عبر الشيخ آدم باوا محمد علي، رئيس مركز الإرشاد الإسلامي، في مدينة كاتانكدي بشرق سريلانكا، عن أمله في توثيق صلاتهم في مجال التعليم الإسلامي مع المؤسسات المعنية بهذا المجال في الدول العربية والإسلامية بهدف تبادل الخبرات والمساعدة في تدريب كوادرهم التعليمية، والمساهمة في الارتقاء بالمناهج الدراسية الإسلامية التي تدرس بمدارسهم ومعاهدهم.
جاء ذلك خلال في حوار أجرته “المجتمع” حول واقع التعليم الإسلامي في سريلانكا.
والشيخ علي خريج جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وحاصل على شهادة بكالوريوس وماجستير من الجامعة الوطنية الماليزية، كما أنه محاضر اللغة العربية في جامعة جنوب شرق سريلانكا.
في بداية حوارنا، نود نبذة تعريفية عن مؤسستكم التعليمية التي تشرفون عليها.
– هذا المركز أنشئ عام 1410هـ/ 1990م، بهدف إنشاء جيل إسلامي على ضوء الكتاب والسُّنة، وله نشاط في مجالات ثلاثة هي الدعوة إلى الله عز وجل، والتعليم، والخدمات الإنسانية، كما أنشأ المركز مدرسة باسم المدرسة الإسلامية النموذجية للبنين عام 1412هـ/ 1992م، وأخرى للبنات عام 1432هـ/ 2012م، بهدف تعليم الناشئين والناشئات معارف الوحي وتربيتهم على أفكار إسلامية خالصة نظرياً وعملياً، وإعانتهم على مقررات المدارس الحكومية كي يكونوا رجال القرار في المستقبل متخلقين بالأخلاق الإسلامية.
نرجو إلقاء الضوء على “منابر التعليم الإسلامي” الأخرى في سريلانكا.
– بالنسبة إلى التعليم الإسلامي في سريلانكا، فإن المدارس الحكومية تفرض على منتسبيها من الطلاب والطالبات أن يدرسوا مادة الدين حسب انتمائهم إليه؛ وعليه فإن الطلاب المسلمين يدرسون مادة الإسلام في جميع المراحل الدراسية من المستوى الأول إلى أن يختبروا في اختبار المرحلة المتوسطة، وهم مخيرون في الاختبارات الثانوية والجامعية.
أما المدارس الأهلية فإنها تركز على تدريس المواد الإسلامية واللغة العربية للبنين والبنات على حدة متضمنة المقررات الإسلامية المؤلفة باللغة العربية، وصغار السن من أبناء المسلمين عندما تبلغ أعمارهم 6 سنوات يبدؤون في تعلم القرآن الكريم تلاوة وترتيلاً وتجويداً مع دراسة مبادئ الإسلام في المدارس القرآنية، والمكاتب التي أنشأتها جمعية علماء سريلانكا، وخلال 3 سنوات يستطيعون تلاوة القرآن الكريم.
وبعد هذه الفترة بعض البنين والبنات يبادرون في الالتحاق بمدارس تحفيظ القرآن الكريم، وعلاوة على ذلك تقام الحلقات والدروس والمواعظ في المساجد.
ماذا عن مناهج التعليم الإسلامي في سريلانكا؟ وما تقييمكم لها؟
– بالنسبة إلى المناهج الدراسية الإسلامية، فمعظم المدارس الإسلامية تركز على تعليم الدراسات الإسلامية واللغة العربية معتمدة على الكتب العربية في الفقه والحديث والتفسير والعقيدة وغيرها، وهذه الكتب لم تؤلف كي تكون مقررة وفق المناهج والأساليب المعاصرة إلا بعض الكتب المقررة في البلاد العربية، والمدرسون ينهجون طريقة الترجمة والكتب التي لم تؤلف بأساليب معاصرة أنها مفيدة ولكن إذا جددت حسب الأساليب والمناهج المعاصرة بسهل على الطلاب الاستفادة منها.
