مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
تواصل أكاديمية “الحفاظ الصغار” التابعة للمشيخة الإسلامية في دولة كوسوفا بالعاصمة بريشتينا تحقيق إنجازات متميزة في مجال تعليم وحفظ كتاب الله الكريم لأطفالها، لتؤكد من خلال هذا التفوق المستمر على مكانتها كمنارة قرآنية ونموذج يحتذى به في بناء جيل مسلم متمسك بدينه وهويته.
وقد حقق أطفال الأكاديمية نجاحات بارزة في حفظ أجزاء مهمة من القرآن الكريم، كان من أبرزها إتمام حفظ جزأين من كتاب الله على يد الطالب أونييس ميسيني، الذي أظهر إصرارًا وتفانيًا فاق عمره، مما جعل هذه المرحلة خطوة مباركة نحو الحفظ الكامل. وفي ذات السياق، تمكنت الطفلة نيجييرا أجيتي من حفظ جزء عمّ، معبرة بذلك عن اجتهاد مستمر وروح صادقة نحو طريق القرآن، وهي تقترب بخطوات واثقة من لقب “حافظة كتاب الله”.
ومن بين قصص النجاح المضيئة، برز الطفل مصطفى رحماني الذي فضّل التحصيل المعرفي وحفظ القرآن على اللعب المعتاد للأطفال، فأنهى حفظ جزء عمّ مبكرًا، ليكون مثالًا يُحتذى به في حب العلم والالتزام الديني. هذا إلى جانب نشاطات فنية وابداعية نظمها مشرفو الأكاديمية، حيث عبّر الأطفال عن محبتهم لآيات القرآن من خلال تزيين الحروف بالألوان، مما عزز ارتباطهم الروحي والوجداني بالكتاب الكريم.
كما لم تغفل الأكاديمية عن استثمار المرح كوسيلة تعليمية، حيث نظمت فعالية حمل فيها كل طفل بالونًا يحمل اسمه واسم سورته المفضلة، لتصبح رحلة الحفظ تجربة فريدة تحفر في القلب ذكريات جميلة تعزز حب القرآن.
ولم تتوقف الإنجازات عند هذا الحد، بل شملت حفظ سور عظيمة كـ”سورة يس” التي أتمها بنجاح كل من أونييسا ديسكو وأبوبكر بيسليمي، إضافة إلى احتفال الأكاديمية بالنجاح المبارك للطالبة المتميزة ميريسيا زوغاي بحفظ السورة نفسها، مما يعكس مدى جدية التزام الطلاب وتوجيهات المشرفين المتميزين.
تؤكد أكاديمية “الحفاظ الصغار” أن هذه النجاحات ليست إلا البداية، وأنها تسعى بكل جهد لتكون بيتًا للعلم والعمل الصالح، حيث يتربى الأطفال على حب القرآن وحفظه، ويُشحنون بالإيمان والتفاني، ليكونوا جيلاً قرآنيًا فاعلًا وملهماً في كوسوفا وخارجها.
