مسلمون حول العالم
نافذتك إلى أخبار الأقليات المسلمة

الناشطة “ألماس”: أسسنا منارة تعليمية تضيء الدرب لأطفال مسلمي اليابان

حوار خاص مع الناشطة "ألماس العنيد" حول دورها المجتمعي في أوساط مسلمي اليابان

ـ مانشتات الحوار..

ـ الخوف من ذوبان الهوية لدى أطفال مسلمي اليابان دفعني لتأسيس المدرسة العربية الافتراضية في اليابان

ـ أسخر علمي وخبرتي في مساعدة الآباء الحريصين على أبنائهم في تعليم اللغة العربية والتربية الإسلامية والقرآن الكريم.

ـ أحب الأطفال وأتقن فنون التعامل معهم على اختلاف شخصياتهم، وأعتبر نفسي من المتميزين في الإرشاد التربوي والنفسي.

ــ أعد أول عربية في اليابان مجازة ومعتمدة من معهد “ويليام جلاسر” الأمريكي، في علم نفس التحكم الداخلي.

ـ كذلك لي دورات للكبار سواء في التثقيف التربوي أو الجانب النفسي والزواجي.

ـ شاركت في تأسيس منظمة “سيريان هاندز” الخيرية في اليابان عام 2012م.

الناشطة “ألماس”: أسسنا منارة تعليمية تضيء الدرب لأطفال مسلمي اليابان

مسلمون حول العالم ــ خاص
ـ أجرى الحوار: هاني صلاح

“الخوف من ذوبان الهوية لدى أطفال مسلمي اليابان دفعني لتأسيس المدرسة العربية الافتراضية في اليابان عام 2014 لتكون منارة تضيء الدرب لأطفالي وأطفال الأُسر الأخرى منذ ثماني سنوات وحتى الآن وأنا أسخر علمي وخبرتي في مساعدة الآباء الحريصين على أبنائهم في تعليم اللغة العربية والتربية الإسلامية والقرآن الكريم، شريطة أن يستمتع الآباء بعلاقتهم مع أبنائهم”.

بهذه الكلمات، شددت الناشطة المسلمة في اليابان “ألماس العنيد”، على أهمية تأسيس مدارس رسمية لأبناء الجاليات العربية المسلمة في الغرب للحفاظ على الهوية والثقافة واللغة للأجيال الصغيرة الناشئة.

جاء ذلك في حوار خاص مع “مسلمون حول العالم“، حول الدور المجتمعي للناشطة “ألماس” في أوساط الجاليات العربية والمسلمة في اليابان.

ـ وإلى الحوار…

المحور الأول: التعريف بضيفة الحوار

ـ اعتدنا في بداية حواراتنا الصحفية على تقديم ضيوفنا لجمهور موقعنا؛ لذلك نرجو من سيادتكم التكرم بتعريف أنفسكم.. تعريفًا إنسانيًّا اجتماعيًّا مهنيًّا؟

اسمي “ألماس العنيد”، مقيمة في العاصمة اليابانية “طوكيو” منذ عام 2010م. متزوجة وأم لأربعة أطفال.

أحب ذاتي، وأفتخر بانتمائي للإسلام والعروبة ولوطني سوريا. كما أحب العلم، وأؤمن بالتعلم المستمر مدى الحياة. كذلك أحب الأطفال، وأتقن فنون التعامل معهم على اختلاف شخصياتهم.

أعتبر نفسي من المتميزين في الإرشاد التربوي والنفسي، وذلك بخطوات عملية ممنهجة مبنية على الأسس العلمية.

ـ من الناحية العلمية:

ـ أعمل مبرمجة وأنا خريجة جامعة دمشق.

ـ مجازة بالمنظومة الجزرية في أحكام تجويد القرآن، بالسند المتصل.

ـ مجازة ومعتمدة من أكاديمية زاد للعلوم الشرعية.

ـ حاصلة على دبلوم إرشاد تربوي من الجامعة الأمريكية في القاهرة.

