مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
استقبلت الإدارة الدينية لمسلمي جمهورية تتارستان، بوسط روسيا، في 23 أكتوبر، بمقرها في العاصمة قازان، وفدًا علميًا من جمهورية أوزبكستان يمثل المدرسة العليا “مير عرب” في بخارى، برئاسة مديرها ورئيس إدارة مسلمي بخارى الأستاذ جوبير إيلوف، يرافقه نائبه للشؤون الأكاديمية أوتشكون أوليوكولوف، وأستاذ قسم العلوم الدينية الدكتور رُزيمحمد توختاسينوف.
وقد جاءت الزيارة ضمن مشاركتهم في فعاليات الملتقى التعليمي الروسي الثاني حول التقاليد والابتكار في التعليم الإسلامي. وقد شارك في اللقاء إلى جانب الوفد الأوزبكي العالم العراقي المعروف الشيخ مأمون الراوي، أحد كبار القراء في العالم الإسلامي، والحاصل على أعلى إجازة في القراءات العشر، وعضو لجنة إعداد المصحف المخطوط في كازان.
مشروعات الإدارة الدينية لمسلمي تتارستان
رحّب مفتي تتارستان كميل حضرة ساميغلين، بالوفد وعرّفهم على أبرز إنجازات الإدارة الدينية في مجالات التعليم الديني، والبحث العلمي، ودراسة التراث التتاري، إلى جانب مشروعاتها في طباعة المصحف الشريف وإصدار الكتب الشرعية والتاريخية والعلمية بعدة لغات: العربية والروسية والتتارية والقديمة. كما استعرض المفتي تجربة مجلس العلماء في الإدارة الدينية، وآلية إصدار الفتاوى عبر مركز “دار الإفتاء” المجاني لخدمة المواطنين، إلى جانب مركز إعداد حفظة القرآن الكريم، ومبادراته التربوية والتوعوية.
وأوضح المفتي أن دار النشر “خُزُور” التابعة للإدارة تُصدر مؤلفات فقهية وتفسيرية مهمة، وأبدى استعداده لتزويد مدرسة “مير عرب” بمجموعة من الكتب والمناهج التي تُطبع في قازان.
النشاط العلمي في مساجد قازان
وخلال اللقاء أشار المفتي إلى أن مدينة قازان تشهد نشاطًا علميًا متجددًا، حيث يُلقي الشيخ مأمون الراوي دروسًا في الحديث في مسجد مرجاني، بينما يقدّم الدكتور سيف بن علي العصري دروسًا في علوم القرآن في مسجد زانجار، في حين يواصل المفتي نفسه دروسه الأسبوعية في كتاب المكتوبات للإمام الرباني في المسجد ذاته. وقد أبدى الوفد الأوزبكي إعجابه الشديد بهذا الحراك العلمي المتنوع.
اتفاق على تعزيز التعاون التعليمي
ناقش الطرفان سبل تطوير التعاون بين المؤسسات التعليمية الإسلامية في تتارستان وأوزبكستان، حيث أشار جوبير إيلوف إلى وجود طلاب أوزبك يدرسون حاليًا في المعهد الإسلامي الروسي في قازان، ودعا الشباب التتار إلى الالتحاق بالدراسة في بخارى. ورحّب المفتي ساميغلين بالفكرة، وأعلن أن قازان ستُعلن عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2026، متعهدًا بدعوة قراء أوزبك للمشاركة في مسابقة عالمية لتلاوة القرآن الكريم بمشاركة ممثلين من أكثر من خمسين دولة.
المصحف المخطوط وإرث التعاون القرآني
في ختام الزيارة قدّم المفتي كميل ساميغلين لضيوفه نسخة من المصحف التتاري المخطوط المطابق لضوابط المذهب الحنفي والمعايير الدولية، كما أهدى لهم نسخة من طبعة “المصحف القازاني” المحدثة، مع اقتراح تمكين مطابع أوزبكستان من طباعته محليًا، وهو ما رحّب به الوفد.
ويُذكر أن المشيخة الأوزبكية كانت قد طبعت عام 2019 عشرة آلاف نسخة من المصحف الذي أعدته الإدارة الدينية لمسلمي تتارستان.
زيارة ميدانية إلى مدرسة “محمدية” التاريخية
واختتم الوفد زيارته بجولة في مدرسة “محمدية” الإسلامية في قازان، حيث اطلع على المبنى التاريخي بعد تجديده، وتعرّف على مرافقه التعليمية من قاعات ومكتبة ومتحف، مبدين إعجابهم الكبير بالمستوى المتطور الذي وصلت إليه التجربة التعليمية الإسلامية في تتارستان.





