مسلمون حول العالم ـ متابعات
بقلم/ أمين القاسم ـ الباحث في تاريخ المنطقة
يعد الشيخ عبد الرحيم البلغاري أحد علماء تتارستان في نهاية القرن الثامن عشر بدايات القرن التاسع عشر، وأحد رواد المدرسة الإصلاحية الإسلامية المحافظة في تتارستان، وقد تتلمذ عليه وعلى كتبه ومنهجه عدد من علماء ومصلحي التتار اللاحقين.. فماذا تعرف عنه؟
عبد الرحيم البلغاري في سطور..
عبد الرحيم بن عثمان البلغاري (1752- 1836م)، أو كما يُعرف بعبد الرحيم أوتِز- إيماني نسبة إلى القرية التي ولد فيها بتتارستان: عالم وشاعر ومصلح إسلامي تتري، تلقى العلم الشرعي في بخارى وسمرقند، واشتغل إمامًا ومدرسًا في بخارى وكابل وعدة قرى بتتارستان.
يحسب الشيخ عبد الرحيم البلغاري على الطريقة النقشبندية، مع دعوته للإقبال على العلم والإجتهاد في الدين والتصدي للبدع، والتمسك باللغة والتقاليد التترية حتى لا يذوب المجتمع المسلم في المجتمع الروسي.
دعا الشيخ عبد الرحيم البلغاري إلى عدم تدخل السلطات القيصرية الروسية في شؤون المسلمين في مناطق حوض الفولغا، وضمان حقوقهم وحرياتهم في إدارة شؤونهم.
وقد قال عنه العالم التتري شهاب الدين مرجاني (1818- 1889م): “كان محبا للقراءة والسفر، وكان يزيل ويطمس كل ما كان على شكل الصليب حتى إطارات النوافذ..”.
أما العالم والمؤرخ التتري محمد مراد الرمزي (1854- 1934م) فقد قال عنه: كان شجاعا في قول الحق، ومن عشاق العلم، ومشمرا عن ساق الجد مع اتباعه ونشره، وكان ينكر الإشتغال بالمنطق والفلسفة وعلم الكلام.
ووصفه العالم والمفكر التتري رضاء الدين فخر الدين (1859- 1936) في كتابه “الآثار”: “كان جريئا في كلامه، ولم يك يحب التملق”.
ترك الشيخ عبد الرحيم البلغاري عشرات الكتب والشروح باللغات التترية والعربية والفارسية وصل عددها إلى ستون عملا، منها:
شرح كتاب “إحياء علوم الدين” للإمام الغزالي رحمه الله، وشرح كتاب “جامع الرموز شرح مختصر الوقاية” للشمس الدين القهستاني، وكتاب “كشف اللغات”، وشرح “ثبات العاجزين” للشيخ الله يار الحنفي، وشرح “مراد العارفين”، و”تحفة الأحباب” و”الرسالة الخمرية”، و”نصائح الغرباء” و”قواعد القرآن”، “وجواهر البيان”.
كما عمل على التعريف وترميم المصحف المنسوب إلى سيدنا عثمان رضي الله عنه، والذي كان محفوظا في سانت بطرسبورغ.