مسلمون حول العالم
نافذتك إلى أخبار الأقليات المسلمة

أنشأنا أقسامًا متخصصة لاستقبال مسلمي أوكرانيا الجدد

أكد على ضرورة تخصيص دعاة غير أئمة المساجد لدعوة المسلمين الجدد

“أنشأنا أقسامًا في جميع المراكز الإسلامية التابعة لاتحاد “الرائد” بأوكرانيا متخصصةً في استقبال المسلمين الجدد أو غير المسلمين، بعيدًا عن وظيفة إمام المسجد المتعارف عليها”.

بهذه الكلمات، أكد الداعية المهندس “طارق عبد الله سرحان” – رئيس قسم الدعوة والتعريف بالدين الإسلامي في اتحاد المنظمات الاجتماعية في أوكرانيا «الرائد» – بأنه من الضروري تخصيص دعاةٍ متفرغين ومدَرَّبين لاستقبال ورعاية المسلمين الجدد بكل مركزٍ إسلاميٍّ، بعيدًا عن إمام وخطيب المسجد الذي يخاطب ويتعامل مع جمهور المسلمين من كافة شرائح المجتمع.

جاء ذلك في الحوار الذي أجرته معه نشرة “على بصيرة”، فإلى الحوار..

1 ـ هل يمكن التعريف بكم لجمهورنا؟

أخوكم في الله طارق عبد الله سرحان، مواليد “أبوظبي” عام 1975، فلسطيني أحمل الجنسية الأردنية.
جئت إلى أوكرانيا في عام 1995 للدراسة، فدرست هندسة الإلكترونيات، ثم أنهيت دراسة علم الاجتماع منذ سنتين كتخصصٍ آخر، عمِلتُ في المركز الثقافي الإسلامي للعاصمة الأوكرانية “كييف” التابع لاتحاد المنظمات الاجتماعية في أوكرانيا «الرائد» منذ عام 2002 متطوعًا بدايةً، ثم متفرغًا في قسم الدعوة والتعريف بالدين الإسلامي الذي أترأسه حاليًّا منذ عدة سنوات، كما أنني عضو في قسم التعريف بالثقافة الإسلامية في اتحاد المنظمات الاجتماعية في أوكرانيا «الرائد».

2 ـ نود التعرُّفَ على تجربتكم الشخصية في دعوة المسلمين الجدد بأوكرانيا.

في المرحلة الأولى من دراستي في أوكرانيا أجدْتُ اللغة الروسية التي يتكلم بها العوامُّ في أوكرانيا، وفي شهر رمضان لعام 2002 سمحتْ لي إدارة المركز الإسلامي بأن أترجم بعض المواعظ الناطقة بالعربية للمسلمين الجُدد، واستمرت هذه التجربة لعدة سنوات؛ ما أكسبني خبرةً في الوعظ من جانب، وفي المصطلحات الدينية من جانب آخر.

وقد تعلمت من هذه الخبرة أمرين شديدي الأهمية:

1- أهمية اللغة في عملية الدعوة: فعلى الداعية أن يكون مُلِمًّا بفنون اللغة الأدبية، ومتحدثًا لبقًا لها؛ مما يُمكّنه من توصيل المعلومة بدقة، وليس بشكل مجملٍ فحسب.

2- أهمية أن تكون قريبًا من المسلمين الجدد: كصديق مصاحب لهم وجليسٍ جيِّدٍ أبوابه مفتوحة للجميع في كل الأوقات، ولا أعني هنا أبواب المكاتب وحسب، بل حتى باب بيتك في كثير من الأحيان، وتكون منشرح القلب للسماع لهم، حافظًا لأسرارهم، تُعاونهم في تخطِّي الكثير من المشاكل التي تواجههم في حياتهم، خاصة المترتّبة على قرارهم اعتناق الإسلام، فكل هذه الأمور وغيرها كثير يصعب نشأتها بين المسلم المحلي والخطيب أو الشيخ؛ وهو الأمر الذي يميز دور الداعية عن غيره.