ـ كما أعد أول عربية في اليابان مجازة ومعتمدة من معهد “ويليام جلاسر” الأمريكي، في علم نفس التحكم الداخلي.

ـ من الناحية المهنية:

ـ مؤسسة ومديرة المدرسة العربية الافتراضية في اليابان.

ـ شريك مؤسس لمنظمة “سيريان هاندز” الخيرية في اليابان.

ـ مرشدة تربوية ونفسية لمدرسة “أوتسكا” الدولية الإسلامية في اليابان.

ـ محاضرة ومدربة تربوية ونفسية.

ـ محاضرة دعوية ومعلمة قرآن في العديد من المراكز الإسلامية في طوكيو.

ـ متطوعة لدى الأكاديمية السورية للاستشارات الطبية.

ـ عضو ومتطوعة في الجمعية العربية في اليابان.

المحور الثاني: التجربة الشخصية

ـ كيف بدأتم بالتفكير في المشاركة المجتمعية؟ وما هي الأدوار التي قمتم بها خلال مسيرتكم في المشاركة المجتمعية، وفي أي مجالات كانت؟

ـ سؤال عميق جدًا يحتاج أن أعود بذاكرتي عدة سنوات إلى الوراء..

نقطة تحول

إلى وقت وصلني نبأ قتل أخي، وبعد فترة وفاة أخي الثاني ومن ثم استملاك بيت الزوجية، وقصف منزلي الخاص في سوريا، لم تكن تلك الأحداث في واقعي لتمر بدون آثار عليّ.

ـ لم تكن هذه الأحداث سهلة نهائيًّا، فما أكاد أتعافى من صدمة حتى تتجدد الأخرى. كانت أحداثًا عظيمة متتالية ولّدت صورًا ذهنية في عقلي؛ إذ إن كل حدث في الواقع يُحدث صورًا ذهنية في التوقع ربما تكون صحية وربما لا، بحسب درجة وعي صاحبها بما يحدث داخله. بالنسبة لي كانت الصور الذهنية المتشكلة هي ضرورة التحرك لمساعدة الآخر، وهي -بحسب علم نفس الصدمات- واحدة من مؤشرات النمو بعد الصدمة.

أنشطة خيرية وخدمية

ـ كانت أولى مساهماتي في العمل المجتمعي هي مشاركتي في تأسيس منظمة “سيريان هاندز” الخيرية في اليابان عام 2012م، والتي انبرت لكفالة الأيتام السوريين ودعم مدارس أطفال اللاجئين السوريين، ودعم المرأة السورية اللاجئة عن طريق تمويل دورات تدريبية حرفية تتعلم من خلالها حرفة تلبي بواسطتها احتياجاتها. كل ذلك كان من خلال مشاركاتنا في البازارات، والأنشطة، وعقد المحاضرات، ومشاركة المنظمات اليابانية التي تُعني بالشأن السوري.

ـ ما زلت أذكر أول بازار شاركت به بشكل خيري، كان في الحي الذي أقطن فيه في طوكيو عام 2012، حضَّرت خلاله الأطعمة والحلويات السورية، وعرفنا بالثقافة السورية من خلال الطعام الممزوج بالابتسامة وقمت ببيعها، وكان هناك شيخ ياباني قال لي وقتها بعد أن تناول غداءه من عندنا: “إنه شيء يشبه الحلم (It is like a dream)”.

أنشطة تربوية وتعليمية

ـ مع مرور الأيام بي في اليابان تعرفت على العديد من الأسر العربية والمسلمة من غير العرب الذين فقد أولادهم اللغة الأم، كما أنه مع تقدم سن أبنائي والتحاقهم بالمدارس اليابانية لاحظت تراجع لغتهم العربية.

