“الإسلام في روسيا”.. أول مجلة إسلامية روسية مطبوعة باللغة العربية تهدف إلى توفير معلومات صحيحة ودقيقة عن شئون الإسلام والمسلمين في روسيا للنخب العربية المثقفة المهتمة بروسيا وبأوضاعها الداخلية داخل وخارج البلاد. وفقاً للدكتور رياض مصطفى رئيس تحريرها.
وفي حوار خاص مع موقع “أون إسلام” أوضح د.مصطفى ـ وهو صحفي ومراسل تلفزيونياً ومترجماً لعدد من وسائل الإعلام المحلية والعربية ـ بأن المجلة: “تهتم بالشؤون الداخلية لروسيا وتلقي الضوء على أهم المشاكل التي يعيشها المسلمون، إضافةً لأهم الأنشطة التي تقوم بها الجالية العربية والاسلامية خلال شهر من الزمن”.
لـ”النخبة المثقفة”
وتأكيداً على هدف المجلة، قال د.مصطفى، وهو حاصل على الجنسية الروسية ومقيم بها منذ أكثر من عشرين سنة، بأنها: “تستهدف بالدرجة الاولى الطبقة المثقفة من النخبة العربية التي تهتم بروسيا وبأوضاعها الداخلية في الخارج، بحيث يمكنها الحصول على معلومات صحيحة ودقيقة عن الأوضاع الداخلية للإسلام والمسلمين فيها”.
وأضاف “كما أننا نسعى من خلال المجلة إلى إلقاء الضوء على الدور العربي في روسيا الاتحادية والجهود المبذولة من جانب الأخيرة في تعزيز علاقاتها بالدول العربية ولذا ما يكتب فيها يهم نحو 200 ألف نسمة من أبناء الجالية العربية في روسيا الاتحادية”
وشدد على أنه: “من المهم أن يتعرف القارئ العربي سواء أكان داخل أو خارج جمهورية روسيا الاتحادية، على حقيقة اوضاع المسلمين بها والتعرف على رأي القائمين على البلاد في مشاكل تمس المسلمين في روسيا بالدرجة الأولى”. مؤكداً بأن من شأن ذلك أن: “يساهم كل طرف في فهم الآخر والتقارب بين الشعوب”.
بداية الفكرة
نشأت الفكرة من خلال مجموعة من العاملين في وكالة اسلام نيوز للأنباء الإسلامية، والتي تشرف عليها حالياً، وكانت الغاية الرئيسية هي إتاحة الفرصة للقارئ العربي الداخلي وبالأخص الخارجي على الاطلاع على أهم الأحداث التي يعيشها المسلمون في شهر من الزمن، وفقاً للدكتور مصطفى.
وأوضح بأنه: “نشأت الفكرة منذ سنة تقريبا كجريدة شهرية من 12 صفحة، إلا أنها توقفت عدة مرات لعدم وجود التمويل الكافي”.
وتابع: “في هذه المرة قررنا تحويلها إلى مجلة شهرية ملونة، وشجعنا على ذلك استحسان الكثيرين بهذه الفكرة، إضافةً إلى إبداء صندوق حكومي لدعم الثقافة الاسلامية استعداه لدعم هذه التجربة الوليدة”. مشيراً إلى أن التجربة “مازالت في بدايتها”، ومعبراً عن أملهم في “إيجاد تمويل دائم لها ضمن استمرايتها وتطويرها لتحقيق الهدف من إصدارها المتمثل في جسر تواصل بيت العالمين العربي والإسلامي ومسلمي روسيا”.
آليات العمل
وحول الفريق القائم على المشروع، وآليات العمل، أوضح الدكتور مصطفى بأن: “فريق العمل القائم على المشروع صغير جدًا، فهو يتكون من ثلاثة أشخاص، نظراً لأن المشروع لا يزال في بدايته، وهم المشرف العام السيد محمد صلاح الدينوف، رئيس وكالة اسلام نيوز، ورينات نظام الدينوف، رئيس تحرير وكالة اسلام نيوز، وأنا كرئيس تحريرللمجلة ومترجم لغالبية المقالات التي تكتب باللغة الروسية”.
وحول كيفية متابعتهم للأخبار والحصول على المعلومات، أوضح د.مصطفى بأنه: “خلال الشهر نقوم بتحضير وإنتقاء المواضيع الرئيسية للمجلة من خلال الأحداث الهامة المنتظرة، أما الأخبار فنقوم بتجميع الكثير منها ثم نقوم باختيار الأكثر أهمية خلال الاسبوع الأخير من التحضير”.
