الأعلى في تاريخ بلغاريا الحديث.. “دورات القرآن الصيفية” تجذب 10 آلاف طفل
تعد أهم نشاط تعليمي تنظمه دار الافتاء العامة في بلغاريا وتعطيه الأولوية القصوى
وتنظم دار الافتاء العامة في بلغاريا دورات سنوية لإعداد معلمي ومعلمات دورات القرآن الكريم الصيفية وتعطيه أولوية قصوى في الاهتمام والمتابعة الدقيقة.
مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
من مدينة الحفًاظ والمساجد في جنوب البلاد “مادان”، أعلن مجلس المفتين لدار الافتاء العام في جمهورية بلغاريا، وصول عدد المنتظمين من الأطفال في دورات القرآن الصيفية لهذا العام 2023م، أكثر من 10 آلاف طفل وطفلة، وهو أعلى رغم تحققه هذه الدورات في تاريخ بلغاريا الحديث ومنذ الحقبة العثمانية قبل أكثر من قرن ونصف تقريبًا.
وأوضح مجلس المفتين بأن الأطفال الـ10 ألاف قد انتظموا في 700 حلقة قرآنية على مستوى مدن وقرى ومحافظات بلغاريا، وقد حضر منهم 500 طفل وطفلة دورات متقدمة في ثلاث مناطق من بلغاريا.
أهم الأنشطة التعليمية
وتعد دورات القرآن الكريم في مساجد بلغاريا من أهم الأنشطة التعليمية التي تشرف عليها دار الإفتاء العامة في بلغاريا، برئاسة الشيخ الدكتور مصطفى حاجي، حيث يتم إعداد المعلمين والمعلمات للتدريس بهذه الدورات، كما يتم تخصيص تبرعات مسلمي بلغاريا خلال شهر رمضان من كل عام للانفاق عليها وتحضير جوائز المسابقات القرآنية على مستوى المحافظات ثم بعد التصفيات يتم إجراء مسابقة كبرى أخرى على مستوى جميع محافظات بلغاريا، ويتم تكريم البنين والبنات المتميزين في حسن تلاوتهم ومستوى حفظهم لسور واجزاء القرآن الكريم.
وخلال الاجتماع مع مفتيو محافظات بلغاريا، شدد المفتي العام الدكتور مصطفى حاجي، على أهمية الحملة الوطنية لجمع التبرعات لإصلاح مبنى المعهد الإسلامي العالي في صوفيا والذي يعد من أولويات المجتمع المسلم في بلغاريا ويماثل كلية دراسات إسلامية شرعية في البلاد العربية والإسلامية.
وبعد انتهاء اجتماع مجلس المفتين لدور الافتاء في جميع محافظات بلغاريا برئاسة المفتي العام الدكتور مصطفى حاجي، شهد الجميع اختتام المسابقة الوطنية لتحفيظ القرآن الكريم وحسن التلاوة التى أقيمت فى مدينة مدان وشاركوا فى حفل توزيع الجوائز على الفائزين.
“مادان”.. مدينة الحفًاظ والمساجد
تعد “مادان” مدينة جميلة وطبيعتها خلابة اشتهرت بوجود العديد من حفظة القرآن الكريم بها، ويُعدُّ تدين مسلمي مادان جيدًا، ويترددون على المسجد المركزي بانتظام لأداء الصلاة خمس مرات يوميًّا.
ويوجد ثلاثة مساجد في مدينة مادان، و23 مسجدًا في القرى المجاورة. وكل هذه المساجد تم بناؤها من قبل السكان المحليين، والمسلمون في مادان نشيطون ويشاركون في حملات تنظمها دار الإفتاء العامة على مستوى محافظات بلغاريا بهدف جمع التبرعات لدعم التعليم الإسلامي ولصالح كفالات الأيتام.
“منابر التعليم الإسلامي” في بلغاريا
وتتشكل منابر التعليم الإسلامي في بلغاريا من ثلاث مدارس ثانوية شرعية معترف بها من قبل وزارة التعليم البلغارية، ومعهد إسلامي عالٍ، ودار تحفيظ القرآن، وحلقات للأولاد في المساجد لتعليم القرآن والتربية الإسلامية وهي سنوية وصيفية، ودورتان سنويتان لإعداد الأئمة والخطباء، بجانب الساعات الاختيارية في التربية الإسلامية لأبناء المسلمين بالمدارس الحكومية، وتفاصيلها كالتالي:
1 ـ المدارس الثانوية الشرعية: تستقبل الطلاب والطالبات بعد الصف السابع الإعدادي، حيث يدرسون فيها جميع المواد التي تدرس في بقية المدارس الحكومية بالإضافة إلى مواد دينية؛ وهي التلاوة، والخطابة، والعقيدة، والسيرة النبوية، والفقه، والحديث النبوي الشريف.
وبإمكان خريجي هذه المدارس الثانوية مواصلة دراستهم الجامعية سواء بالمعهد الإسلامي العالي، أو في جميع الجامعات سواء الحكومية أو الخاصة في بلغاريا وخارجها كذلك.
وإحدى هذه المدارس الثلاث تقع في الجنوب بمدينة مُمتشيلغراد، بينما الأخريان تقعان في الشمال في كل من مدينة روسا {Ruse}، وهي مدينة كبيرة، ومدينة شومان {Shumen}.
2 ـ المعهد الإسلامي العالي: يقع في العاصمة صوفيا، وهو تحت إشراف إدارة الإفتاء العامة، ومدة الدراسة فيه أربع سنوات، والدراسة فيه معادلة للتي في كليات الشريعة في الدول العربية وكليات الإلهيات في تركيا، والخريجون منه يحق لهم أن يدرسوا مادة التربية الإسلامية في المدارس الحكومية، والمواد الدينية في المدارس الثانوية الشرعية، كما يحق لهم أن يصبحوا أئمة وخطباء ووعاظاً ومفتين.
3 ـ دار تحفيظ القرآن: ويقع في مدينة مادان {Madan} بجنوب بلغاريا، ويقوم بإعداد الحفاظ من جميع أنحاء بلغاريا، وتتراوح أعمار الدارسين فيه بين 7 و19 عاماً.
4 ـ الحلقات المسجدية: وهي حلقات سنوية وصيفية للأطفال لتعليم القرآن والتربية الإسلامية، وتنظّم من قبل لجان المساجد، ويدرّس فيها أئمة المساجد والخطباء والوعاظ، وعددها يزيد على 600 حلقة في جميع أنحاء البلاد.
5 ـ الدورتان السنويتان لإعداد الأئمة والخطباء: بهدف سد العجز في أعداد الأئمة والخطباء، ولإحياء المساجد المنتشرة في مختلف البلاد؛ يتم تنظيم دورات لإعداد أئمة وخطباء لأناس فاتتهم فرص التعليم في المدارس الثانوية الشرعية والمعهد الإسلامي العالي، إحداهما تنظم في الجنوب في قرية أستينا {Ustina}، والأخرى تتم في الشمال في مدينة شومان {Shumen}.
6 ـ حصص التربية الإسلامية بالمدارس الحكومية: وتدرس كمادة اختيارية لجميع الصفوف الدراسية من قبل خريجي المعهد الإسلامي العالي. يلتحق بها في الوقت الحاضر حوالي 4000 طالب وطالبة.