مسلمون حول العالم ـ متابعات
بقلم/ الدكتور أمين القاسم ـ الباحث في تاريخ المنطقة
“حيدر بامات”.. أحد أعلام داغستان الكبار، وقد كرّس حياته لعدالة وحرية وانبعاث القفقاس وشعوبه، وعُرف عنه الشجاعة واعتزازه بالإسلام.. فماذا تعرف عنه؟
مفكر قوقازي كبير
يعد “حيدر نجم الدين بامات”، (1889- 1965م)، سياسي ومفكر وحقوقي قوقازي، وكان وزير خارجية “جمهورية شمال القوقاز الجبلية” في الفترة (1918- 1920م).
حيدر بامات من قومية الكوميك القوقازية ولد في مدينة تيمور خان شورا بداغستان، كان والده ضابطا في الجيش القيصري الروسي، وأخوه الكبيره تيمور بولاط باماتوف (1887- 1918م) طبيبا وسياسيا.
التحق حيدر بامات عام 1906م بكلية الحقوق في جامعة سانت بطرسبورغ.
انتخب عام 1916م رئيسا للجنة الخيرية الإسلامية في تبليسي، شارك في الأحداث الثورية التي وقعت عام 1917م في روسيا، كما شارك في مؤتمري باكو وكانجي الإسلاميين في نفس العام. وترأس وفد القوقاز الذي حضر المؤتمر الإسلامي في مايو بموسكو من عام 1917م.
وقّع اتفاق تشكيل “اتحاد جمهورية شمال القوقاز الجبلية مع داغستان” عام 1908م، والتقى صيف العام 1918م مع الصدر الأعظم وقائد الجيش العثماني في اسطنبول، وكان ضمن وفد الذي مثل الجمهورية القفقاس الشمالية في مؤتمر الصلح بعد الحرب العالمية الأولى في باريس عام 1918م.
بعد سيطرة الشيوعيون على القوقاز لجأ حيدر بامات مع والدته إلى باريس عام 1921م وهناك واصل نشاطه السياسي، وألقى محاضرات في التاريخ والحقوق، وأصدر مجلة “القوقاز” بلغات مختلفة، وترأس “مركز المهجرين السياسيين القوقازيين في باريس”، كما ساعد المعتقلين القوقازيين من جانب الألمان خلال الحرب العالمية الثانية.
ربطت حيدر بامات علاقة قوية مع ملك أفغانستان محمد نادر شاه (1883- 1933م)، والذي منحه الجنسية الأفغانية، وأصبح حيدر بامات بين العامين (1938- 1948م) سفيرا لأفغانستان في سويسرا.
نشر عددا من المقالات عن القوقاز والإسلام وتركيا بلغات مختلفة في المجلات والدوريات الأوروبية، وألّف عدة كتب منها: “مشاكل القوقاز” صدر في لوزان عام 1919م، وكتاب “القفقاس والثورة الروسية” صدر في باريس عام 1929م.
وكان أهم كتبه، كتاب “مجالي الإسلام” عام 1946م، والذي تُرجم إلى العربية وصدر في القاهرة عام 1956م، وهو دراسة عن تاريخ الحضارة الاسلامية، وقد لاقى هذا الكتاب رواجا كبيرا بين مفكري الغرب، ثم أصدر كتاب “مساهمة المسلمين في الحضارة” في جنيف عام 1962م. كما دعا في كتاباته إلى تحالف الدول الإسلامية وتطويرها.
ابنه نجم الدين حيدر بامات (1922-1985م) وهو باحث إسلامي، وحقوقي عالمي، وأستاذ في جامعة السوربون، والذي اختارته حكومة أفغانستان ممثلا لها في الأمم المتحدة عام 1948م، وممثلا لمنظمة المؤتمر الإسلامي في باريس.
توفي حيدر بامات، ودفن في مقبرة إسلامية قرب باريس.
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=10219476365092399&id=1611567851