مسلمون حول العالم
نافذتك إلى أخبار الأقليات المسلمة

“المقابلة”.. تقليد راسخ لدى الألبان في شهر رمضان

يلتقي أهل المسجد يوميًا في رمضان لسماع القرآن الكريم من الامام حتى ختمه كاملًا

مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح

ساد الصمت المكان.. وفي سكينة وخشوع بدأ الجميع في الانصات بتأمل واهتمام.. وفتح الإمام مصحفه وبدأ في تلاوة مسموعة لورده اليومي من حيث توقف بالأمس.. وبعض ممن تعلم الأحرف العربية فتح مصحفه بقرب الامام وبدأ يتابع قرائته آملًا في تحسين تلاوته للقرآن الكريم.. بينما آخرون ممن لم تتاح لهم فرصة تعلم الأحرف العربية قد أسندوا ظهورهم لجدران المسجد وهم يستمعون لتلاوة الإمام وقلوبهم فرحة بمشاركته في ختمة تلاوة كاملة للقرآن الكريم في رمضان عبر السماع والانصات..

تلكم هى “مقابلة رمضان” والتي يجتمع فيها رواد المساجد لسماع القرآن الكريم من الامام على مدار شهر الصوم، وقد شهدناها بأنفسنا في ثلاث جوامع أثرية رئيسية بثلاث مدن ألبانية، هى العاصمة تيرانا ومدينة دورس الساحلية في غرب البلقان، وكذلك مدينة الباسان التي توصف بمدينة الثقافة الإسلامية بجنوب العاصمة في وسط البلاد.

وهى تقليد راسخ في ألبانيا ومنطقة البلقان وتعد إحدى أبرز عادات مسلمي ألبانيا في إحياء رمضان نهارًا عبر التجمع في المساجد الرئيسية والاستماع في كل يوم لجزء كامل من القرآن الكريم يتلوه عليهم إمام أو أكثر قبل أو بعد صلاة الظهر.

تيرانا.. جامع أدهم بك

ففي جامع أهم بك التاريخي الأثري، بميدان اسكندر بك، في وسط العاصمة الألبانية تيرانا، بدأ رواد المسجد في التوافد قبل آذان الظهر بساعة لسماع الورد اليومي من أحد أئمة المسجد الذين يتناوبون على التلاوة اليومية خلال شهر رمضان الكريم.

دورس.. جامع الفاتح

كذلك، وبعيدًا عن تيرانا بنحو 40 كم باتجاه الغرب، وفي أحد أقدم وأهم مساجد مدينة دورس الساحلية التي تقع على الشواطىء الشرقية للبحر الأدرياتكي، شهدنا نفس المقابلة في المسجد الأثري التاريخي “الفاتح” لكنها بدأت بعد صلاة الظهر مباشرة.

وفي تصريحات خاصة لـ”مسلمون حول العالم”، قال الشيخ “إدوارد شافكي”، مدير عام الأوقاف الإسلامية بالمشيخة الإسلامية لمحافظة دورس، بأن: “المقابلة في رمضان تقليد راسخ لدى الألبان وشعوب البلقان المسلمة بشكل عام وقد ورثناها عن مشايخنا وأجدادنا السابقين”.

وأكد الشيخ شافكي، والذي كان مفتي لمحافظة دورس سابقًا، بأن: المقابلة “تعد أبرز نشاط رمضان تعبدي بالنهار تقوم به مساجد ألبانيا في مختلف المحافظات، وهى من الأشياء التي رسخت في قلوب الألبان حبهم للقرآن الكريم وعشقهم لسماعه على مدار أيام شهر رمضان التي تنزل فيه القرآن الكريم”.

وتابع: “نحن كمشيخة إسلامية في جمهورية ألبانيا، ومنذ سقوط الشيوعية في بدايات التسعينيات من القرن العشرين، لم نترك المقابلة في رمضان في مساجدنا الرئيسية، وهنا في مسجد الفاتح وهو الأقدم في مدينة دورس وألبانيا، لم نترك مقابلة رمضان في أي عام، ونحافظ عليها كتقليد ورثناه عن أجدادنا ونود توريثه لأبناء وأحفادنا كي يظل القرآن يصدع في مساجدنا في شهر القرآن ويسمعه جميع رواد مساجدنا كاملًا على الأقل مرة واحدة في العام”.

وردًا على سؤال حول قلة أعداد الشباب الحاضرين في مقابلة رمضان اليومية، أوضح بأنه: “الشباب مهتمون بحضور هذه المقابلات الرمضانية اليومية ولكنهم في النهار مشغولون في أعمالهم؛ لذا تراهم باعداد كبيرة في صلاة التراويح في المساء ويمتلء بهم المسجد”.

وحول مستقبل المقابلة في عصر الانترنت، خاصةً أنه يبدأ كثير من المشيخات الإسلامية في بث تلاوة يوميًا لجزء من القرآن الكريم على موقع فيسبوك؛ أوضح الشيخ شافكي وهو كذلك مسئول عن متابعة أنشطة المساجد والأئمة في محافظته: “هذا شىء جيد على الانترنت يتم بث تلاوة جزء كامل من القرآن الكريم في رمضان؛ لكنها لا تغني عن مقابلة رمضان في المسجد حيث الروحانيات والجميع يلتقي على مائدة القرآن الكريم في بيت من بيوت الله تعالى”.

الباسان.. جامع بالية

بينما في جنوب العاصمة الألبانية تيرانا، وفي مدينة الباسان التي تقع في وسط البلاد، والتي أسسها العثمانيون بعد فتحهم البانيا وتوصف بانها واحدة من اهم مراكز الثقافة والتراث الإسلامي في البانيا؛ حضرنا مقابلة في المسجد الجامع الكبير في وسط المدينة، مسجد بالية، وشاهدنا نفس المقابلة إلا أنهم هنا في هذا المسجد الاكبر في مدينة الباسان يضيفون التفسير وشرح اهم معاني الآيات القرآنية باللغة الألبانية الحاضرين بعد انتهاء الإمام من تلاوته..

وفي تصريحات خاصة للجزيرة قال مفتي محافظة الباسان الشيخ أجيم دوكا، بأن “المقابلة” تقليد متوارث عن الأجداد حيث يلتقي رواد المسجد يوميًا في رمضان بهدف ختم القرأن الكريم سماعًا من الامام.

https://www.facebook.com/hany.salah.754365/posts/pfbid033f7p8CppHpR9xqBVyBfvx342HFjvw7zyydV3RnGjLWr3pgai6pZ5TmxkDZSUDy42l

 

 

التخطي إلى شريط الأدوات