مسلمون حول العالم
نافذتك إلى أخبار الأقليات المسلمة

ألبانيا.. أزمة “لافتة جامع أبو بكر” في اشكودرا تكشف نزاعًا متجددًا على أرضٍ وقفية

تصاعد النزاع بين دار الإفتاء والشرطة بعد إزالة مديرها لافتة بحديث نبوي من ساحة جامع أبو بكر في سابقة نادرة منذ سقوط الشيوعية

مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح

تشهد مدينة شكودرا في شمال ألبانيا جدلًا واسعًا بعد إزالة لافتة دينية من ساحة جامع أبو بكر، في خطوة اعتبرت دار الإفتاء المحلية اعتداء على الرمزية الدينية للمكان وحقوقها التاريخية في الأرض الوقفية. وفقًا لـ(TV1 Channel – Shkodër) ووسائل إعلامية محلية بالمدينة.

الأرض الواقعة في مركز المدينة التجاري كانت وقفًا تابعًا للمشيخة الإسلامية في شكودر قبل أن تصادرها السلطات الشيوعية في ستينيات القرن الماضي، شأنها شأن مئات الأملاك الدينية الأخرى. ورغم سقوط النظام الشيوعي قبل أكثر من ثلاثة عقود، لم تُعد هذه الأرض إلى أصحابها الشرعيين حتى اليوم، لتنتقل لاحقًا إلى مستثمرين خواص بدأوا مؤخرًا بناء برج سكني وتجاري شاهق مكون من 35 طابقًا.

أثار هذا التطور التوتر مجددًا بعدما وضعت دار الإفتاء في ساحة المسجد لافتة تحمل الحديث النبوي: “من غصب شبرًا من الأرض طوقه الله به من سبع أرضين يوم القيامة”.

اللافتة أُزيلت مرتين؛ الأولى من قبل الشرطة البلدية، والثانية بأمر مباشر من مدير الشرطة المحلية جنتيان بربري، الذي قاد بنفسه حملة الإزالة في التاسع من نوفمبر، ما أثار موجة استنكار داخل الأوساط الدينية والشعبية.

وفي أول رد علني، وصف مفتي شكودر، الشيخ محمد سوتاري، سلوك الشرطة بأنه تصرف متعسف من شخص يسيء استخدام سلطته، مؤكدًا أن دار الإفتاء ستواصل الدفاع عن حقوقها الوقفية بطرق قانونية وسلمية.

وأضاف سوتاري خلال فعالية دينية في جامع روسي: “السكوت عن الظلم في أملاك الوقف يعني السكوت عن حق الأمة”، مؤكدًا أن دار الإفتاء لن تتخلى عن واجبها في حماية إرثها الديني والتاريخي.

وفي خطوة لخفض حدة التوتر، عقد المفتي اجتماعًا مع رئيس بلدية شكودر، بينت بيتشي، حيث تم الاتفاق على مواصلة الحوار والتعاون، رغم استمرار الخلاف حول إعادة الأرض الوقفية التي بُني عليها البرج.

واختتم المفتي تصريحه بالتأكيد أن اللافتة ستُعاد وتُثبت في مواقع متعددة، قائلًا: “الأرض قد تُغتصب ماديًا، لكنها ستظل وقفًا في الوعي والضمير، ولن يقدر أحد أن يمحو حقيقتها”.

التخطي إلى شريط الأدوات