
مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
نظّم مجلس المشيخة الإسلامية في مدينة جيلان، بجنوب شرق كوسوفا، الاثنين 13 نوفمبر، حفلًا تكريميًا لتقاعد الأستاذ المعلم والإمام والداعية حلمي كراسنيتشي، أحد أبرز الشخصيات الإدارية والتعليمية التي تركت بصمة واضحة في مسيرة المشيخة الإسلامية في دولة كوسوفا على مدار عقود طويلة.
إشادة رسمية بعطاء علمي وإداري مميز
ترأس الحفل إلياز مصطفى، رئيس الأئمة في مجلس المشيخة الإسلامية في مدينة جيلان، بحضور رسمي رفيع تقدمه رئيس المشيخة الإسلامية في دولة كوسوفا ومفتي البلاد فضيلة الشيخ نعيم ترنافا، ورئيس مجلس المشيخة الإسلامية في مدينة جيلان نعيم علي، ومدير مدرسة “علاء الدين” الثانوية الإسلامية في العاصمة بريشتينا، فاضل حساني، ومدير معهد البحوث والدراسات الإسلامية في كوسوفا، صبري يايجوري، وأمين عام المشيخة الإسلامية أحمد صادريو، إلى جانب عدد من أئمة المدينة وشخصيات دينية وأكاديمية بارزة.
مسيرة علمية.. من جيلان إلى بغداد
في كلمته الافتتاحية، استعرض رئيس المجلس نعيم علي، السيرة الذاتية للمكرَّم، موضحًا أن حلمي بايرام كراسنيتشي، وُلد عام 1960 في أسرة محافظة اشتهرت باحترام العلم والقيم الإسلامية. تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة “سلامي هلاقي”، وأكمل دراسته الثانوية في مدرسة “علاء الدين” الإسلامية في بريشتينا، قبل أن يواصل تعليمه الجامعي في جامعة المستنصرية ببغداد حيث تخرّج في قسم اللغة العربية، مكتسبًا معرفة عميقة باللغة والأدب والثقافة العربية.
بدأ خدمته في مجلس المشيخة في مدينة جيلان عام 1989 معلمًا للتربية الإسلامية، فساهم في إعداد أجيال من الطلاب وغرس فيهم حبّ العلم والدين. وفي عام 1992، عمل في مدينة اشكودرا الألبانية مدرسًا في مدرسة “حاجي شه شامية” وإمامًا في المسجد الرصاص الأثري التاريخي، كما شارك في مهام ترجمة ودعوة في العاصمة تيرانا لتعزيز التواصل الثقافي والديني بين الشعوب الألبانية والعالم الإسلامي.
مسؤوليات قيادية ومناصب مؤثرة
من عام 1994 حتى 1998 تولى تنسيق فرع مدرسة “علاء الدين” في جيلان، ورفع من مستوى الأداء التعليمي والتنظيمي فيها. كما شغل لاحقًا منصب رئيس مجلس المشيخة الإسلامية في مدينة جيلان خلال الفترة (2006–2012)، وأسهم في تطوير الأنشطة الدينية والثقافية، قبل أن يواصل خدمته كأمين صندوق للمجلس حتى يوم تقاعده.
على المستوى الوطني، مثّل كوسوفا بعضوية الهيئة العليا للمشيخة الإسلامية لدورتين متتاليتين (2013–2023)، حيث شارك في رسم السياسات الدينية وتطوير مؤسسات المشيخة في مختلف المدن.
رسالة لا تنتهي بالتقاعد
وفي كلمة مؤثرة، أشاد فضيلة الشيخ نعيم ترنافا بجهود كراسنيتشي الممتدة منذ عام 1987، مؤكدًا أنه من الرموز المخلصة التي خدمت الدين والوطن بعلم وخلق، قائلاً إن «رسالتنا الدعوية لا تنتهي بالتقاعد، بل تستمر ما دامت الحياة».
واختُتم الحفل بتسليم درع التكريم للمحتفى به من قبل المفتي ترنافا، إلى جانب هدية رمزية قدّمها مجلس المشيخة الإسلامية في مدينة جيلان تقديرًا لمسيرته المباركة في خدمة الإسلام والتعليم.