مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
بعد الانفتاح على الأديان، اهتممتُ في البداية بالنصرانية.. قرأت التوراة والإنجيل، ثم بدأت أقرأ الكتب عن الإسلام.. وهكذا اعتنقت الإسلام وبدأت ألتزم بتعاليمه”.
بهذه الكمات، أوضح الداعية “سيرغي فيكتوروفيتش سارانتشوك” – الذي وُلد في مدينة “غوميل” بجمهورية “روسيا البيضاء” – أن مُطالَعة الكتب الإسلامية كانت طريقه نحو اعتناق الدين الإسلامي.
فإلى الحوار..
التعريف الشخصي
ـ في بداية حوارنا.. نود نبذة تعريفية بكم.
أنا “سيرغي فيكتوروفيتش سارانتشوك”، (ابن الفاتح).
ولدت في ٢٨ يناير ١٩٦٦م في مدينة “غوميل” بجمهورية “روسيا البيضاء”، والتي كانت وقتها جزءًا من الاتحاد السوفيتي (تبعد 302كم عن العاصمة مينسك).
والدتي كانت مريضة بالقلب، وقد منَعها الأطباء من الحمل والولادة، ولكنها لم تأبه لهم وولدتني، وتُوفيتْ بعد سنة، وربَّتني جدتي أمُّ والدتي، وقد نشأت في بيت جدتي دون رعاية تقريبًا.
وبما أننا كنَّا نقتات من مرتب جدتي التقاعدي، وهو قليل جدًّا؛ فقد ذهبت وأنا في الرابعة عشرة من عمري للعمل، ودرست في نفس الوقت في المعهد الصناعي، خاصة أن المعهد كان يُقدّم منحة مالية لطلابه، ولكن تلك المنحة كانت تُصرف للطلاب المتفوقين والحاصلين على درجات عالية في الامتحانات، فكان الطلاب إلى جانب التحضير للامتحان يقومون بطقوس مختلفة لجلب الحظ ـ كما كانوا يعتقدون ـ وكنت أنا دائمًا أسأل الله التوفيق وأُناديه “الله” بالعربية، ولا أدري سبب ذلك، ولا أذكر، لكني أذكر أنني اجتزتُ الامتحان بامتياز، وكنت أدعو الله في طريقي وأنا ذاهب إلى المعهد مع أنني لم أكن أملك أي فكرة عن الدين والدعاء.
وبعد الدراسة قمت بأداء الخدمة العسكرية الإجبارية في صفوف الجيش السوفيتي، وخدمت في قاعدة بايكانور الفضائية.
بعد الجيش عملت في مصنع، ثم التحقت بالدراسة انتسابًا إلى كلية المواصلات بتخصص طاقة شبكات المواصلات.
كنت أعمل وأدرس، وأيضًا تزوجت في تلك الفترة ورُزقت ببنتٍ ثم ابنٍ.. وفي تلك السنوات انهار الاتحاد السوفيتي وظهرت حرية الاعتقاد والتدين.
الدخول في الإسلام
ـ كيف كانت رحلتكم إلى الإسلام؟
بعد الانفتاح على الأديان، اهتممت في البداية بالنصرانية.. قرأت التوراة والإنجيل، ولكني لم أجد لا في اليهودية ولا في النصرانية الإجابات على الأسئلة التي حيرتني.
كنت أعتقد عندئذٍ أن الإسلام مثل البوذية ديانة وثنية، ولكني كنت أحترم المسلمين الذين التقيتُهم في حياتي.
وبدأت أقرأ الكتب عن الاسلام.. وهكذا اعتنقت الإسلام وبدأت ألتزم بتعاليمه.
في ذلك الوقت ترأَّست شركة بناءٍ كبيرة، وبعد لقاءات بأصدقاء مسلمين جاءتنا فكرة بناء مسجد في مدينة “غومل”، وقد ناقشنا الأمر مع رئيس البلدية، ولكنه ذكر لنا أن بناء المسجد غير ممكن حتى نسجل جمعية دينية رسمية، وهكذا بدأنا بإجراءات التسجيل، وقد انتُخبت رئيسًا لها لأنني الوحيد البيلاروسي وجماعة المسلمين كانت مكوَّنة من أعراق مختلفة، وقرر المسلمون أنني كممثل وحيد لقومي سأحافظ على التوازن والتوافق بين المسلمين على اختلاف قومياتهم وجنسياتهم.
وهكذا ومع الوقت بدأت أعطي أكثر فأكثر للعمل الدعوي، ومع الوقت تركت الشركة وتفرَّغت لتحقيق الأهداف الدعوية.
في ظلال الإسلام
ـ وكيف تبدلت حياتكم بعد اعتناقكم للإسلام.. هل واجهتكم أي عقبات؟
عندما أصبحت مسلمًا اختلف تعامُلُ الناس معي! بعضهم قال إن هذا نوع من اللهو الذي يقوم به الأغنياء، وبعضهم أعلنها صريحة أنني خائن لعقيدة الآباء.
في البدء كل هذا كان يضايقني، ولكني التقيتُ مرة بأحد الإخوة من المسلمين وقال لي إنه يغبطني، وأهداني كتابًا عن السيرة النبوية، وفيه قرأتُ أن الناس اتهموا الرسول – صلى الله عليه وسلم – بأشياء مشابهة، وأحيانًا مُطابقة تمامًا لما كنت أسمعه أنا.
بعد قراءتي للكتاب لم أعُدْ أُعِيرُ انتباهي لهذه الإهانات، بل أصبحت فخورًا بما عابني به قومي.
اضطررت أن انفصل عن زوجتي بسبب الدين بشكل أساسي.. حاليًّا تزوجتُ وإن كانت نصرانية، ولكنها مُتفهِّمة وتحترم ديني.
شركة البناء تقلَّصت مع الوقت، وعلاقتي بالموظفين في البلدية تأثرت بإسلامي، كما أن الأوضاع تغيرت في الجمهورية، ولكني الآن أبني المسجد وأدير أمور الجمعية الإسلامية مع إخوتي، كما أدير مشروع توفير الأغذية الحلال في السوق البيلاروسية وتنظيم إنتاجها.
أنا سعيد مع عائلتي، وأصغر أبنائي عمره أربع سنوات، وهو أيضًا يدعو الله ويطلب منه أن يشتري أبوه اللعبة التي يحبها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
** شكر وتقدير خاص لـ: د. وسام علي البردويل؛ للقيام بدور التنسيق والترجمة مع ضيف الحوار.