مسلمون حول العالم
نافذتك إلى أخبار الأقليات المسلمة

كوسوفا.. بريشتينا تحتضن معرضًا يوثق تدمير مساجد البوسنة وكوسوفا في تسعينيات القرن الماضي

بعنوان: "الذاكرة في الصور.. المساجد المدمرة في البوسنة والهرسك وكوسوفا خلال تسعينيات القرن الماضي.. إبادة دينية مخططة"

مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح

افتُتح في العاصمة بريشتينا، يوم الخميس 18 ديسمبر 2025، معرض توثيقي بعنوان الذاكرة في الصور – المساجد المدمرة في البوسنة والهرسك وكوسوفا خلال تسعينيات القرن الماضي.. إبادة دينية مخططة، بتنظيم من المشيخة الإسلامية في دولة كوسوفا وبالتعاون مع المشيخة الإسلامية في البوسنة والهرسك، وذلك بحضور ديني ورسمي واسع.

توثيق الإبادة الدينية ومحو الهوية

يسلط المعرض الضوء على التدمير المنهجي للتراث الديني والثقافي الإسلامي خلال حروب التسعينيات في البلقان، باعتباره جزءًا من استراتيجية متعمدة استهدفت طمس الهوية الدينية والثقافية والتاريخية للمسلمين في كوسوفا والبوسنة والهرسك، عبر استهداف المساجد والمؤسسات الوقفية والتعليمية والثقافية.

محطة مهمة في حفظ الذاكرة وتعزيز الوعي المجتمعي

وأكد رئيس إدارة النشر والثقافة في رئاسة المشيخة الإسلامية في دولة كوسوفا، الإعلامي رمضان اشكودرا، أن هذا المعرض يمثل محطة مهمة في حفظ الذاكرة التاريخية الجماعية، ويؤدي دورًا أساسيًا في تعزيز الوعي المجتمعي بخطورة الاعتداء على التراث الديني والثقافي.

فصل تاريخي مؤلم مشترك كوسوفا والبوسنة.. “لا يجب أن يُنسى”

من جانبه، شدد فضيلة الشيخ الدكتور نعيم ترنافا، رئيس المشيخة الإسلامية في دولة كوسوفا ومفتي البلاد، على أن المعرض يعكس فصلًا مؤلمًا من التاريخ المشترك بين كوسوفا والبوسنة والهرسك، استهدف الإبادة الجسدية والثقافية للشعوب المسلمة، مؤكدًا أن ما حدث لا يجب أن يُنسى تحت أي ظرف.

دور محوري للمشيخة الإسلامية

بدوره، قال رئيس وزراء كوسوفا بالإنابة، ألبين كورتي، إن المشيخة الإسلامية في دولة كوسوفا تشكل ركيزة أساسية في الحفاظ على القيم الوطنية، مشيرًا إلى دورها المحوري في توثيق جرائم تدمير المعالم الدينية الإسلامية، وحماية الذاكرة التاريخية للشعب.

تدمير منظم بقرار سياسي لـ”أقوى الرموز الدينية والثقافية للمسلمين”

من جانبه، ركز مفتي مدينة غوراجده في البوسنة والهرسك، فضيلة الشيخ رمزية بيتتش، في كلمته على مكانة المساجد في وجدان وثقافة المسلم، مؤكدًا أن تدميرها لم يكن نتيجة أفعال فردية أو تصرفات عشوائية، بل كان جزءًا لا يتجزأ من نظام وسياسات عليا هدفت إلى القضاء على أقوى الرموز الدينية والثقافية للمسلمين.

البوشناق والألبان شعبان أوروبيان تقاسما مصيرًا تاريخيًا متشابهًا

وفي السياق ذاته، أشار ممثل المشيخة الإسلامية في البوسنة والهرسك إلى أن البوشناق والألبان شعبان أوروبيان تقاسما مصيرًا تاريخيًا متشابهًا، وأن قوة الروح والإصرار على البقاء في أرضهم شكّلت الدافع الأساسي للصمود رغم المآسي.

شهادة موثقة من قلب الحدث

وتحدث مدير معهد البحوث والدراسات الإسلامية في العاصمة بريشتينا والتابع للمشيخة الإسلامية في دولة كوسوفا، الدكتور الشيخ صبري بايجوري، وهو أيضًا مصور المعرض، عن الفترة التي شهد فيها عن قرب مشاهد التدمير المروعة في كوسوفا، مؤكدًا أن الحملة التدميرية التي نفذتها القوات الصربية جرت دون أي اعتبار للمعايير الأخلاقية أو القانونية أو الدولية.

أرقام تكشف حجم الجريمة

وبحسب المعطيات المعروضة، فقد دُمّر في البوسنة والهرسك مئات المعالم الدينية، من بينها أكثر من 600 مسجد، فيما تضرر أو دُمّر في كوسوفا أكثر من 200 مسجد، إلى جانب مدارس دينية وتكايا ومبانٍ وقفية أخرى ومكتبات وأرشيف تاريخي نادر.

محطات قادمة للمعرض

ومن المقرر أن يُفتتح المعرض في العاصمة سراييفو خلال شهر مايو 2026، على أن يتجاوز لاحقًا الإطار الألباني ليُعرض في عدد من دول العالم، فيما سيبقى مفتوحًا أمام الزوار في كوسوفا لمدة أسبوع واحد.

التخطي إلى شريط الأدوات