( 6 ) حوار الدنمارك الأول ـ 2013م
المرأة المسلمة في المجتمع الدنماركي جزء من التركيبة الاجتماعية للمجتمع؛ “فهن طبيبات ومهندسات ومدرسات وعاملات وممرضات وموظفات، وفيهن حتى السائقات لحافلات عمومية، كما فيهن أعضاء في أحزاب سياسية، وأخريات في جمعيات تطوعية، ولا أرى تمييزًا في هذه المجالات في الوقت الحالي”.
أدار الحوار: هاني صلاح /
بهذه الكلمات أكدت منية البلطي؛ رئيس قسم النساء بالمجلس الإسلامي الدنماركي، أن المرأة المسلمة بالدانمرك تتمتع بحقوقها وتشارك في نهضة مجتمعها.
وكشفت الناشطة في مجالات متعددة من العمل التطوعي بالدنمارك، عن جهود تواصلية تجري مع عدد من القيادات النسائية، بهدف الوصول لإعلان اتحاد نسائي دنماركي، “يعمل من أجل سد الثغرات، وتذليل الصعوبات أمام تقديم أفضل الخدمات للجالية المسلمة خصوصًا، وللمجتمع الدنماركي عمومًا”.
جاء ذلك في سياق حوار: (مسلمات الدنمارك بين تحديات الحاضر وتطلعات المستقبل)، وهو الحوار الأول عن الدنمارك، والسادس في سلسلة “حوارات الأقليات المسلمة على الفيسبوك”، والتي تأتي في سياق برنامج للتعريف بواقع الإسلام والمسلمين حول العالم.
وتم إجراء الحوار بالتنسيق مع المكتب الإعلامي للمجلس الإسلامي الدنماركي، وأُجري على الفيسبوك خلال شهر ديسمبر 2013م، ونُشر بتاريخ 27 من نفس الشهر على موقع جريدة “الأمة” الإلكترونية.
وإلى الحوار..
المشاركة الأولى.. من: هاني صلاح؛ منسق الحوار، وتتضمن ثمانية أسئلة (أرقام: 1-8):
1ـ الأقلية المسلمة بالدنمارك تتنوع عرقيًّا وثقافيًّا، فما هو انعكاس ذلك على مسلمات الدنمارك والمؤسسات النسائية التي تقوم على خدمتهن في التواصل بينهن جميعًا؟
يقال إن الدنمارك بلد المؤسسات والجمعيات التطوعية؛ ففيه ما يقارب 100 ألف ما بين جمعية ومؤسسة تطوعية، يعمل في مجالاتها ما يفوق 1.5 مليون مواطن. وقد استفادت الجالية المسلمة من هذا المناخ، وأنشأت العديد من الجمعيات والمؤسسات، إلا أن إنشاء مؤسسات نسائية متخصصة تهتم بشئون المرأة محدود جدًّا، ويرجع ذلك إلى حداثة العمل الإسلامي المؤسساتي في الدنمارك مقارنة بدول جنوب أوروبا، فالجيل الأول من المسلمين الذين هاجروا للدنمارك إثر الحرب العالمية الثانية كانت دوافعهم اقتصادية، ولم يكونوا معنيين بالشأن العام للجالية المسلمة. لذلك فالذين أسسوا العمل الاجتماعي والسياسي لمسلمي الدنمارك هم الجيل الثاني والثالث.
2ـ هل يمكن إلقاء الضوء على أبرز الخدمات التي تقدمها المؤسسات الإسلامية النسائية لمسلمات الدنمارك؟
من الخدمات التي نقدمها للمرأة المسلمة وللأسرة في الدنمارك ضمن مؤسساتنا، والتي نعمل فيها جنبًا إلى جنب مع أشقائنا في الدعوة هي: مدارس تحفيظ القرآن الكريم وتعليم اللغة العربية، ورحلات ترفيهية، ومخيمات تربوية، ودروس وحلقات أسبوعية، ولقاءات ومناشط اجتماعية، ودورات تخصصية، واحتفالات بالأعياد والإنجازات على مستوى الأفراد والمؤسسات.