وكان هذا الفهم العميق لأهمية هذا الدور من القائمين على العمل الدعوي في اتحاد «الرائد» سببًا لأن تُقام أقسامٌ في جميع المراكز الإسلامية التابعة للاتحاد، متخصصةٌ في استقبال المسلمين الجدد أو غير المسلمين، بعيدًا عن وظيفة إمام المسجد المتعارف عليها، وهو العمل الذي انبثق عنه قسمٌ متخصصٌ ومنظمٌ على مستوى الاتحاد في أوكرانيا.

وكان لهذا العمل ثمرةٌ عظيمةٌ في حياة حديثي الإسلام، في مجال توجيههم ودعمهم، وإنشاء البرامج لهم، وصقل شخصيتهم المسلمة، بحسب واقعهم ومستجداته، ومساعدتهم على فهم دينهم في إطار واقعهم، محافظين على انتمائهم لوطنهم وشعبهم، وشادِّين لعُرى روابطهم بالأمة الإسلامية؛ ما ساعد في جعلهم فاعلين في المجتمع غير منفصلين عنه، كما ساهم هذا في دخول كثير من أقربائهم في الإسلام.

3 ـ هل هناك إقبال متزايد على اعتناق الإسلام في أوكرانيا؟ وهل تتوفر أي أرقام أو إحصاءات عن عدد الذين اعتنقوا الإسلام؟

من الصعب الحديث عن زيادةٍ في الإقبال أو عن أي أرقام محددة؛ حيث لا يوجد هناك أي بحوث أو إحصاءات دقيقة، حتى إذا تم توثيق استمارات بأسماء معتنقي الإسلام، فإن هذا لا يكون مطابقًا للواقع؛ حيث إن الكثيرين لا يرغبون في أن يوثقوا أسماءهم، أو حتى الحصول على شهادات إشهار إسلامهم لأسباب اجتماعية أو غيرها، كما أن هذا لا يمكِّن من مراقبة مدى ثبات المسلم الحديث الاعتناق للإسلام على تعاليم دينه، خاصة أنه ليس كل من يعتنق الإسلام يزور المراكز الإسلامية ونشاطاتها بشكل منتظم.

يبقى عامل المراقبة العينية، وهو على الغالب تقريبي، ولكني أعتقد أنه – في الأغلب – أقرب إلى الحقيقة.

وما نستطيع ذكره في هذا المجال هو الأمور التالية:

– عدد معتنقي الإسلام في مختلف المراكز الإسلامية التابعة لاتحاد «الرائد» سنويًّا يصل إلى 500 شخصٍ في المتوسط، وأذكر أنه في إحدى السنوات وصل إلى رقم يزيد عن 700 شخصٍ.

– ظاهرة اعتناق البعض للإسلام أصبحت ظاهرةً ملحوظةً للكثيرين (يُتكلَّم عنها في التلفاز أو الإذاعات أو الصحف)، ولا أعتقد أنها تُتقبَّل تقبلًا إيجابيًّا لدى الأكثرية؛ الأمر الذي يجعلنا نتساءل عن جدوى أي إحصاءات تبرهن للمجتمع الأوكراني على ظاهرة “أسْلمةِ أوكرانيا”، ونتائج هذه الإحصاءات التي قد تكون سلبية تخلق حاجزًا بين المسلمين والمجتمع المحيط لهم.

– أصبح من المتقبَّل لدى الكثيرين – خاصة في المدن الكبيرة، ويختلف الأمر في الضواحي – رؤيةُ المسلمين والتعاون معهم في مجالات العمل الخيري أو الاجتماعي أو حتى الثقافي، وكذلك أصبحت ظاهرة الحجاب ظاهرةً مُتقبَّلةً، ما يجعل العملية التعريفية بالثقافة الإسلامية – سمِّها الدعوية إذا شئتَ، وهي تؤدي إلى نفس النتيجة – عمليةً طبيعيَّةً سلسةً لا مردود سلبيًّا لها، بل على العكس.

– من الجدير ذكره هنا أيضًا أن الشعب الأوكراني شعب شغوف بالتعرف على الثقافات الغريبة عنه، ويحب التعرُّفَ عليها، ولكن دون أن يُقحِم عليه أيَّ قيمٍ جديدةٍ، ما يجعل الدورَ التعريفيَّ هو الدور الأسلم الذي علينا القيامُ به في وسط غير المسلمين، والدعوي في وسط المسلمين، ولقد ساعدت هذه السياسة في القضاء على الكثير من الصور النمطية والشبهات التي حاول بها الكثيرون تشويه صورة الإسلامِ، وكان لها أثر عظيم في فتح آفاقٍ كثيرةٍ جدًّا للحديث عن هذا الدين على شتَّى المستويات.

