مسلمون حول العالم
نافذتك إلى أخبار الأقليات المسلمة

المسلمون في بلغاريا .. تاريخ معقد وتجربة صعبة

رغم إنجازات مسلمو بلغاريا ما زالوا يعانون من سياسات "البَلْغرة" ونظرة العنصرية والكراهية تجاههم

مسلمون حول العالم ـ متابعات

بقلم/ د. أمين القاسم ـ الباحث في تاريخ الشعوب المسلمة في أوروبا وأسيا

رغم الإنجازات التي حققها مسلمو بلغاريا اليوم على الصعيد السياسي والحريات، لكنهم ما زالوا يعانون من سياسات “البَلْغرة”، وانتشار الجهل بتعاليم الإسلام، وهجرة الشباب، وسوء الأوضاع الإقتصادية، كما ما تزال نظرة العنصرية والكراهية تجاههم منتشرة في المجتمع البلغاري.

وفي سطور سريعة نلقى الضوء على تاريخ مسلمي بلغاريا

تُعد بلغاريا بلدا من دول البلقان، يمثل المسلمون فيها اليوم قرابة 15 % من سكان البلاد، لكن بعض الباحثين المسلمين البلغار يصل بالنسبة إلى 25% من إجمالي عدد السكان أي حوالي المليون ونصف المليون مسلم. وحوالي 60% من المسلمين من أصول تركية، و 20% منهم من المسلمون البلغار من قومية البوماك، و 15% من الغجر المسلمون، و5% من التتار.

البلغاريون شعب خليط من السلاف، وشعب تركي قديم يُسمى أوتورغور هاجر من حوض الفولغا ليشكلوا ما أطلق عليه “بولغار الدانوب” أو “البُلغار الغربيين” والذين تأثروا بالقومية السلافية ثقافة ودينا ففقدوا هويتهم التركية.

يقابلهم “بولغار نهر الفولغا” أو “بولغار نهر إيديل” الذين حافظوا على ثقافتهم واعتنقوا الإسلام في القرن العاشر الميلادي في العهد العباسي.

محطات تاريخية

دخل الإسلام بلاد البلغار قبل حكم العثمانيون لها، والتي قاربت لنحو 5 قرون، فقد حكم الأتراك بلغاريا فعليا بين عامي (1396- 1878م)، وخلّفوا آلاف الآثار في البلاد من مساجد وجسور ومدارس وحمامات وطرق وخانات وغيرها، ثم وقعت هذه الأرض تحت الحكم الملكي، وبدأت معاناة المسلمين مع تولي الملك فرديناند الأول (1861- 1948م) أمير بلغاريا البلاد بين عامي 1887- 1918م، وإعلانه الإستقلال التام عن الدولة العثمانية عام 1908م، إذ أجبر هذا الملك المسلمين على تغيير أسمائهم وألقابهم الإسلامية إلى أخرى بلغارية.

ثم حكم البلاد النظام الشيوعي بين عامي (1944- 1989م)، والذي قام بهدم المساجد وغلق المدارس الإسلامية، ومنع المسلمين من أداء شعائرهم من الصلاة والصوم والحج، وكذلك منعهم من الإحتفال بأعيادهم، وجرّم ختان الأطفال وتدريس اللغة التركية، وصادر أوقاف المسلمين، وحظر تداول الكتب الإسلامية، وحاول عبر سياساته صهر وتذويب الأقلية التركية في البلاد. كما أُجبر حوالي 800 ألف مسلم على تغيير أسمائهم تحت شعارات توحيد الأمة البلغارية، وتخليصها من الحضور التركي!

وفي عام 1989م جرت عمليات ترحيل قسرية، إذ أقدم النظام الشيوعي البلغاري على إجبار حوالي 340 ألف مسلم بلغاري من مغادرة البلاد، وقام بمصادرة أموالهم وممتلكاتهم.

يتواجد المسلمون في بلغاريا في مناطق شمال شرق البلاد، وجنوبها والعاصمة صوفيا.

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=pfbid035zFA2Uxz1fXyeyP9XgiH1WGsVB5X9H9iw32NXmZH9ycjVn1hnukGorj4kD5VXcUxl&id=1611567851

التخطي إلى شريط الأدوات