3ـ وهل كل مؤسسة تخدم فقط العرقية التي تنتمي إليها؟ أم أن هناك مؤسسات نسائية تقدم خدماتها لكافة مسلمات الدنمارك على اختلاف عرقياتهن وثقافاتهن؟
هناك العديد من المؤسسات التي تخدم الجوانب العرقية، إلا أننا في المجلس الإسلامي الدنماركي، وفي العديد من المؤسسات الإسلامية الأخرى نتحرك ضمن وحدة الدين والهدف لخدمة الجالية المسلمة عمومًا، والمرأة المسلمة خصوصًا، بغض النظر عن الاختلاف العرقي أو الثقافي. وعلى سبيل المثال: نحن في المجلس نسيج متنوع من الأخوات من أصول وأقطار مختلفة، بعادات وثقافات مختلفة، ولكن بأهداف وآمال موحدة.
4 ـ كيف يتم التواصل بين كافة المؤسسات النسائية الإسلامية بالدنمارك؟
لن ننكر أن التواصل ضعيف ومحدود.. ومن أسباب ذلك فتوة العمل النسائي، وكثرة المشاغل داخل المؤسسة، وأولويات بناء الجسم الداخلي على التنسيق والتعاون الخارجي، ونقص الكوادر النسائية الفاعلة على الساحة.
5 ـ وهل من رؤية مستقبلية للتعاون الأمثل بينها جميعًا؟
تواصلنا مع عدد من القيادات النسائية من مؤسسات مختلفة لنتفق معها في الأهداف، لإعداد لقاءات دورية تشاورية وتعاونية فيما بيننا كمرحلة أولى، ونطمح بعدها – بإذن الله تعالى – أن تُفضي هذه اللقاءات لإعلان اتحاد نسائي دنماركي يعمل من أجل سد الثغرات، وتذليل الصعوبات أمام تقديم أفضل الخدمات للجالية المسلمة خصوصًا، وللمجتمع الدنماركي عمومًا، وبناء جسور بين المبادئ الإسلامية والقيم الأخلاقية وبين معطيات المحيط الاجتماعي الإيجابية؛ مثل: سيادة القانون، وحرية التعبير، والفضاء الديمقراطي، وانتشار وتشجيع العمل التطوعي.
6ـ نظم قسم النساء بالمركز الإسلامي الدنماركي مؤخرًا دورة تدريبية، فهل يمكن إلقاء الضوء على أبرز الموضوعات التي طُرحت في النقاشات؟
هي دورة إدارية الغاية منها أن تكتسب الأخوات مهارات في كيفية بناء مشاريع، وقد أقيمت خلال الدورة ورش عمل خرج الأخوات منها بعدة أفكار لمشاريع قابلة للتنفيذ.. على سبيل المثال مشاريع تتعلق بظاهرة الطلاق وكبار السن.
7ـ كمسلمات في الدنمارك.. كيف ترون الحظر على الحجاب في دولة مجاورة لكم (فرنسا) كانت تتفاخر دومًا بأنها بلد الحريات؟
إن القيم الأوروبية عمومًا تدعو إلى احترام حرية الإنسان الشخصية والإنسانية والدينية، وإن حظر الحجاب في فرنسا تنكّر لهذه القيم مجتمعة، وإرغام المرأة على نزع حجابها هو من أشد أنواع الاعتداء على كرامتها؛ فالحجاب ليس رمزًا دينيًّا ولا موقفًا سياسيًّا، إنما هو قرار شخصي مبني على قناعة وفهم، ورغبة للمرأة في ممارسة تعاليم دينها.
8ـ وهل لديكم في الدنمارك أي مشكلة بالنسبة للحجاب في المعاهد الدراسية أو المؤسسات الحكومية؟
المسلمات في الدنمارك لا يتعرضن لأي مضايقات بسبب الحجاب، ولا يمثل عائقًا للدراسة في أي مجالات، وفي مختلف المستويات، إلا أنه قد يكون عائقًا في توفر فرص عمل للمرأة، وهذا ليس قرارًا حكوميًّا، إنما هو قرار المؤسسات حسب توجهاتها الفكرية والسياسية.