كان الأمر مقلقًا بالنسبة لي، ودائمًا يراودني سؤال: ماذا لو فقد أبنائي اللغة العربية؟

حاولت أن أعلم أبنائي منزليًّا في بادئ الأمر، إلا أن العلاقة الوالدية بين الأم وطفلها تفسد عندما تتحول إلى علاقة معلم وتلميذ؛ الأمر الذي ضرره أكبر على الطفل، علاوة على ذلك فإن عملية التعليم تحتاج التزامًا واستمرارًا من المعلم والمتعلم؛ الأمر الذي يصعب معنا كأمهات في اليابان جراء ضغوط الحياة وكثرة الالتزامات، إضافة إلى أن التّأثير يبقى فرديًّا عند تعليمي لأطفالي فقط.

كل ذلك دفعني لتأسيس المدرسة العربية الافتراضية في اليابان عام 2014؛ لتكون منارة تضيء الدرب لأطفالي وأطفال الأسر الأخرى منذ ثمان سنوات وحتى الآن وأنا أسخر علمي وخبرتي في مساعدة الآباء الحريصين على تعليم أبنائهم اللغة العربية والتربية الإسلامية والقرآن الكريم، شريطة أن يستمتع الآباء بعلاقتهم مع أبنائهم.

سنة 2018 بدأت رحلتي في تقديم الإرشاد التربوي في مدرسة أوتسكا الإسلامية الدولية في اليابان، حيث كنت أقدم مساعدة إرشادية متخصصة لعلاج اضطرابات الطلاب النفسية لدعم عودتهم لحالة الاتزان النفسي والوجداني.

هذا بالإضافة إلى تعليمي تلاوة القرآن الكريم للعديد من السيدات المسلمات من غير الناطقين بالعربية والناطقين بالعربية، سواء تعليمي لهم بشكل مباشر أو عن طريق المدرسة العربية الافتراضية في اليابان. ففي سنة 2019 شاركت كعضو لجنة تحكيم تلاوة السيدات المشاركات في مسابقة القرآن التي تعقد بشكل سنوي في اليابان.

ـ نود هنا التوقف للحديث عن تخصصكم التربوي، هل يمكن إطلالة سريعة عن مساهمتكم في هذا المجال وما تفضلتم بتقديمه خلال الفترة الماضية؟

ـ في سطور سريعة أشير لبعض المساهمات في هذا المجال:

سنة 2021 استضفنا “ساواي شيرو” -بروفيسور في قسم التربية والتعليم بجامعة ميجيرو اليابانية- ود. طارق السويدان، ود. مصطفى أبو سعد، ود. محمد راتب النابلسي، في لقاءات خاصة للمدرسة العربية الافتراضية في اليابان، مستفيدين من علمهم وخبراتهم في تنشئة الأطفال تنشئة سوية قيادية منذ الصغر. إضافة إلى استضافة الكثير من الشباب العربي الرائد في اليابان؛ ليتحدثوا عن تجاربهم بهدف تحفيز الشباب في الوطن العربي.
أيضًا في سنة 2021 شاركت ببحث علمي في مؤتمر علم نفس التحكم الداخلي أو ما يعرف بنظرية الاختيار والعلاج بالواقع، والذي عقد في الكويت، وكان عنوان بحثي “تحقيق الاتزان النفسي والوجداني للأبناء من خلال ممارسات إشباع الحاجات”.

سنة 2022 شاركت في مؤتمر علم نفس التحكم الداخلي، والذي عقد في العاصمة اليابانية طوكيو، وعرض خلاله الكثير من المحاضرات التي تخص الصحة النفسية للكبار عمومًا والأطفال خصوصًا، بالإضافة إلى مدارس الجودة – التي أسعى لتطبيق مبادئها في المدرسة العربية الافتراضية في اليابان.

كما شاركت لسنوات متكررة في مخيم التربية الذي تقيمه منظمة الوقف الإسلامي في اليابان، وكان حضوري في المجال التربوي والدعوي.
كذلك إعدادي للكثير من الدورات سواء في المجال التربوي من بناء علاقة أو تنمية المهارات الوجدانية للأطفال والمراهقين.

كذلك لي دورات للكبار سواء في التثقيف التربوي أو الجانب النفسي والزواجي.