4 ـ كيف تفسرون إقبال بعضٍ من أبناء الغرب المتقدم على الدخول في الإسلام وهم يرون دولَهُ وشعوبَهُ أكثر تخلفًا وضعفًا منهم؟

من المهم إدراك أن الغرب بشكل عامٍّ، وبالرغم من تقدمه في مختلف الجوانب المادية، فإنه يفتقر إلى القيم المعنوية، ويشعر بجوع روحي شديدٍ يحاول الكثيرون سدَّه بشتى السُّبل، وهو ما يصبغ الحياة في هذه الدول “المتقدمة” باللون الرمادي القاتم.

ولأن الحرية أصبحت قِيمةً أساسيَّة في هذه المجتمعات، ومنها حرية الاعتقاد، يبحث الكثيرون عما يملئون به الجانب الروحي من حياتهم في مختلف المعتقدات، وكثيرٌ منهم يَهديه اللهُ تعالى للدين القيِّم.

ودليل آخر على أن تقدم الدول الغربية ليس بحاجز يمنع انتشار الدين الإسلامي هو حب الكثيرين للسفر في رحلات سياحية إلى مختلف الدول الإسلامية، حتى الفقيرة منها، وهذه الظاهرة شديدة الانتشار في أوكرانيا، ولا يُنكَر أنه في كثير من الحالات تؤدي هذه الرحلات للإعجاب بالمجتمع الإسلامي، ثم التعرف على الإسلام، ثم اعتناقه.

كما أنَّ هناك أسبابًا اجتماعية تؤدي لاعتناق الإسلام، مثل الكثير من حالات الزواج التي أدت إلى التعمُّق في دين الإسلام ثم اعتناقه.

ولا ننسى هنا دورَ المراكز الإسلامية التي تخلق جوًّا ملائمًا لمثل هذه الأسباب بنشر الوعي السليم لدى المسلمين، والتصور الصحيح عن الإسلام في وسط غير المسلمين، وكذلك في دورها الهامِّ في إرشاد المسلم الجديد في جميع الحالات التي تم ذكرها سابقًا قبل اعتناق الإسلام أو بعد اعتناق الإسلام.

5 ـ هل يمكنكم إلقاء الضوء على الصعوبات والتحديات التي تواجه المسلمين الجدد بعد إعلانهم لإسلامهم؟

من المهم ألَّا ننظر للمسلم كجزء خارج عن المجتمع، فالمسلمون هم جزء أصيل في مجتمعاتهم، وهذا ما تعوَّدناه في أوكرانيا، وهذا يعني أن المسلم الأوكراني بالدرجة الأولى لديه مسئولية وواجبات تجاه مجتمعه ووطنه، وبشكل عامِّ يعاني من نفس المشاكل التي يعاني منها المواطن الأوكراني، ومن هذه المشاكل: المشاكل السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية أو حتى النفسية، وبالطبع قد يزيد الأمر عقدة إذا ما تعرض المسلم إلى نوع من أنواع الاضطهاد المرتبط باعتناقه للإسلام، ولم يحصل على التوجيه السليم لحل هذه المشاكل التي تكون – في الأغلب – مؤقتة وسهلة التعامل معها، وهذا ما تعمل على تقديمه للمسلمِ الجديدِ المراكزُ الإسلاميَّةُ.

أمَّا ما يخص مشكلة العزلة وصعوبة الاندماج، ففي الغالب يمكن أن تُحلَّ هذه المشكلة في المراحل الأولى من عملية الدعوة ذاتها، بألَّا يستخدمَ الدعاةُ خطابًا إقصائيًّا للآخر المخالف، وألَّا يعتمد الداعية على أسلوب تسليط الضوء على الأخطاء، وتوجيه أصابع الاتهام للآخر (مثل الحديث في تحريف الكتب السماوية، أو الطعن في رجال الكنائس، أو اتهام المسيحيين بالضلال، وأن مجتمعهم مجتمع فاسد)، بل يجب التركيز على جماليات الدين الإسلامي ومَيزاته دون ذكر عيوب الآخر، والبحث عن العوامل المشتركة، فإن لهذا أهميةً كبيرةً في صقل شخصية المسلم حتى قبل اعتناقه للإسلام.