وولفت إلى أنه: “من ناحية المعلومات فهناك تعاون وثيق بين المجلة ووكالة اسلام نيوز، فهي التي تقوم بالمتابعة اليومية لشؤون الاسلام والمسلمين في روسيا ككل، وهو ما يتيح لنا الحصول على أكبر عدد ممكن من المعلومات والتأكد منها من مصادرها”.
وبشأن التوزيع أشار إلى أن: “المجلة يطبع منها نحو 1000 نسخة شهرياً ويتم توزيعها في البداية بشكل مجان على جميع السفارات العربية والاسلامية كما ترسل إلى وزارات الاوقاف والشؤون الاسلامية في الدول العربية و الاسلامية، ويتم توزيعها خلال الزيارات الرسمية التي نقوم بها بين الحين والآخر”.
الأولى بـ”العربية”
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت هناك مجلات أخرى تتحدث عن روسيا باللغة العربية، أوضح د.مصطفى بأنه: “ظهرت في السنوات الأخيرة جرائد سياسية عامة، واحدة منها يتمويل من الحكومة الروسية وهي (أنباء موسكو) ويشرف عليها عرب”. ولفت إلى أنه: “على الرغم من وجود الكثير من التجارب الناجحة التي قام بها الكثير من الصحفيين العرب المقيمين في روسيا، إلا أن غالبية هذه الاصدارات شهرية،والكثير منها غير منتظم الصدور لقلة الموارد المالية”.
ثم أردف مؤكداً: “أما مجلة (الاسلام في روسيا) فهي المجلة الوحيدة الناطقة باللغة العربية والأولى المتخصصة في هذا المجال، وتهتم بالشؤون الداخلية لروسيا وتلقي الضوء على أهم المشاكل التي يعيشها المسلمون، وأهم الأنشطة التي تقوم بها الجالية العربية والاسلامية خلال شهر من الزمن”.
وفي سياق آخر، وبشأن واقع الإعلام الإسلامي في روسيا بلغته المحلية، أكد الدكتور مصطفى بأنه: “على الرغم من حداثة هذا الإعلام في روسيا وقلة خبرته، إلا أنه حقق قفزات نوعية في السنوات الأخيرة”. مشيراً إلى أن: “هناك مئات من الصفحات الالكترونية والجرائد والمجلات الاسلامية المتميزة باللغة الروسية”، مضيفاً: “كما ظهرت منذ سنتين قناة تلفزيونية على الانترنيت تهتم بشؤون المسلمين الداخلية”.
“الراديو”.. بالروسية
وحول أنشطتهم المستقبلية كشف د.مصطفى بأنهم لديهم مشروع راديو إسلامي ناطق باللغة الروسية سوف يتم بثه على شبكة الانترنت مع بداية العام الميلادي الجديد.
المشروع الذي أطلقوا عليه اسم “الراديو”، موجه إلى جميع فئات مسلمي روسيا، كما أن بعض برامجه موجه إلى لكافة الشعب الشعب الروسي بما فيهم غير المسلمين.
وأضاف: “شكلنا فريق عمل متطوع من الاخوة والأخوات الروسيات وبدأنا في إعداد البرامج التي سوف تبث فور إطلاق الراديو الشهر القادم”، ومعرباً عن أمله أن يتحول هذا المشروع لمؤسسة مستقلة بذاتها مستقبلاً.
وحول البرامج التي سوف تقدم من خلال هذا الراديو، وأوضح بأن: “لدينا برنامج موجه للأطفال، وأخرى للسيدات في البيوت يتحدث عن الأكلات الروسية والعربية المسلمة وطريقة تحضيرها، كما لدينا برنامج موجه إلى المجتمع الروسي بجميع اطيافه مسلمين وغير مسلمين”.
وتابع: “لدي شخصياً برنامج سميته (نافذة في حياة محمد)، أتحدث فيه عن الأسرار الكامنة في حياة النبي الكريم، أيضاً لدينا برنامج عن الشعوب المسلمة والعادات والتقاليد المنتشرة بينهم”. ومشيراً إلى أنه: “سيكون هناك مجموعة من الأخبار المتفرقة عن أوضاع المسلمين في مختلف المناطق الروسية”.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إسلام أون لاين ـ 2010 ـ هاني صلاح