
مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
في جمهورية مقدونيا الشمالية، التي باتت تُعرف في السنوات الأخيرة بأنها “واحة القرآن في وسط البلقان”، تزدهر حلقات تعليم القرآن الكريم داخل المساجد، حيث تشكل “الكتاتيب” نواةً تربويةً وروحيةً لتنشئة الأجيال على محبة كتاب الله، وحفظه وتلاوته والعمل به.
يبدأ مشوار الطفل القرآني في هذه الكتاتيب برفقة إمام المسجد، في جو من الألفة والاحترام المتبادل، حيث يتلقى التلميذ أولى دروسه في التلاوة والحفظ، ضمن جلسات دورية يغلب عليها الطابع التربوي الهادئ والعميق.
ختمات قرآنية احتفالية
ومع كل إنجاز يُحرزه الأطفال في حلقاتهم التعليمية، تنظم إدارات المساجد ختمات قرآنية احتفالية، بإشراف معلمهم إمام المسجد، تحضرها أسر التلاميذ ورواد المسجد، كما يحرص على حضورها والمشاركة فيها مفتي المدينة وهو المشرف العام على شئون المساجد في منطقته.
في هذه الاحتفالية القرآنية التكريمية يرتدي الأطفال زيًّا موحدًا جميلًا وأنيقًا، ويُمنح كل منهم فرصة تلاوة ما حفظه أمام الحاضرين، في مشهد مؤثر يترجم ثمرة الجهد والمثابرة.
وفي ختام الاحتفالية، تُوزع شهادات التقدير على الأطفال، إلى جانب صورة تذكارية مع إمام المسجد ومفتي المدينة، في لمسة تربوية رقيقة تترك أثرًا بالغًا في نفوسهم، وتعزز ثقتهم بأنفسهم، وشعورهم بقيمة ما أنجزوه في طريقهم إلى القرآن الكريم.
إنها تجربة تعليمية متكاملة تُجسّد علاقة الروح بالوحي، والعلم بالإيمان، وتؤكد أن حبّ القرآن يمكن أن يزهر في قلب البلقان كما يزهر في قلب الأمة.