فإنه من المعروف أن للداعية أثرًا شديدًا في شخصية المسلم الذي اعتنق الإسلام عن طريقه، وأن شخصية الداعية عاملٌ مهمٌّ في قرار اعتناق الإسلام، فكم من مسلم جديد أصبح متعصبًا لأنه اعتنق الإسلام عن طريق داعية متعصب؛ فقد يؤدي الإعجاب بشخصية الداعية والثقة به إلى اقتباس بعض الصفات أو الأساليب في طرح الفكر أو التعامل مع الآخرين، هي خطأ أصلًا في شخصية الداعية نفسه.

فتجد المسلم الجديد الذي اعتنق الإسلام عن طريق داعيةٍ يحمل خطابًا تحريضيًّا أو عدوانيًّا، يتعامل بعدوانية مع أقرب الناس له، أو حتى بإقصائية مع المسلمين أنفسهم الذين يختلفون معه في بعض المواقف، فلا يبرُّ رَحِمًا، ولا يحفظ وُدًّا، ويخالف أمر الله تعالى معتقدًا أن هذا هو الحق.

فمن المهم أن نعمل على صقل خطاب الدعاة أنفسهم دفعًا لهذه الظاهرة عن مجتمعاتنا.

ومن الصعوبات التي تواجه المسلم في بعض الأحيان نظرتُه للقشور الخارجية، وجهله بجوهر الأمور، واندفاعه للمواجهة مع الآخرين، دون أن يتم تنبيهه لخطأ هذا وسوء عاقبته من قِبَلِ الدعاة.

فعلى سبيل المثال تجد الكثير من المسلمين الجدد يندفعون لتغيير أسمائهم وكأن هذا أصلٌ من أصول الدين! وقد يختارون أسماءً غريبةً عن مجتمعهم، ثم يواجهون بهذا أقاربهم، فيكونون سطحيين في العَرض، وقد لا تكون لديهم القدرةُ على الردِّ على أبسط الأسئلة، ومع ذلك يكونون شديدي الحماس، فيخلق هذا ردَّةَ فعل سلبية لدى الأقارب، ويشعرون أنه تم استغلال هذا الشخص أو برمجته عاطفيًّا، فيأخذون بمحاربة فكرة إسلامه حبًّا له وخوفًا عليه، وليس لظنِّهم أن الإسلام شرٌّ!

وإنه لمن السهل جدًّا تجنُّبَ الكثيرِ من المشاكل إذا وُجِّهَ المسلم الجديد للتركيز على الأولويات، وعلى جوهر الأمور، واتباع سُنَّةِ التدرُّج، وألَّا يتعجل في إشهار إسلامه أمام أقاربه، وأن يقدم لهم الكثير من المقدمات حتى يتقبلوا هذا دون أن يخشوا أنه تم التغرير بابْنِهم، فعندها يتعاملون معه على أساس حرية الاعتقاد كقِيمة هم يؤمنون بها في الغالب.

6 ـ ما تقييمكم لطريقة تعامل المجتمع المسلم بدعاته ومؤسساته معهم؟

للأسف، كثيرًا ما تتصادم مع واقع أن المجتمع المسلم (وقد يكون المسلم الجديد أكثر تعرضًا لهذه الظاهرة لأسبابٍ تم شرحها فيما سبق) جريء على العلماء، أو متحامل على الدعاة، فقد يكفِّرك أو يضللك شخص كنت أنت من أنطقتَه الشهادة، أو قمتَ بتعليمه الوضوء، أو حتى مددتَ له يدَ العون في أشد الأوقات في حياته.

