مسلمون حول العالم ـ متابعات ـ هاني صلاح
بقلم/ الدكتور وسام البردويل (بتصرف)
ناديجدا.. إمرأة روسية متميزة في عملها؛ لكنها عانت من والدها أولًا ثم زوجها ثانيًا لإدمانهما الخمر وقسوة معاملتهما لها؛ حتى وصلت بها الأمر للأقدام على الانتحار؛ لولا لطف الله تعالى بها، حيث شهدت موقف مثل لها نقطة تحول في حياتها بشكل دائم إلى اليوم..
ناديجدا.. وتعني بالعربية “أمل”، والدها روسي الجنسية، بينما والدتها من أصول كاريلية فنلندية (شمال غرب روسيا).. وشهدت حياتها شهدت معاناة كبيرة وطويلة إلى أن وصلت بفطرتها السليمة إلى واحة سعادتها الدائمة مع إعتناقها الإسلام ثم لاحقًا قررت التزوج من داعية في روسيا لتواصل معه الدعوة إلى الإسلام في أوساط مسلمي روسيا..
وللتعرف على قصتها وكيف قررت إعتناق الإسلام؛ تواصلت مدونة “مسلمون حول العالم” مع زوجها الداعية الدكتور وسام البردويل؛ فذكر بأن:
مهندسة ناجحة
ناديجدا كانت مهندسة ناجحة وماهرة في أكبر مصانع تصنيع الأوراق في روسيا حيث ينتج نصف الأوراق التي تطبع عليها الجرائد والكتب في روسيا، الا وهو مصنع كوندوبوغا لصناعة الأوراق.
وكانت متزوجة ولديها ابنتين، والى جانب حصولها على شهادتين وبتخصص المحاسبة والهندسة، كانت جميلة وشاركت في مسابقات ملكات الجمال وحصلت عدة مرات على المرتبة الاولى.
طفولة بائسة
عاشت طفولة بائسة بسبب ادمان ابوها على الخمر وعدوانيته تجاهها مما تسبب في طلاق والديها وبقائها مع أمها وأخيها يكافحون لتوفير مستوى متدني من الحياة ولكنها نجحت في ان تبني نفسها ووفرت لنفسها حياة كريمة بعيدة عن بؤس وحرمان الطفولة.
ولكنها ومنذ الطفولة كانت تميل الى التدين وقد دخلت فرقة شهود يهوه لسنين عدة كانت فيها احد المبشرات الناشطات عندهم ولكنها اصيبت بالاحباط بسبب التناقضات الكثيرة التي كانت تكتشفها يوما بعد يوم وقد حاولت ان تلتحق بالكنيسة الارثوذكسية الروسية ولكنها لم تستطع يوما ما ان تجبر نفسها للركوع امام الأيقونات وتقبيلها وكل هذا سبب لها أزمة نفسية كبيرة فاقم منها ادمان زوجها على الخمر وبدأت تفكر بالانتحار لفقد اي معنى للحياة بالنسبة لها ولكن شيء ما كان يمنعها رغم انها كانت فعلا مقدمة على الانتحار.
نقطة التحول
وفِي احد الأيام وفيما هي جالسة في البار رأت مسلمة محجبة تسير في الشارع فتذكرت ان هؤلاء المسلمين لا يشربون الخمر أبدا وفكرت ما الذي أقنعهم بهذه الطريقة ليكونوا ممتنعين تماما عن معاقرتها واعتقدت ان الإجابة ربما ستكون في كتابهم المقدس ، لذلك هرولت الى اقرب محل لبيع الكتب واشترت نسخة لترجمة معاني القرآن الكريم باللغة الروسية وأخذته معها للعمل وفِي استراحة الغداء فتحته لأول مرة وقرأت فاتحة الكتاب وقالت بصوت عال سمعه كل زملائها في المقصف : يا الهي ! لم اسمع قط اجمل من هذا الكلام في حياتي..
وهذه كانت بداية طريق ناديجدا للتعرف على الاسلام فلم تكن تظن في البداية انها ستصبح مسلمة فهي فقط كانت معجبة بهذا الدين ولكن كلما كانت تقرأ وتدرس كانت تقترب للإسلام حتى جاء موعد الرحلة السياحية الصيفية والتي كانت الى مصر مع بناتها ولكن زوجها لم يذهب معها لظروف عمله ، وفكرت عندها انها يجب تسلم الان وقبل السفر فقد كانت تخاف من فكرة انه ربما تموت قبل ان تصبح مسلمة وباستعجال وجدت مسجدا في المدينة واعلنت إسلامها بحضور الامام وسافرت فورا الى مصر.
وفي مصر سخر الله لها بعض العاملين في الفندق الذين قدموا لها كتيبات باللغة الروسية عن الاسلام وأهدوها ملابس إسلامية وادخلوها المساجد وكانت الدموع لا تفارق عيونها من فرحتها بأنها وجدت اخيراً معنى لحياتها.
صمود للنهاية
عند عودتها واجهت عداءا وضررا كبيرا من زوجها والذي كان من قبل جنديا حارب في الشيشان وعنده كره وحقد شديد على المسلمين. وايضاً أمها التي كانت في صف زوجها حيث حبسوها في البيت وكتبوا شكاوى للشرطة والمخابرات ان ناديجدا وقعت تحت تأثير راديكاليين اسلاميين.
ولكنها اختارت دينها وصمدت وافترقت عن زوجها وأخذت على عاتقها تربية ورعاية بنتيها لوحدها اما أمها فقد فهمت بعد شهور ان ناديجدا كانت جادة في إسلامها وان هذا قرارها فغيرت من موقفها واعتذرت منها ووقفت الى جانبها.
وهكذا أصبحت اول امرأة تعتنق الاسلام في هذه المدينة الصغيرة؛ ولكنها لم تتوقف عند هذا بل أصبحت من الناشطات في الدعوة الإسلامية في روسيا، والمسلمون ينادونها ” أمل” وهو معنى اسمها الروسي ناديجدا.
وانا سعيد انها الان زوجتي ورفيقة دربي…
ـ شاهد حوار مع الداعية ناديجدا باللغة الروسية ( هـنـا ).