المشاركة الثانية.. من: Anderson Marku أندرسون ماركو، من ألبانيا:
9 ـ ما هو دور ومكانة المرأة المسلمة في المجتمع الدنماركي؟
المرأة المسلمة في المجتمع الدنماركي جزء من التركيبة الاجتماعية للمجتمع؛ فهن طبيبات ومهندسات ومدرسات وعاملات وممرضات وموظفات، وفيهن حتى السائقات لحافلات عمومية، وفيهن أعضاء في أحزاب سياسية، وأُخريات في جمعيات تطوعية، ولا أرى تمييزًا في هذه المجالات في الوقت الحالي.
المشاركة الثالثة.. من: عاصم عبد الفتاح، من مصر:
10ـ ما هي المعوقات التي تتعرض لها المرأة المسلمة في الدنمارك؟
إن التحديات التي تتعرض لها المرأة المسلمة متنوعة ومتداخلة.. داخلية من صلب الجسد الإسلامي في حد ذاته، وخارجية بسبب المحيط الاجتماعي والثقافي والسياسي وحتى الاقتصادي.
وهي عمومًا متشابهة مع تحديات الواقع الأوروبي إجمالًا، إلا في بعض الحالات، ويمكن تلخيصها في اختلال القدرة على الموازنة بين الثوابت والمتغيرات، والتفريق بين الخاص والمشترك، وما هو من الدين وما هو مجرد تقليد.
فتوجيهات الدين الإسلامي شملت جميع مناحي الحياة، فلا يُطرَق بابٌ لمعرفة قول الإسلام في أي مسألة، أخلاقية كانت، أو اجتماعية، أو عبادية، إلا ويُسمع فيه للإسلام قول فصل.
ونرى أن الجهل بهذه التوجيهات وبمبادئ العقيدة هو السبب الأساسي لاختلال القدرة على الموازنة بين الثوابت والمبادئ الإسلامية والمتغيرات التي يحتمها التواجد في الواقع الأوروبي بجميع مكوناته التاريخية والاجتماعية والسياسية والدينية والإعلامية. ومستوى تأثير هذه العوامل على المرأة مرتبط بمدى تواصلها معها، وبمدى رسوخ المبادئ والثوابت الإسلامية عندها.
ونتاج ذلك عوائق في المحافظة على الهوية الإسلامية قولًا وعملًا، وعوائق في تكوين أسر ناجحة، وتربية الأجيال على القيم والمبادئ الإسلامية، وعوائق في إيجاد المرأة المسلمة مكانتها اللائقة بها في المؤسسات الاجتماعية.
المشاركة الرابعة.. من: محمود سعيد، من مصر:
11 ـ كم يبلغ عدد مسلمي الدنمارك، وما هي نسبتهم من تعداد السكان، وخريطتهم العرقية، وكم تبلغ نسبة أو عدد المسلمين من الأصول الدنماركية؟
يشكل مسلمو الدنمارك اليوم نحو 4,1%من مجموع الشعب الذي تعداده 5,6 مليون، قادمين من 69 بلدًا، من بينهم 15 بلدًا رئيسيًّا هي: تركيا، العراق، باكستان، البوسنة، يوغسلافيا، مقدونيا، الصومال، إيران، لبنان، أفغانستان، المغرب، سوريا، الأردن، مصر، الكويت، الجزائر، تونس.
وليس لدينا إحصائيات دقيقة عن نسبة المسلمين من أصول دنماركية، فهناك من يتحدث عن أربعة آلاف، وهناك من يتحدث عن أربعة عشر ألفًا، إلا أن العديد من الدراسات أثبتت أن عدد معتنقي الإسلام من الدنماركيين في تزايد.
المشاركة الخامسة.. من: روعة قاسم؛ صحفية من تونس:
12ـ كيف تواجه المرأة المسلمة اليوم في الدنمارك تصاعد حالة الإسلاموفوبيا؟ وكيف يمكن أن تسهم في إبراز الصفة السمحة للإسلام المعتدل، خاصةً أنه لدى الغرب كثيرًا ما بات الإسلام يقترن بالإرهاب؟
إن لظاهرة الإسلاموفوبيا أسبابًا سياسية واجتماعية واقتصادية، وبعضها يُغذّى من جهات معينة راغبة في تنمية المشاعر السلبية المتزايدة تجاه المسلمين، تريد بذلك رسم صورة قاتمة عن الإسلام والمسلمين، ومع الأسف نحن كمسلمين ساهمنا في الترويج لهذه الظاهرة بسبب سلوكيات ومفاهيم خاطئة.
