مسلمون حول العالم
نافذتك إلى أخبار الأقليات المسلمة

“الكسندر” الأوكراني.. حيران أتعبته الحياة حتى وجد القرآن فكان له كالماء للعطشان

قصة إسلام الأوكراني "الكسندر"، ٥٢ عام، الذي نطق الشهادتين في 18 مايو 2022م

مسلمون حول العالم ـ متابعات

بقلم/ الدكتور حمزة عيسى ـ طبيب مقيم في أوكرانيا

صورةٌ وقصّةٌ

السيد الكسندر، عمره ٥٢ عامًا، نطق الشهادتين يوم السبت من الاسبوع الماضي..

وفي اليوم التالي، كنا في نشاط توزيع طرود غذائية في مسجدنا بمدينة “زابروجيا”، في شرق أوكرانيا؛ فدعوناه حتى نراه ونسلم عليه ونهنئه بهذه الخطوة الشجاعة، ولكي يرى بعضًا من نشاطنا ليزداد تثبيتًا وإيمانًا..

والحمد لله، فقد لبّى الدعوة، وحضر باكرًا، وتحدثت إليه مطولًا، رغم الانشغال بالنشاط الخيري الذي كنا نقوم به في هذا اليوم..

ثم بصحبة إمام المدينة أخينا “محمد ماموتوڤ”، أهديناه مصحفًا مترجمًا إلى اللغة الأوكرانية، وسجادة صلاة، ومسبحة، وعود “سواك”، وعلبة عطر صغيرة..

وبعد التوزيع عرضت عليه طردًا غذائيًا؛ فرفض، وقال لست بحاجة؛ فحاولت أن أرغّبه بذلك وأنه هدية من اخوانه في العالم الإسلامي، فقال: “إذا تسمحون ممكن أن آخذه لكن بشرط!”، فقلت: “وما هو؟”. قال: “أن تسمحوا لي بإعطائه لعجوز فقيرة تعيش بجواري!”؛ فقلنا: “طبعًا على الرحب والسعة، وهذا من كرمكم وطيب معدنكم وشيم أخلاقكم، وهو دعوة لها كذلك”..

أعود إلى أخي “الكسندر”، وسبب إسلامه..

لقد ابتلاه الله بحب الكحول؛ حتى أدمن عليها، وحاول بشتى الطرق الخروج من هذه الحالة، لكن دون فائدة، وقرر الذهاب إلى مركز متخصص بعلاج المدمنين..

وبالفعل ذهب، وهناك في أول أسبوعين، كان يسمح لهم بالقراءة من مكتبة المركز، وعندها قرر أخينا “الكسندر”، قراءة القرآن، وحسب قوله، “لم يستجب لي ربي في ديننا؛ فقررت التعرف على القرآن، لعل فيه يكون العلاج “، والكلام لأخينا الكسندر.

وتابع يقول: “لقد وجدت الراحة والبساطة والاجابة على تساؤلاتي التي أتعبتني، لقد ارتحت بالقراءة من أول صفحة ووصلت إلى السورة رقم ٣٤”.

فسبحان الهادي، كيف لكلماته في كتابه أن تريح قلب هذا الحيران الذي اتعبته الحياة، وأرهقته؛ فكان له كالماء للعطشان!

واليوم، تواصلت معه بالهاتف، لأطمئن عليه، وكنت خائفًا من إجابته، لكنه الحمد لله فاجأني بصلابة قراره، وأنه سعيد وقلبه مرتاح لما أقدم عليه، وأنه الآن يواصل قراءة القرآن وتعلم الصلاة وحفظ ما يلزم لذلك!

من يحيطون به لم يتقبلوا هذا الأمر منه وخصوصًا زوجته، فقط هي أمه من لم تنكر عليه وكذلك مسؤوله في العمل؛ لذلك طلب منا أن ندعو له بالثبات..

وختامًا..

أقول لنفسي ولكم أحبابي:

متى سنقرأ القرآن بشغف حتى تعانقه أرواحنا، وترتاح به قلوبنا، وينعكس على جوارحنا..

ـ متى سنقرأ القرآن؛ فيغيّر حياتنا كما غيّرها لأخينا الكسندر..

ـ فالحمد لله الذي أنزل إلينا قرآنًا هو شفاءٌ لما في الصدور وهدىً ورحمةً لقوم يؤمنون..

ـ متى سنؤمن أن كتاب ربنا ليس للزينة، وأنه ليس “جريدة “، لمجرد القراءة! حاشا و كلاّ..

ـ اللهم اجعل القرآن ربيعًا لقلوبنا، وجلاءً لأحزاننا، وراحة لأبداننا، ونورًا لعقولنا..

ـ اللهم وثبّت أخينا الكسندر، وثبتنا جميعا حتى نلقاك..

اللهم آمين..

التخطي إلى شريط الأدوات