تم افتتاح ثلاث مدارس إسلامية في طوكيو، ثم مدرسة في توتشيغي، ومدرسة في سابورو أقصى شمال اليابان، وفي هذه السنة تم افتتاح مدرسة فوكوكا الإسلامية في جنوب اليابان في فوكوكا.
معظم هذه المدارس تجد صعوبة في استيعاب عدد أكبر من الطلاب، وتحتاج لإيجاد بناء أكبر لاستقبال المزيد من الطلاب على سبيل المثال، بدأت مدرسة أوتسكا بستة طلاب فقط في سنة 2017، بينما الآن لدينا ما يقارب 110 طالب، ولدينا طلاب على قائمة الانتظار بسبب عدم وجود شواغر في بعص الصفوف الدراسية.
نحن بحاجة لاستئجار أو شراء بناء جديد هذه السنة لاستقبال طلاب جدد في الصف الأول بدءًا من شهر إبريل القادم.
ازدياد عدد المدارس الإسلامية في اليابان، وازدياد عدد الطلاب فيها دليل على وجود احتياج للتعليم الإسلامي في اليابان.
التواصل والتنسيق
ـ ماذا عن التنسيق مع المؤسسات المعنية بالتعليم الإسلامي سواء على المستوى المحلي، أو الإقليمي، أو الدولي؟
تربطنا علاقات قوية على المستوى الشخصي وأيضًا على مستوى المؤسسات، ولدينا اتفاقيات تعاون مع معظم المدارس الإسلامية في اليابان وكثير من المنظمات الإسلامية داخل اليابان، وخارجها.
أيضًا تم تأسيس اتحاد المدارس الإسلامية في اليابان والذي يؤمن منصة للتعاون المشترك بين هذه المدارس.
ـ وماذا تحقق حتى اليوم؟
من ثمرات هذا التعاون والتنسيق هو مشاركة هذه المدارس بورشة عمل عن المدارس الإسلامية ضمن مؤتمر التعليم الأخير في جامعة هيروشيما (CESA2023).
كذلك مشاركتنا في عدة ورشات عمل بالتنسيق مع جامعة تويو اليابانية، بالإضافة لورشات تدريبية مشتركة بين هذه المدارس، والزيارات الطلابية بين المدارس.
ومن ثمرات هذا التعاون هو تبادل الخبرات، وخاصة بموضوع الحصول على الترخيص وإبرام الاتفاقيات مع المؤسسات اليابانية.
الرؤية المستقبلية
ـ ماذا عن رؤيتكم المستقبلية لتطوير منظومة التعليم الإسلامي في اليابان، سواء لمؤسستكم التعليمية، أو منابر التعليم الأخرى؟
بناءً على قراءتنا لمعطيات واقع التعليم الإسلامي في اليابان، ومن خلال تجربتنا السابقة التي تصل لنحو عقدين من الزمان، تتمحور رؤيتنا المستقبلية لتطوير منظومة التعليم الإسلامي في اليابان، حول هذه الأمور:
ـ أولًا: تستقطب المدارس الإسلامية نسبة قليلة من الأطفال المسلمين بينما النسبة الأكبر يذهبون للتعليم الحكومي المجاني، من المهم جدًّا استهدافهم ببرامج تعليمية ـ بعد الدوام المدرسي ـ لتعليم التربية الإسلامية، والقرآن الكريم.
لذلك نحتاج مناهج إسلامية باللغة اليابانية بنفس سوية المناهج الإسلامية باللغة الإنجليزية أو العربية، وأيضًا نحتاج طاقمًا تعليميًا باللغة اليابانية للتدريس في هذه البرامج.
ـ ثانيًا: بما يتعلق بتأهيل معلمين يابانيين مسلمين للتعليم باللغة اليابانية، قد يكوّن أبناء الجيل الثاني من المسلمين رافدًا جيدًا، وخاصة أنهم تعلموا وترعرعوا في اليابان.
وبالتالي قد يكون الاستثمار بهم من الآن وتأمين منح دراسية لهم في جامعات إسلامية عريقة، أو تأمين دورات تدريبية للخريجين منهم في مهارات التدريس وتفريغهم للعمل في المدارس، والمراكز الإسلامية أمر بغاية الأهمية.
ـ ثالثًا: باعتبار مدرسة أوتسكا مدرسة أهلية غير ربحية تهدف إلى خدمة الجالية المسلمة في مجال التعليم الإسلامي، ومن أجل تغطية المصاريف التشغيلية للمدرسة، وأيضًا زيادة القدرة الاستيعابية لها، نحتاج لمصادر دخل ثابتة لدعم المدرسة سواء من مشاريع وقفية لصالح المدرسة، أو متبرعين دائمين، أو طرق أخرى.
رسائل للمعنيين
ـ هل تودون إرسال أي رسائل هامة للمؤسسات المعنية بالتعليم الديني الإسلامي حول العالم عبر موقع “مسلمون حول العالم”؟
نعم، من باب النصيحة والتواصي بالحق والتواصي بالصبر، هذه 6 رسائل أرغب بمشاركتها مع الزملاء في مجال التعليم الإسلامي:
1ـ الاهتمام بتنمية الشعور بالانتماء لدى أجيالنا، وهذا يكون بغرس القيم الإسلامية، فما نحمله ونؤمن به من قيم عليا هو ما يتحكم بالسلوك.
2ـ زراعة القيم تكون من خلال ثلاثة مكونات، المكون المعرفي والمكون الوجداني والمكون السلوكي، ويعتبر المكون الوجداني هو الأهم فقد أخبر الله -سبحانه وتعالى- نبيه (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك).
3ـ المكون الوجداني يعتمد على بناء علاقة جيدة مع الطفل، وبالتالي يتخذنا الطفل قدوة له ويقلدنا، ويتم بناء العلاقة منذ السنوات الأولى في حياة الطفل، وهذا يوضح أهمية الروضات والحضانات الإسلامية؛ لأنها تقدم قدوة مسلمة للطفل، وغالبًا ما تحل هذه القدوة مكان الأم التي لا تقضي وقتًا كافيًا مع طفلها يمكنها من بناء علاقة جيدة.
4ـ بناء علاقة صداقة حميمية مع الطالب في مرحلة الروضة والابتدائي وتأمين بيئة إسلامية إيجابية هو ما ينمي الشعور بالانتماء لدى الطلاب، وهو مقدم على الأهداف التعليمية الأكاديمية.
5ـ من الأخطاء الشائعة عند المربين والمعلمين هو التركيز على السلوك دون معرفة أصل هذا السلوك، لذلك أوصي المربين والمعلمين بالدراسة أكثر في علم نفس الطفل ومحاولة الاستفادة منه في تربية الأطفال.
6ـ تنمية المهارات الوجدانية والاجتماعية عند الطلاب مقدم على المهارات الأكاديمية، المهارات الوجدانية والاجتماعية هي العامل الأكبر لاندماجهم في مجتمعهم والقدرة على التأثير الإيجابي فيه، وهو ما يؤهلهم للدعوة إلى سبيل الله في مجتمعهم.
International Islamia School Otsuka – IISO