المعلمون الذين يقومون على تدريس المناهج الإسلامية، هل من شروط أو مواصفات لهم؟
– المعلمون في المدارس الإسلامية العربية معظمهم خريجو المدارس العربية داخل سريلانكا؛ إلا قليلاً منهم أكملوا الدراسات الإسلامية في جامعات البلاد العربية وجامعات باكستان والهند، ولكنهم محتاجون إلى التدريب والتطوير وتأهيلهم كي يمروا على طرق التدريس الملائمة للتدريس المعاصر.
بشكل عام، ما أبرز العقبات التي تواجهكم في مجال التعليم الإسلامي؟
– هناك عقبات في سير تلك التعاليم من حيث إن المقررات غير متوافرة، وإن المعلمين محتاجون إلى التدريب في طرق التدريس وعلم النفس والإلمام بفقه الواقع والتدقيق في فقه الأقليات المسلمة وفقه النوازل والمسائل المعاصرة.
كثير من المدارس تعاني من عدم الإمكانيات المتوافرة في المباني ونقص الميزانية، ولكن كثرت تلك المدارس حيث تبلغ 300 مدرسة كما تعددت في كثير من القرى والمدن.
وفي الوقت نفسه، هناك تحديات من فرق، حيث يفتحون المدارس لصالح مذاهبهم المنحرفة.
ما أبرز الإنجازات التي تحققت في مجال التعليم الإسلامي؟
– بدأ الراغبون في دراسة العلوم الإسلامية واللغة العربية يبادرون للرحيل إلى البلاد العربية والإسلامية كي ينهلوا من مناهل العلم حتى مرحلة البكالوريوس، والبعض يواصل دراسته حتى مرحلة الدراسات العليا، وهذه النهضة العلمية بدأت منذ سنوات قريبة حيث أتيحت فرصة الدراسة في الجامعات الإسلامية.
هل من تواصل مع المناطق الأخرى للتنسيق في العملية التعليمية الإسلامية؟
– يوجد في سريلانكا لجنة اتحاد المدارس تحت رعاية جمعية علماء سريلانكا للتنسيق بينها وتوحيد مناهجها، كما أن إدارة الشؤون الإسلامية التي تعمل تحت وزارة الديانات مازالت تسعى في توحيد مناهج الدراسة والمقررات في المدارس الإسلامية العربية.
ماذا عن التنسيق مع المؤسسات التعليمية الإسلامية خارج سريلانكا؟
– ليست لنا علاقة قوية مع أي مؤسسات تعليمية في العالم إلا مع الأفراد القائمين بنشر العلوم الإسلامية، ونتمنى كثيراً أن يكون هذا الحوار همزة وصل في هذا الموضوع، بارك الله لكم.
بهدف تطوير التعليم الإسلامي بسريلانكا، ما توصياتكم المستقبلية؟
1- توحيد مناهج الدراسات الإسلامية في جميع المدارس العربية.
2- تدريب المعلمين في طرق تدريس اللغة العربية كلغة ثانية وتدريس المواد الإسلامية.
3- تعيين مقررات مدرسية بدل الكتب المقررة التي ألفت في العهود السابقة.
4- تركيز المدارس العربية في السنتين الأولين من زمن الدراسة على تعليم اللغة العربية مركزة على المهارات الأربع القرارة والكتابة والتحدث والاستماع.
5- العناية بأن تكون لغة تعليم الدراسات الإسلامية اللغة العربية.
أخيراً، ما رسالتكم للمؤسسات الإسلامية المعنية بالتعليم الإسلامي حول العالم؟
– بلا شك نحن نتمنى كثيراً أن نوثق العلاقة مع المؤسسات الإسلامية المعنية بالتعليم الإسلامي في أنحاء العالم كي يسير مركزنا ومدرسته في مجال التعليم على المستوى العالمي، كما نود أن تتبادل تلك المؤسسات خبراتها وتجاربها معنا حيث تتوطد العلاقة وتزدهر لكي يعم النفع على الأقلية المسلمة في هذه الجزيرة الجميلة بمجال التعليم، وبذلك تعتني بمركزنا ومدرسته في التقدم والتطوير والإعانة لها كي تسير شعلة نور في الأقلية المسلمة بسريلانكا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المجتمع ـ 17 أبريل 2018 ـ هاني صلاح