وأهم ما علينا فعله إلى جانب التحرك الفكري والإعلامي هو أن نعكس الإسلام الحقيقي في سلوكياتنا؛ فهو الطريق الأمثل لكسر هذه الظاهرة، وقطع الطريق أمام المتربصين والناقمين، حتى نعطي بذلك مثالًا عمليًّا للمرأة المسلمة الناجحة في دراستها، المتقنة لعملها، المنضبطة في أخلاقها، المتعاونة في مجتمعها، والتي تنظر للآخرين على أنهم إخوة لها في الإنسانية؛ فهم مجال دعوتها، وواجبها تجاههم الهداية والاستيعاب، وليس العداء والكراهية.. وإن ترسيخ هذه المفاهيم يحتاج منا لنفس طويل، وعمل تربوي متواصل، ونحن على هذا الطريق، بإذن الله.
المشاركة السادسة.. من: شادي الأيوبي؛ صحفي لبناني مقيم في اليونان:
13 ـ عندي سؤال حول أعداد الأُسر التي لجأت من الحرب في سوريا إلى الدنمارك؟ وهل هناك أي ترتيب لها من قبل الجالية هناك؟
استقبلت الدنمارك ما بين عامي 2012 و2013 حوالي 1554 لاجئًا سوريًّا، وُقّعت الموافقة على طلب اللجوء لتسعين بالمائة منهم، لكن يُفضّل اللاجئون السوريون طلب اللجوء إلى دولة السويد التي استقبلت في نفس الفترة 14000 لاجئ؛ وذلك لأن السويد تُمكّنهم من الحصول على الإقامة الدائمة مباشرة.
تم توزيع اللاجئين السوريين على مناطق مختلفة من البلد، وليس لدينا إحصاء عن أماكن تواجدهم؛ لذلك فالتواصل معهم يتم بصور فردية حسب نوع وعدد أفراد الجالية التي قد يتواجدون بينها.
المشاركة السابعة.. من: عماد حلاق؛ مدرس اللغة العربية في جامعة كونكورديا- كندا، ومؤسس جمعية سلسبيل الضاد لتعليم العربية لغير الناطقين بها:
14 ـ أود أن أسأل الضيفة عن تجربتهم في تدريس اللغة العربية لأبناء الجالية العربية هناك، وعن مدى نجاحهم في ذلك، وعن الصعوبات التي واجهوها.
تُدرَّس اللغة العربية في الدنمارك في المدارس الخاصة التي تُدرِّس إلى جانب البرنامج التعليمي العام اللغة العربية، وهذه المدارس مثل جميع المدارس الخاصة في الدنمارك تتلقى دعمًا حكوميًّا.
كما تُدرّس اللغة العربية في بعض المدارس الحكومية، إلا أن هذا مرتبط عمومًا بسياسات البلديات المختلفة، ونسبة الأجانب فيها، فتدرس اللغات الأم ليس كمادة ثابتة، وإنما كبرنامج لمشاريع تُطرح عند الحاجة.
وهناك مدارس آخر الأسبوع، وهي مدارس أنشأتها جمعيات ومؤسسات أرادت بها سد العجز في تعليم اللغة العربية، من بينها المجلس الإسلامي الدنماركي الذي أنشأ سنة 2010 مدرسة أُبيّ بن كعب لتعليم اللغة العربية.
أما عن المعوقات، فالأخ علي بن يحيى، وهو من أهل الاختصاص في الدنمارك وعلى المستوى الأوروبي، هو أفضل من يتحدث عن ذلك.
ننشر هنا رد الأستاذ “علي بن يحيى”؛ الخبير في طرائق تدريس اللغة العربية بالدنمارك، حول الصعوبات والمعوقات التي تواجه تعليم اللغة العربية في الدنمارك:
أولًا: فيما يتعلق بالمعلم:
1ـ عدم أو قلة أهليّة المعلم أو المتطوع لتعليم اللغة العربية بالطرائق التربوية الحديثة في مجال أساليب التدريس والتقويم، وعلم النفس التربوي، وعلم نفس الطفل.