المحور الثالث: أدوار وأولويات

ـ على المستوى الشخصي.. ما أهم أولوياتكم في العمل المجتمعي.. هل يمكن تحديدها في نقاط محددة.. مع ضرب مثال من الواقع بكل نقطة؟

ـ سؤال جميل جدًا..

أولوياتي تنصب على رفع جودة حياة الإنسان بشكل عام والمسلم بشكل خاص. وجودة الحياة لا تعني الرفاه المادي؛ بل هي رفاه معنوي روحي نفسي.

ـ وأُسطّر هذه الأولويات في نقاط سريعة:

1 ـ مساعدة المتضررين من السوريين ودعمهم من خلال منظمة سيريان هاندز.

2 ـ المساعدة في تنشئة جيل عربي مفتخر بهويته العربية والإسلامية في المغترب، وأقوم بهذا الدور عبر المدرسة العربية الافتراضية في اليابان.

3 ـ الوصول بأبناء المسلمين إلى حالة من الاتزان النفسي والوجداني بعيدًا عن الاضطرابات النفسية، وذلك من خلال تقديمي للإرشاد التربوي والنفسي، وعقدي للدورات التدريبية التربوية والنفسية، وكذلك من خلال عملي في مدرسة أوتسكا الدولية.

وفي هذه النقطة تحديدًا، أود سرد بعض المعلومات والإحصائيات المستقاة من دراسات علمية:

فهناك دراسات علمية على مستوى اليابان ترصد الأحوال النفسية؛ فحسب دراسة لـ د. تاناكا كيودو من المركز الوطني لصحة الطفل ونمائه، حول أعداد الأطفال والمراهقين المصابين بالقلق والاكتئاب بمستوياته المختلفة، وكانت عينة الدراسة مؤلفة من 715 طفلًا، لوحظ ظهور أعراض اكتئاب متوسط إلى حاد منتشر بين الأطفال بالنسب الآتية:

ـ 15 % من طلاب الابتدائي بين الصفوف من الرابع إلى السادس.

ـ 24 % من طلاب الإعدادي – المتوسط.

ـ 30 % من طلاب الثانوي.

ـ إضافة إلى أن 24% من المجيبين على الاستبانة قد راودتهم الأفكار الانتحارية، بينما طفل من كل 6 أطفال آذى نفسه كضرب الجسد، أو نتف شعر الرأس.

ـ دراسة إحصائية أخرى قامت بها وزارة الصحة سنة 2021 وجدت فيها: أن إجمالي عدد المنتحرين في اليابان كان 21007، بينهم 2611 منتحرًا في العشرينيات، وكان عدد حالات الانتحار بين طلاب المدارس 473 حالة انتحار. كما أن أكبر سبب لوفاة الأطفال في اليابان هو الانتحار. ومنذ حوالي شهر سمعت عن انتحار شابين وشابة مسلمين في اليابان.

أما عدد حالات الانتحار حول العالم، ففي كل 4 دقائق يوجد حالة انتحار في مكان ما في العالم.

المحور الرابع: عقبات وتحديات

ـ خلال مسيرتكم في العمل المجتمعي، ما أبرز العقبات والتحديات التي واجهتكم؟ وكيف تغلبتم عليها؟

ـ بدايةً.. لابد من التأكيد على أنه لا يوجد أي عمل بدون تحديات وعقبات، وقد واجهتني ثلاث عقبات، وهي:

ـ من الناحية الشخصية: هناك الالتزامات بالجانب الأسري، وعدم وجود معين في الواجبات المنزلية، وحتى عدم توفر صديق أو قريب يقوم برعاية الأطفال في غيابي، مع رفضي لإيداع أطفالي في الحضانات الأجنبية. هذا الأمر كان تحديًا بالنسبة لي، وكان الحل أن يرافقني أطفالي في أي نشاط أتوجه إليه.

ـ أما على صعيد تعليم اللغة العربية في المغترب: فلدينا تحدٍّ كبير يتمثل بالمدارس الوطنية الحكومية التي تعلم لغة أهل البلد بشكل مجاني.

