مسلمون حول العالم
نافذتك إلى أخبار الأقليات المسلمة

أوقد شمعة أضاءت الأمل على مدار أكثر من 7 سنوات.. مبادرة إنسانية من مواطن فلسطيني في أوكرانيا

مواطن فلسطيني يطلق مشروعًا إنسانيًا نبيلًا لتوفير مئات الوجبات الغذائية الساخنة أسبوعيًا للمحتاجين في أوكرانيا

مسلمون حول العالم — خاص — هاني صلاح

مشروع إنساني بدأ بخطوة متواضعة وأصبح بارقة أمل

قبل سبع سنوات، أطلق الدكتور حمز عيسى، وهو مواطن عربي فلسطيني، مشروعًا إنسانيًا نبيلًا استهدف توفير مئات الوجبات الغذائية للمحتاجين من مختلف شرائح المجتمع الأوكراني. بدأت المبادرة بخطوة متواضعة، حيث تم توزيع 70 وجبة فقط، لكن بفضل العزيمة والإصرار، تضاعف هذا العدد ليصل اليوم إلى 700 وجبة يوميًا، أي ما يعادل عشرة أضعاف العدد الأولي.

مبادرة خيرية في قلب أزمة الحرب

جاءت هذه المبادرة وسط الظروف القاسية التي يعيشها الشعب الأوكراني في ظل الحرب المستمرة مع روسيا، مما جعلها شعلة من الأمل وسط الظلام. لم يكن المشروع مجرد وسيلة لسد الجوع، بل كان رسالة إنسانية تعكس أسمى معاني التكافل والتضامن مع المحتاجين، بغض النظر عن خلفياتهم أو معتقداتهم.

قيم إسلامية تدفع نحو العطاء بلا حدود

في حديث عبر صفحته على فيسبوك، أوضح الدكتور حمز عيسى أن هذا العمل ينبع من إيمانه العميق بالقيم الإسلامية، حيث قال: “لا يُدرك حجم هذا العمل وأهميته إلا من عاش بين الأمم المختلفة، وخاصة تلك التي يشكل فيها المسلمون أقلية. من خلال هذا المشروع، نسعى لتطبيق تعاليم ديننا الحنيف والاقتداء بنبينا الكريم، وترجمة الآيات القرآنية إلى أفعال ملموسة على أرض الواقع”.

تبرعات من مختلف القارات وأيادٍ تمتد من فلسطين

لم تقتصر هذه المبادرة على جهود فردية، بل انتشرت أصداؤها عالميًا، حيث جاءت التبرعات من مختلف أنحاء العالم، من أمريكا إلى الصين، ومن أوروبا إلى إفريقيا وآسيا وأستراليا. وكان من اللافت أن الجزء الأكبر من التبرعات جاء من فلسطين بمختلف أطيافها، حتى من داخل قطاع غزة، حيث بادر أحد المتبرعين بإرسال مبلغ يكفي لإطعام 100 شخص، ثم عاد ليتبرع مرة أخرى، رغم الظروف الصعبة التي يعيشها في القطاع.

مواجهة الصعوبات والتحديات بعزيمة لا تلين

لم يكن الطريق مفروشًا بالورود، فقد واجه الدكتور حمز وفريقه العديد من الصعوبات، سواء من حيث تأمين الموارد أو تجاوز العوائق اللوجستية. ومع ذلك، استمر العمل منذ انطلاق المشروع في مدينة أخرى قبل أكثر من سبع سنوات، واستطاع أن يتوسع ليصل إلى هذا المستوى بفضل إيمان القائمين عليه برسالتهم الإنسانية.

الشفافية أولًا.. البث المباشر لضمان ثقة المتبرعين

حرصًا على الشفافية وتعزيز ثقة الداعمين، يقوم الدكتور حمز عيسى ببث مباشر عبر صفحته على فيسبوك أثناء توزيع الوجبات، ليشاهد المتبرعون بأعينهم كيف تصل مساعداتهم إلى مستحقيها. هذه الخطوة تعزز من مصداقية المشروع، وتشجع المزيد من أهل الخير على المساهمة، لعلمهم بأن أموالهم تُنفق في مواضعها الصحيحة.

تأثير المشروع يتجاوز حدود الطعام

هذا العمل ليس مجرد إطعام للطعام، بل هو رسالة أمل ومحبة تعبر عن التضامن الإنساني. المبادرة نجحت في تحقيق أثر معنوي كبير لدى المستفيدين، حيث يشعرون بأن هناك من يهتم لأمرهم، وهذا بحد ذاته يخفف من معاناتهم في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة.

مواسم الخير.. تضاعف الجهود في رمضان والأعياد

في المواسم المباركة مثل شهر رمضان والأعياد، تتضاعف جهود فريق المبادرة لتلبية الاحتياجات المتزايدة للمحتاجين. يدرك الدكتور حمز وفريقه أن هذه الفترات تحمل طابعًا روحانيًا خاصًا، وتُعدّ فرصة لتعزيز التكافل الاجتماعي، لذا يضاعفون عدد الوجبات ويوسعون نطاق التوزيع ليشمل أكبر عدد ممكن من المستفيدين. في رمضان، يتحول المشروع إلى مائدة رحمة تمتد لتشمل الصائمين، وفي الأعياد يصبح فرصة لإدخال الفرح والسرور على قلوب المحتاجين، مما يجعل المبادرة نموذجًا حيًا للعمل الإنساني المتجدد.

الاستمرار رغم الصعوبات وأمل لا ينقطع

رغم كل المشاق، يؤكد الدكتور حمز عيسى أن العزيمة لا تزال مشتعلة، وأن الخير في هذا المشروع لا يُحصى. فقد رأى الفريق بركات عظيمة جعلتهم مستمرين رغم كل التحديات. واختتم بقوله: “إطعام الطعام له فضل عظيم، والكلام في هذا الموضوع يطول. نسأل الله أن يوفق الجميع، وأن يظل المشروع مستمرًا في خدمة المحتاجين”.

التخطي إلى شريط الأدوات