مسلمون حول العالم
نافذتك إلى أخبار الأقليات المسلمة

روسيا.. مجلس علماء الإدارة الدينية يُصدر حزمة فتاوى جديدة تعالج قضايا فقهية تواجه مسلمي البلاد

جاءت ثمرة لاجتماع موسع دام يومين وناقش خلاله العلماء أبرز التحديات الفقهية التي تواجه المسلمين في البلاد

مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح

في سياق ديني متجدد يعكس يقظة المؤسسة الإسلامية داخل الفضاء الروسي، أعلن مجلس علماء الإدارة الدينية لمسلمي روسيا عن إصدار حزمة من الفتاوى الشرعية الجديدة، جاءت ثمرة لاجتماع موسع دام يومين، وناقش خلاله العلماء أبرز التحديات الفقهية التي تواجه المسلمين في البلاد. وفقًا لصفحة عضو المجلس الأستاذة الداعية مريم.

فتاوى تمس واقعًا ملموسًا

الفتاوى الجديدة تناولت خمس قضايا رئيسية، تُعد من المسائل الملحّة في حياة المسلمين الروس، وهي: الحكم الشرعي للإجهاض في الإسلام.. أداء الصلاة لمن يعانون من نوبات الصرع.. كيفية الصلاة للمصابين بإعاقات جسدية، خصوصًا من شاركوا في العمليات العسكرية الخاصة.. أثر التضخم المالي على سداد الديون.. استخدام مادة البوتوكس في التجميل وموقف الشريعة منها.

هذه المسائل لم تأت من فراغ، بل عبّرت عن تساؤلات حقيقية وردت إلى الهيئات الدينية، ما يعكس اهتمام مجلس العلماء بالتصدي للمستجدات بفقه واقعي متزن، يراعي الأصول الشرعية وظروف المسلمين في المجتمع الروسي.

تعزيز المرجعية الإسلامية في الفضاء الروسي

يكتسب هذا التطور أهمية خاصة في السياق الروسي، حيث يعيش أكثر من 25 مليون مسلم في بيئة متعددة الثقافات والديانات، ويواجهون تحديات دينية وقانونية تتطلب اجتهادًا فقيهًا مؤسسيًا. ومن خلال هذه الفتاوى، يعزز المجلس موقعه كمرجعية شرعية موثوقة، قادرة على التفاعل مع متطلبات الحياة اليومية للمسلمين دون إخلال بالثوابت.

نقلة نوعية في فقه الأقليات

ويُنظر إلى هذه الفتاوى باعتبارها نموذجًا يُحتذى في فقه الأقليات المسلمة، إذ تجمع بين الحفاظ على الهوية الدينية والتأقلم الواعي مع الواقع القانوني والاجتماعي للدولة، بما يعزز اندماج المسلمين إيجابيًا ويصون مرجعيتهم الروحية في آنٍ واحد.

إتاحة عامة وشفافية علمية

وقد دعا المجلس المهتمين والباحثين إلى الاطلاع على نصوص الفتاوى كاملة عبر منصاته الرسمية، في خطوة تُكرّس الشفافية العلمية وتتيح التواصل المباشر بين المؤسسة الدينية والجمهور.

في ظل تزايد التحديات أمام مسلمي روسيا، تأتي هذه الفتاوى لتؤكد أن الفقه الإسلامي، حين يُدار بعقل مؤسسي واعٍ، قادر على أن يكون حارسًا للهوية وجسرًا للتفاعل الحضاري المسؤول.

التخطي إلى شريط الأدوات