“خانية خوارزم”.. “أندلس” الحضارة الإسلامية بوسط آسيا
نشرت “خانية خوارزم” ولخمسة قرون العلم والحضارة الإسلامية بوسط آسيا
شملت “خانية خوارزم” أراضي تقع اليوم في أوزبكستان وتركمنستان وكازاخستان
مسلمون حول العالم ـ متابعات ـ بتصرف
بقلم / الدكتور أمين القاسم ـ الباحث في تاريخ المنطقة
“خانية خوارزم”، دولة امتد حكمها لخمسة قرون، وكان لها دور في نشر العلم وتطور الحضارة الإسلامية في وسط آسيا، وازدهرت فيها عمارة المساجد والمدارس والقصور، ويمكن وصفها بـ”أندلس” آسيا الوسطى.. فما هى قصتها؟
ثلاث دول
امتدت سلطة “خانية خوارزم”، على أراضي تقع اليوم بثلاث دول، هى: أوزبكستان وتركمنستان وكازاخستان.
وتعد “خانية خوارزم”، أو “خانية خيوه”، ثم “دولة خوارزم” (1512– 1920م)، أحد ثلاث خانيات أو ممالك أوزبكية حكمت منطقة وسط آسيا، وذلك بالإضافة إلى خانيتي بخارى (1500– 1920م)، وخوقند (1700– 1876م).
خمسة قرون
عاش في أراضي “خانية خوارزم”، خلال خمسة قرون من وجودها شعوب من الأوزبيك والتركمان والفرس والعرب، وغيرها، وأقامت الخانية علاقات صداقة مع الدول المجاورة، وكان لها دور في نشر العلم وتطور الحضارة الإسلامية في وسط آسيا، وازدهرت فيها عمارة المساجد والمدارس والقصور، ففي عام 1912م كان في خانية خوارزم أكثر من 65 مدرسة كبيرة عدا الكتاتيب التي وصلت إلى 440.
وتعد مدينة “خيوة”، عاصمة الخانية، مدينة ذات آثار إسلامية رائعة، وأشهر ما فيها قلعتها التاريخية الكبيرة (إتشان قلعة)، والتي كانت تحوي 33 مدرسة، و32 مسجدًا، وقصوراً وبيوتاً كثيرة.
وقد عُدّ حسين صوفي كونْغِرات (توفي عام 1372م) أول من حكم المنطقة، والذي كان زوج ابنة أوزبيك خان (حكم من عام 1313– 1341م)، ثم حكم المنطقة أسرتين من سلالة جنكيز خان، ثم عادت أسرة “كونْغِرات” للحكم منذ عام 1763م حتى سقوطها، وقد حكم منها 13 حاكم.
42 حاكمًا
بلغ مجموع الخانات الذين حكموا خانية خوارزم 42 خاناً أشهرهم:
ـ أبو منصور إلبارس (حكم من عام 1511- 1518م): الخان الأول لخانية خوارزم ، وكان صالحا متدينا.
ـ عرب محمد خان (حكم 1602- 1621م): وهو من نقل عاصمة الخانية إلى خيوة، وبنى مدرسة كبيرة.
ـ عبد العزيز خان (حكم 1643- 1663م): كان كاتبا ومؤرخا، ترك كتابان: نسب التركمان، وتسب التُرك.
ـ محمد أمين بيه (حكم 1763- 1790) : أول حاكم لخيوة من أسرة كونغرات الأوزبكية، قام بسلسلة إصلاحات في مجال الري والعمارة والإقتصاد.
ـ محمد رحيم خان الأول حكم (1806- 1825): قام بعدد من الإصلاحات في البلاد في مجال الضرائب والجمارك، وشكل مجلس استشاري للخان، وأقام علاقات دبلوماسية مع روسيا وأفغانستان والدولة العثمانية، كما صكّ عملات ذهبية وفضية، وبنى المدارس والمساجد.
ـ محمد رحيم خان الثاني (حكم من عام 1864- 1910م): تخرّج من مدرسة “مير عرب” الشرعية ببخارى، في فترة حكمه الطويلة أقام علاقات جيدة مع الدول المجاورة، كان شاعرا وموسيقيا، أسس عدد من المكتبات والمدارس والمساجد، وأدخل المطبعة الحجرية لأول مرة في وسط آسيا.
ـ سعيد عبد الله خان (حكم 1918- 1920): آخر خانات خوارزم، كان ضعيفا حكم البلاد فعليا وزيره للحربية جنيد خان، اعتقل البلاشفة سعيد عبد الله، وصودرت أملاكه، ونفي مع عائلته إلى أوكرانيا، وهناك وخلال المجاعة التي ضربت البلاد مرض وتوفي عام 1933م في مدينة كريفوي روغ.
تطورات تاريخية
ـ دخلت خوارزم تحت الحماية الفارسية بين عامي 1740– 1746م..
ـ وبعد سيطرة روسيا القيصرية على خانيات قازان وسيبيريا وخوقند وبخارى سيطر الروس على خانية خيوة بعد عزلها في أغسطس من عام 1873م، وتحكموا بجميع قرارات الخان مع زيادة الوجود العسكري والإداري الروسي الروسي في البلاد..
ـ وفي العام 1917م أعلن الخوارزميون استقلالهم عن الحماية الروسية بين عامي 1917– 1920م..
ـ لكن الشيوعيون سيطروا عليها، ثم أسسوا جمهورية خوارزم الشعبية الإشتراكية (1920– 1924م) قبل أن تصبح جزءاً من جمهورية أوزبكستان الشعبية الإشتراكية عام 1925م..
ـ صور:
قلعة إيتشان في مدينة خيوة بأوزبكستان.
مدرسة محمد أمين خان (1817- 1855م) حاكم خوارزم، وقد كان يدرس فيها حوالي 250 طالبا.
مدينة خيوة في أوزبكستان.
مدرسة محمد رحيم خان الثاني بنيت عام 1871م بمدينة خيوة بأوزبكستان.
سعيد عبد الله خان آخر حاكم لدولة خوارزم من عام 1918- 1920م، وقد دفن في أوكرانيا.
عملة ذهبية -نصف تيلّا- في مملكة خوارزم عام 1851م.
مدرسة ومنارة إسلام خوجا في مدينة خيوة بأوزبكستان.
علم دولة خوازم من عام 1917- 1920م.
محمد رحيم خان الثاني خان خوارزم مع مساعديه أثناء تتويج نيكولاي الثاني عام 1896م في سانبطرسبورغ.
أسفانديار عام 1913م، وهو حاكم خانية خوارزم من عام 1910- 1918م.
السيد إسلام خوجا الوزير الأول – رئيس وزراء- خانية خوارزم بين عامي 1907- 1913م.
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=10218087433769984&id=1611567851