مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح

تمثل المساجد الألبانية في المهجر اليوم أحد أهم فضاءات تشكيل الهوية وصياغة التواصل الحضاري في أوروبا، بعدما تجاوزت دورها التقليدي كمجرد أماكن للعبادة، لتتحول إلى منصات فاعلة تعيد رسم علاقة الجاليات بوطنها الأم من جهة، وبمجتمعاتها الأوروبية الجديدة من جهة أخرى.

وفي هذا السياق، احتضنت منطقة شلييرن في سويسرا، يوم الأحد 16 نوفمبر، ندوة دولية نظمتها المشيخة الإسلامية الألبانية في سويسرا، لبحث الدور المتنامي للمساجد الألبانية في خدمة الوطن والدين وبناء نموذج متوازن للاندماج الواعي والمسؤول.

محطة بارزة جمعت ممثلي المشيخات الإسلامية الألبانية في غرب البلقان

وشكل هذا الملتقى العلمي محطة بارزة جمعت ممثلين عن المشيخات الإسلامية الألبانية في دول غرب البلقان، مثل ألبانيا الدولة الأمة للشعوب الألبانية في غرب البلقان، ومقدونيا الشمالية، وكوسوفا، والجبل الأسود، إلى جانب وفود من الجاليات الألبانية المسلمة في غرب أوروبا والمهجر بشكل عام.

المسلمون الألبان في المهجر نموذج للهوية والنضج والفاعلية

وعبر صفحته الشخصية على فيسبوك، علق الشيخ خليل أفدولي، إمام المسجد الألباني في كانتون غلاروس بسويسرا وأحد المشاركين في الندوة، مؤكدًا أن هذه الندوة النوعية أظهرت قوة الجالية الإسلامية الألبانية في سويسرا، وأنها لم تعد على هامش الخطاب العام، بل أصبحت جاهزة لتولي دورها المستحق في المجتمع السويسري.

وأشار إلى أن الندوة أضفت بعدًا أكاديميًا وتحليليًا لقضايا الشتات، مؤكدة أن المساجد الألبانية في المهجر تمثل اليوم مراكز للهوية والمعرفة والخدمة والاندماج، وليس مجرد أماكن عبادة.

واختتم بالتأكيد على أن المسلمين الألبان في أوروبا يقدمون نموذجًا للنضج والفاعلية والاحتراف، داعيًا لمواصلة تعزيز صوت الجالية وهويتها ودورها في المجتمع.

منصة حيوية للنقاش والتنسيق بين المؤسسات الدينية في الوطن والمهجر

وعبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، أكدت المشيخة الإسلامية في جمهورية مقدونيا الشمالية أن الندوة شكّلت منصة حيوية للنقاش والتنسيق بين المؤسسات الدينية في الوطن والمهجر، كما جسّدت مشاركة رئيس المشيخة ووفده دعمًا ملموسًا لجهود الجاليات الألبانية في تعزيز الدين والحفاظ على الوحدة الثقافية والاجتماعية.