ولهذا فنحن نشدد على أهمية دور العمل الدعوي الخالص لوجه الله تعالى، وليس الدعوة لأجل فكرٍ أو مذهبٍ معيَّنٍ، وألَّا تُستخدمَ المنابرُ كناطق باسْمِ أحدٍ، أو لإطلاق المسمَّيات، أو توجيه الاتهامات أو التصنيفات، أو لمحاكمات الآخرين، بل على العكس تمامًا لابُدَّ أن يكون الخطابُ خطابًا ينشر الودَّ والألفةَ والنظرةَ التعدديَّةَ الوسطيَّةَ، وأن تكون المنابرُ لله والرسول وللمسلمين، بما يربط بين شرع الله وواقع الناس.

وهذا – وللأسف – ما نجد عكسه في الكثير من الحالات والدول، وقد تخفُّ وتيرةُ هذه الظاهرة أو تزيد، إلَّا أنَّها غالبًا ما تكون في كل الدول وليست أوكرانيا باستثناء.

ويدعونا هذا للتشديد على الخطاب الذي يوحِّد كلمة المسلمين حول كلمة التوحيد، وعلى أن نصبر على ما أصابنا في سبيل الله.

7 ـ كيف تقيِّمون الدور الحاضر للمسلمين الجدد في أوكرانيا؟ وكيف يمكن تطوير هذا الدور مستقبلًا؟ وما أبرز احتياجاتهم للقيام بهذا الدور على الوجه الأكمل؟

لا شكَّ أن مسلمي أوكرانيا عبر تاريخها ـ وهذا ما يُقرُّ به متخصصو التاريخ ـ طالما لعبوا دورًا هامًّا في استقرار الدولة، وليس حاضرُنا عن هذا ببعيدٍ، فلقد أثبتت الأزمة الأخيرة للقاصي والداني أن مسلمي أوكرانيا هم جزء لا يتجزأ من الوطن، وأنهم رقم صعب في الحفاظ على أمن الدولة، وفي مواجهة الصعاب، وفي الموازنة بين القوى، وفي رسم خريطة المستقبل، ومدِّ جسور الصداقة مع الخارج.

وقد تكون المشاركة الفعالة في الدور السياسي هي من أهم ما ينقص المسلمون الأوكران؛ حيث إنهم حتى يومنا هذا لا يملكون أحزابًا خاصة بهم، أو ممثلين مؤثرين في البرلمان الأوكراني، ولكن قد يكون انعدام هذا الدور في الوقت الحالي خيرًا لهم، في ظل التخبط السياسي الحاضر في الدولة.

كذلك من أهم الاحتياجات هو وجود كيان إسلامي يمثل جميع المسلمين بشكل رسمي، الشيء الذي يصعب تحقيقه في الوقت الحاضر بسبب التنازع بين مختلف الإدارات الدينية التي مثَّل كلٌّ منها مؤسساتِه وحسب، وهو النزاع الذي طال أمده لإصرار البعض على تسويةٍ تضمن لهم ترأس هذا الكيان بشكل قصريٍّ.

8 ـ هل تعتقدون بأنه آن الأوان لتطوير المؤسسات المعنية وتدريب الدعاة القائمين على دعوة ورعاية المسلمين الجدد؟

أعتقد أن هذا العمل أصبح بحاجة للتطوير بما يتناسب مع متطلبات العصر، وأن يخرج إلى طورٍ يتعدَّى أن يكون عِلمًا شرعيًّا وحسب، بل أن يكون عِلمًا يضم مجموعة من العلوم منها: الشرعيُّ، ومنها النفسيُّ، ومنها الاجتماعيُّ، وأن يخرج له المتخصصون الذين يتفرغون لهذا العمل الجاد، ويصيغون نظرياته بطريقة علمية وبمنهج سليم.

كما أن هذا العمل بحاجة للكثير من المنتديات التي يلتقي فيها أصحاب المعرفة وأصحاب الخبرة والعاملون الشباب، ولا أعني هنا مواقع الإنترنت وحسب، بل أعني اللقاءات الدولية أيضًا؛ ليتبادلوا فيما بينهم هذه الخبرات والتجارب، فيتناسب هذا مع قوله تعالى: {قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}[سورة يوسف: 108].

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ حوار: هاني صلاح ـ خاص لنشرة (على بصيرة) غير الدورية ـ 2016م

التخطي إلى شريط الأدوات