2ـ قناعة المعلم بالطريقة التي علّمه إيّاها معلم العربية في طفولته، وإسقاطها على طلبته من أبناء هذا الجيل، وهذا ما يُسبّب نفورًا من تعلم العربية، وعدم الرغبة في تعلّمها.
3ـ جهل القائم على تعليم العربية بعلم فن إدارة الصفوف والتعامل مع سلوكيات الطلبة.
ثانيًا: فيما يتصل بمدير المدرسة:
إعطاء الأولوية لأمور أخرى على حساب تعليم العربية، والنظر إلى العربية من منظورين: أولهما: إيمانه المطلق بضرورة تعليمها، وثانيهما: ضرورة تسيير أمور المدرسة حتى لو كان ذلك على حساب تعليم العربية.
ثالثًا: حول ثنائية اللغة:
لم تعد العربية هي اللغة الأُمّ للطلبة؛ مما يجعل المفردات والمصطلحات الأولى في الذاكرة اللغوية والاتصالية لهم هي مفردات ومصطلحات البلد المُقام فيه.
رابعًا: الأهل أو ولي الأمر:
1ـ قلة الوازع الديني لولي الأمر يجعله يقصر في التواصل مع أبنائه بالعربية، وإلقاء العبء على المدرسة المعنية بتعليم العربية لتنحية لوم الضمير، وظنًّا منه أنه قد أدى الواجب المطالب به.
2 ـ البيات الشتوي لولي الأمر واستيقاظه في مرحلة متأخرة، فالهرولة المتأخرة في تسجيل أولاده لتعلم العربية.
3 ـ عدم توفير المحطات التلفزيونية الهادفة التي تساعد الأبناء في تعلم العربية تعبيرًا.
خامسًا: المناهج المستخدمة:
1ـ وأقصد هنا ذاك النوع من المناهج التقليدية التي لا تعلم من العربية إلا القراءة والكتابة، أو المناهج المستوردة التي تخاطب أبناء البلد الذي أُلّفت فيه، وتهمل الخصائص النفسية والاجتماعية والثقافية للطالب الذي يتعلم العربية في بلاد الغرب.
2 ـ أضف إلى ذلك قلة الوسائل التعليمية المرافقة للمناهج التي أُعدت في الغرب، وغياب فلسفة واضحة لهذا المنهاج في الجانب النفسي والاجتماعي والتربوي … إلخ.
سادسًا: المتعلم نفسه:
فقد أصبحت خصائص المتعلم في خطر نتيجة سوء استخدام وسائل التقنية الحديثة؛ كالألوان الإلكترونية، والألعاب الإلكترونية، والهواتف المحمولة … إلخ؛ مما يتطلب من القائمين على تعليم العربية البحث الدءوب لابتكار طرق جديدة في التعليم تتماشى مع خصائص بعض المتعلمين، والذين أصبحوا يعتمدون على الأداة الجامدة الخالية من الوجدان أكثر من اعتمادهم على المعلم.
سابعًا: المدارس المعنية بتعليم العربية:
وذلك بسبب عدم التوافق فيما بينها، فلا يوجد منهاج موحد، ولا حتى اجتماعات أو لقاءات تشاورية بهدف تخطي هذه العقبات، فكلٌّ على ليلاه يغني.
أمل في الأفق.. ولكن رغم ذلك هناك عنوان يلوح بريقه زارعًا الأمل في نفس كل مهتم بتعليم لغة القرآن الكريم؛ فقد تم – بفضل الله تعالى – إنشاء بعض المؤسسات التربوية الهادفة إلى تطوير طرائق تدريس العربية للناطقين بغيرها، وتأهيل معلم اللغة العربية؛ كمؤسسة بيت الضاد في الدنمارك، والتي عقدت أزيد من ٢٩ دورة في مجال طرائق تدريس العربية والتربية الإسلامية، مخاطبة بذلك أكثر من ٨٥٠ معلمًا ومتطوعًا في مجال تعليم العربية.
نأمل من الله العلي القدير أن تكون العناوين القادمة: أهم الإنجازات في مجال تعليم العربية للناطقين بغيرها، وبالله التوفيق.