كذلك هناك تزايد في الصيحات لتعليم الأطفال اللغات الأجنبية وإيلائها الأهمية على تعليم اللغة العربية الأم. هذا تحدٍّ آخر، وكلاهما لا يزالان قائمين.

ـ أما من النواحي التربوية: فهنا يكمن المشكل الأكبر؛ إذ إن المربين لا يتقبلون التوجيه التربوي، ويرون أن الطريقة التي تربوا وفقًا لها هي ذاتها مناسبة لأطفالهم. لكن الحقيقة أن الزمن تغير، وما يراه أبناؤنا الآن وهم في عمر الأيام لم نره نحن حتى قطعنا عقدين أو أكثر من العمر، هذا التغير في الزمان يحتاج تغييرًا في الأدوات والمهارات التربوية.

المحور الخامس: إنجازات ونجاحات

ـ على المستوى الشخصي.. وبلغة الأرقام والتحليل، مع ضرب أمثلة عملية، هل يمكنكم إلقاء الضوء على أبرز الإنجازات والنجاحات التي حققتموها حتى اليوم؟

ـ بلغة الأرقام..

ـ في العمل الخيري: بالنسبة لمنظمة “سيريان هاندز” الخيرية في اليابان، فهي تكفل 200 يتيم شهريًّا، كما دعمنا ثلاث مدارس، وعلمنا ما يزيد على 150 سيدة حرفًا يدوية. إضافة لدعم العديد من المشاريع الخيرية، بعضها لذوي الاحتياجات الخاصة.

ـ في الأنشطة التعليمية والتربوية: وفيما يتعلق بالمدرسة العربية الافتراضية في اليابان، وبحسب إحصائية الشهر الأول لعام 2020م، فقد وصل عدد المتعلمين إلى ما يزيد على 450 طفلًا عربيًا في اليابان وأوروبا وغيرها من الدول، عدا عن السيدات والناشئة.

-كما عقدت عشرات الدورات التدريبية التربوية والزوجية بعضها وجاهي وبعضها عن بعد.

– ساعدت ما يزيد على 100 أمٍّ في رحلتهن التربوية، ومساعدتهن في عودة أطفالهن إلى حالة اتزان نفسي ووجداني.

– ساعدت الكثير من الأطفال المسلمين سواء في علاجهم من صدماتهم النفسية، أو الاضطرابات الأقل تحديًا مثل: “الرفض الدراسي”، “التبول اللاإرادي”، “قضم الأظافر”، “تحقير الذات”، “ضعف الشخصية”.

ـ في الأنشطة الدعوية: قمت بتعليم العديد من السيدات المسلمات، سواء كن عربيات أو غير عربيات، أحكام التلاوة المنضبطة للقرآن الكريم.

المحور السادس: رفع واقع مشاركة المرأة اليابانية المجتمعية

ـ سؤال عام، ما أبرز التحديات التي تواجهها المرأة اليابانية بشكل عام خلال مشاركتها في المجتمع؟

ـ تشارك المرأة اليابانية في كافة مجالات الحياة، لكن تواجهها عدة تحديات، أبرزها التالي:

ـ التحدي الأول: بعض الأنظمة غير مناسبة للمرأة كأم وزوجة من ناحية إجازات الأمومة، وكذلك نظام الإجازات المرضية. هذا الأمر بشكل أو بآخر يشكل تحديًا أمام المرأة.

ـ التحدي الثاني: ساعات العمل الطويلة في اليابان؛ الأمر الذي يدفع بالمرأة للعزوف عن الإنجاب، وإن أنجبت فيكون قليلًا (حسب إحصائية 2019 نسبة المواليد في اليابان 1.6%)، وتكون الحضانة هي مأوى الطفل من أشهره الأولى؛ الأمر الذي سينعكس على شخصية الطفل عاجلًا أو آجلًا.

ـ التحدي الثالث: الضغوط النفسية جراء ساعات العمل الطويل على حساب الصحة الشخصية والعائلة.

