مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
احتفلت الاثنين 25 سبتمبر، المشيخة الإسلامية في دولة كوسوفا، بتخرج 17 حافظ جديد من معهد تحفيظ القرآن “المدرسة الكبرى”، في مدينة جاكوفا بجنوب كوسوفا، والذي يعد الأكبر في الدولة الأحدث بأوروبا.
يذكر بأنه يدرس بالمعهد هذا العام 25 طالبًا من مختلف أنحاء كوسوفا، وكذلك من دول مجاورة بمنطقة غرب البلقان حيث تعيش الشعوب الألبانية في كل من مقدونيا الشمالية، ومنطقة أولتشيني في جمهورية الجبل الأسود، وإقليم برشيفا الألباني في صربيا.
بيئة تعليمية صحية
ويوفر معهد الحفظ “المدرسة الكبرى”، لطلابه بيئة تعليمية صحية جميلة عالية الجودة في كافة مناحي المعيشة، في التعلم والسكن والطعام والترفيه كذلك. ويقيم طلاب المعهد في سكن داخلي، ويسمح لهم بمواصلة دراستهم الحكومية بالمدرسة الابتدائية المجاورة للمعهد.
ويبدأ برنامج تحفيظ القرأن الكريم اليومي في الفترة المسائية في تمام الساعة الثانية والنصف، حيث يتم تقسيم الطلاب إلى فصلين مبتدئ ومتقدم ولكل منهما برنامجه الخاص في الحفظ.
وقد تخرج حتى اليوم من معهد الحفظ “المدرسة الكبرى”، 55 حافظ لكتاب الله من مختلف أنحاء كوسوفا ومن دول مجاورة لنا كذلك في غرب منطقة البلقان.
“المدرسة الكبرى”
يذكر بأن “المدرسة الكبرى” في مدينة جاكوفا بجنوب كوسوفا، كان قد بناها العالم الألباني مدرس فاسيل افندي، عام 1748م، وأضحت منذ تأسيسها قبل 250 سنة، منبع للعلم وقبلة لطلابه ومركز لتكوين العلماء في هذه المنطقة الاستراتيجية الهامة التي تقع على إحدى أهم طرق المواصلات والتجارة في البلقان. حيث كان السوق الكبير الأثري الذي يعد الأكبر في منطقة البلقان بجوار هذه المدرسة مما جعلها مقصد للمسافرين والمارين كذلك.
وعلى فترات تاريخية متعاقبة واجهت المدرسة الكبرى تحديات هائلة من جيوش المحتلين وكذلك خلال الحقبة الشيوعية الصعبة من الألبان الشيوعين الذين تحالفوا مع الصرب.
فقد تم غلقها من قبل جيش جمهورية الجبل الأسود في عام 1912م ،والذي حولها لاسطبل للخيول في محاولة لاهانة أهم مدرسة لتعليم العلوم الدينية في المنطقة. ثم تكررت المحاولة بعدها بعقود ولكن من قبل الشيوعيين الألبان المتحالفين مع الصرب في عام 1948م حيث تم غلقها مجددًا. وفي نهاية القرن وقبل انسحاب الصرب من كوسوفا حرب 1999م، قاموا بحرق المدرسة بالكامل إلا الجدار الذي نجا من الهدم.
وبعد تحرير كوسوفا من الصرب عام 1999م، تحولت “المدرسة الكبرى” التي تتبع المشيخة الإسلامية في دولة كوسوفا ـبعد إعادة بنائها من جديد من قبل مؤسسات قطرية خيرية؛ ثم كفالتها والانفاق عليها من قبل جمعية إسطنبول الإنسانية والثقافية الدوليةـ إلى معهد متخصص في تحفيظ القرآن الكريم للاطفال في المرحلة الابتدائية، وأصبح أكبر معهد متخصص في هذا المجال داخل البلاد، كما يدرس به طلبة من خارج كوسوفا، واصبح إسمها: معهد الحفظ “المدرسة الكبرى”.