مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
في مشهد يجسد روح التعايش الألباني الأصيل، وفي إطار الاحتفالات التي نظمها مفتي اشكودر بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لإعادة فتح المساجد والكنائس في ألبانيا بعد عقودٍ من الإلحاد القسري ومحاربة الأديان، احتضن الجامع الرصاصي الأثري بالمدينة التي تقع شمال ألبانيا، لقاءً رمزيًا جمع مفتي المحافظة فضيلة الشيخ محمد سيتاري، ورئيس أساقفة شكودر ـ بولت، المونسنيور جوفاني بيراجيني، في مناسبةٍ تعيد إلى الأذهان معاني الحرية الدينية والتآخي التاريخي بين مكونات المجتمع الألباني.
موقف موحد لحماية الأسرة والقيم الألبانية
وجاء هذا اللقاء ليؤكد مجددًا مبدأ الحريات الدينية والمدنية الذي تميّزت به ألبانيا عبر تاريخها، وليعبّر عن وحدة الموقف بين قياداتها الدينية تجاه ما يمس القيم الأصيلة للمجتمع؛ فقد شدّد كل من مفتي المدينة الإمام محمد بن سيتاري ورئيس الأساقفة جوفاني بيراجيني على رفض أي تشريعات تمس كيان الأسرة الألبانية أو تزعزع منظومة القيم الدينية والاجتماعية الراسخة، في إشارة إلى قانون المساواة بين الجنسين الذي يناقشه البرلمان الألباني. وأكد الجانبان أن حماية الأسرة واحترام الحدود التي وضعها الدين لضبط الحياة الاجتماعية تمثل أساس استقرار المجتمع وتماسك نسيجه الإنساني.
جولات استكشافية
خلال الزيارة، رحّب مفتي شكودر بضيفه الكاثوليكي الكبير في أروقة الجامع التاريخي، مستعرضًا معه صفحات من تاريخه وما يحمله من رمزية عميقة في ذاكرة المسلمين الألبان، باعتباره شاهدًا حيًا على صمود الإيمان وتعايش المعتقدات في المدينة الشمالية العريقة.
وجال الطرفان في مرافق الجامع وما يضمه من آثار تراثية تعكس تلاحم القيم الدينية والاجتماعية بين مكونات المجتمع الألباني، قبل أن يوجها معًا رسائل سامية تدعو إلى السلام والوئام، والتعاون في صون القيم الدينية وحماية الأسرة باعتبارها الركيزة الأساسية لاستقرار المجتمع واستمرار نسيجه الإنساني المتماسك.