ـ أما فيما يخص المرأة المسلمة بشكل خاص في اليابان:

فعلى الرغم من وجود مشاركة من المرأة المسلمة في اليابان؛ فإنها ما تزال مشاركات قليلة، وأعرف العديد من السيدات اليابانيات المسلمات يُدرنَ الجناح النسائي للمراكز الإسلامية في اليابان منذ سنوات. لكن الأمر لا يزال يحتاج للمزيد.

ـ وماذا عن التحديات التي تواجهها المرأة المسلمة خلال مشاركتها المجتمعية؟

التحديات التي تواجه المرأة المسلمة تتمثل في الآتي:

1 ـ شروط بعض الشركات اليابانية على الملبس.

2 ـ صعوبة المعيشة في اليابان، كون اليابان من أغلى دول العالم في المعيشة؛ الأمر الذي يجعل مساهمات المرأة في النشاط المجتمعي قليلة؛ كونها تسخر جهدها في عمل يساعدها على تلبية احتياجاتها الحياتية الأساسية – في حال لم تكن مرتبطة أو مرتبطة، إلا أن الظروف المالية لأسرتها تحتاج إلى دعم، ولا يصل الإنسان إلى مستوى تحقيق الذات في حال كان بقاؤه وحاجاته الأساسية غير ملباة.

3 ـ غياب الحضانات ودور الرعاية الإسلامية، وقلة المدارس الإسلامية والعربية الوجاهية، ففي حال توجُّه الأم للعمل بالساعات الطويلة ستودع أطفالها في الحضانات الأجنبية منذ الأشهر الأولى من عمرهم؛ الأمر الذي يهدد هويتهم العربية والإسلامية.

المحور السادس: توصيات مستقبلية

ـ من خلال خبرتكم في العمل المجتمعي خاصًة في مجال التعليم والإرشاد التربوي.. ما أبرز توصياتكم المستقبلية التي تنصحون بها سواء الناشطات المسلمات أو المؤسسات المعنية بدور المرأة في الدول غير المسلمة؟

1 ـ الوعي بالأولويات: أوصي نفسي وأختي المسلمة أن تكون على وعي تام بأولوياتها، وأول أولوية هي العناية بالذات نفسها، والتي تشمل: العناية بالعلاقة مع الله -عز وجل- والعناية بالصحة الجسدية والنفسية، والعناية بالعلاقات المسؤولة عنها،
فلا يكون تحصيل المال سببًا لمعصية الله -عز وجل- أو على حساب الأبناء، فالله -سبحانه وتعالى- أوكل للنساء تلك المهمة العظيمة المتمثلة برعاية الأبناء، وهذا يوجب على الأم بعض الواجبات لتمشي في رحلتها التربوية مستعينة بالله -سبحانه وتعالى- آخذة بالأسباب المعينة.

2 ـ تقديم الدعم: وأعني الدعم المادي والمعنوي للمرأة في سبيل تحقيق دورها المجتمعي، فلا ينبغي أن نترك المرأة تواجه التحديات العديدة بنفسها منفردة دون أن نسعى لمساعدتها وتقديم كل السبل لتيسير مهمتها ونجاح دورها الريادي في المجتمع.

3 ـ توفير دور رعاية وحضانات إسلامية: وهذا ما أوصي به وأناشد المؤسسات والحكومات الإسلامية في كل أنحاء العالم بدعم الأسر المسلمة في بلاد المغترب عن طريق توفير دور رعاية وحضانات إسلامية، سواء للأمهات العاملات أو للأمهات المطلقات والأرامل، وحتى النساء اللاتي يتعرضن للعنف الأسري، تقدم هذه الدور الرعاية اللازمة للأطفال والأم، بحيث تساندهما في الحفاظ على هويتهم الإسلامية، وتساعدهما على تخطي الأزمات.

ـ روابط المدرسة:

https://linktr.ee/AlmasAlaneed

ـ المدرسة العربية الافتراضية في اليابان
https://linktr.ee/Arabicschools

التخطي إلى شريط الأدوات