
مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
بمشاركة واسعة من خبراء ومتخصصين من دول أوروبية وإسلامية، شهدت العاصمة تيرانا يوم الثلاثاء 17 سبتمبر مؤتمرًا دوليًا قُدّم خلاله المشروع الرسمي لإنشاء أول متحف للفن والتراث الإسلامي في ألبانيا، وذلك بمبادرة من معهد “كوناك” الذي تولى أيضًا تنظيم المؤتمر. ويهدف المشروع إلى إطلاق مركز ثقافي جديد يثري المشهد الحضاري والثقافي في البلاد.
الفن الإسلامي والهوية الوطنية
شارك في الفعالية رئيس الوزراء إدي راما، الذي أكد أن الفن والتراث الإسلامي يمثلان جزءًا لا يتجزأ من التاريخ والهوية الألبانية والأوروبية معًا، معتبرًا أن المشروع ضرورة أساسية للعاصمة. وفقًا لموقع يورو نيوز الألباني.
وأشار راما إلى أن المتحف سيُضاف إلى شبكة من المؤسسات الثقافية الجديدة الجاري إنشاؤها في تيرانا، مثل المسرح الوطني الجديد، والمعرض الوطني المُعاد ترميمه، والمتحف التاريخي الوطني، ومتحف “بيسا” الملاصق لقصر طوبتاني، بما يشكل سلسلة متكاملة من الهوية الثقافية والتاريخية التي كانت البلاد تفتقر إليها.
موقع تاريخي ورؤية معمارية
من المقرر أن يُقام المتحف في قصر طوبتاني، أحد أبرز المعالم التاريخية وسط تيرانا، حيث سيخضع المبنى لعملية تحويل معمارية دقيقة تحافظ على أصالته، ليصبح مركزًا لعرض التراث الإسلامي وفضاءً للحوار الثقافي والديني على المستويين المحلي والعالمي.
وقدّم المهندس المعماري الإسباني خيسوس هيرنانديز، رؤية المشروع موضحًا أن التدخلات المعمارية في القصر ستكون محدودة للغاية حفاظًا على قيمته التاريخية، مشيرًا إلى أن المتحف سيحتضن مجموعة غنية من المقتنيات والكتب النادرة التي تعكس جماليات الفن الإسلامي في ألبانيا والبلقان.
المتحف المرتقب
ينتظر أن يشكّل متحف “الفن والتراث الإسلامي” فضاءً جامعًا للفن والمعرفة، حيث سيعرض مقتنيات فنية ومخطوطات وكتبًا نادرة ذات قيمة عالية، تتيح للزوار والباحثين فرصة الاطلاع على عمق التراث الإسلامي في ألبانيا وما يمثله من رافد أصيل في الهوية الثقافية الوطنية.
ويأتي هذا المشروع ضمن جهود تيرانا لتعزيز بنيتها الثقافية والسياحية عبر مبادرات نوعية، بما يعزز حضورها كعاصمة أوروبية متعددة الروافد، ويعيد وصل جسور المعرفة بين الماضي والحاضر من خلال معارض وأنشطة ثقافية متنوعة.
إن مبادرة معهد “كوناك” بإطلاق هذا المشروع وتنظيم المؤتمر حوله تمثل خطوة محورية لإعادة الاعتبار للذاكرة الإسلامية في الفضاء العام الألباني، وفتح آفاق جديدة أمام السياحة الثقافية والدينية، بما يسهم في إبراز ثراء التاريخ المشترك للأمة الألبانية وإشعاعها الحضاري.
ـ إعداد وإنتاج موقع مسلمون حول العالم مع رصد تغطية وسائل الإعلام الألبانية.