مسلمون حول العالم
نافذتك إلى أخبار الأقليات المسلمة

سلطان كاشغر الذي جعل تركستان الشرقية ولاية عثمانية

يعد محمد يعقوب بك (1820- 1877م) سياسي وقائد عسكري وحاكم كاشغر من أصل أوزبكي

مسلمون حول العالم ـ متابعات ـ هاني صلاح

بقلم/ الدكتور أمين القاسم ـ الباحث في تاريخ المنطقة

محمد يعقوب بك (1820- 1877م): سياسي وقائد عسكري وحاكم كاشغر من أصل أوزبكي، وقيل طاجيكي. ولد في أسرة متعلمة في قوقند بأوزبكستان ودرس العلوم العسكرية، ثم عُين قائدا عسكريا لإحدى المناطق في تركستان من جانب حاكم فرغانة، ودافع عن طشقند خلال الهجوم الروسي عليها عام 1864م.

“إمارة إيتيْشار”

قام يعقوب بك بين عامي 1865- 1877م بتوحيد ستة ولايات في تركستان الشرقية تحت سيطرته، ونصب نفسه ملكا، تحت مسمى “إمارة إيتيْشار” وتعني إمارة المدن السبعة.

فرض محمد يعقوب بك أتاوات سنوية على الولايات المجاورة، ونظّم وجهّز جيشه، واعتمد تقسيمات إدارية جديدة للبلاد، وكذلك بنى المساجد والمدارس وأماكن لإيواء الأيتام والفقراء، وشق الطرق والقنوات وحفر الآبار، كما صك العملة باسم السلطان العثماني عبد الحميد (1842- 1914م).

كذلك بنى الأمير يعقوب بك خان بعض التكايا في جدة ومكة والمدينة، كتب عليها: ” من أوقاف يعقوب بك والي كاشغر التابع للدولة العلية العثمانية عام 1288هـ”.

موقع استراتيجي

كانت “إمارة كاشغاريا” كما أطلق عليها أيضا ذات موقع استراتيجي بين الصين وروسيا وأفغانستان وكذلك بريطانيا التي كانت تسيطر على الهند، وقد اعترفت بها كل من أفغانستان وإمارة بخارى المجاورتين، وتقربت بريطانيا إلى يعقوب بك عبر شركة الهند الشرقية ووقعت معه معاهدات، كذلك الأمر كان مع روسيا القيصرية.

أما الدولة العثمانية فقد اعترفت بمحمد يعقوب بك أميرا على كاشغر، واعتبرت تركستان الشرقية جزءاً من الدولة العثمانية، ودُعي للسلطان العثماني على المنابر في كاشغر، وأرسل السلطان العثماني عبد العزيز (1830- 1876م) عام 1872م للأمير يعقوب خان 500 نسخة من المصحف كذلك أرسل له مسؤولين ومدربين عسكريين وصانعي أسلحة.

حكم محمد يعقوب بك دولة خان البلاد 12 سنة، وقيل أنه مات بشكل طبيعي عام 1877م، وقيل اغتيل من أحد المقربين إليه، وقيل قتل في معركة مع الصينيين، وخلفه ابنه الأكبر، ولكن سرعان ما سقطت دولته بيد الصينيين في ديسمبر من نفس العام.

أخطاء الأمير

ومن الأخطاء التي ارتكبها الأمير محمد يعقوب خان أنه لم يمكّن في إدراة البلاد للسكان الأصليين من الإيغور، بل اضطهد زعمائهم وأبعدهم عن الحكم، وقام بتقريب قومه ومنحهم معظم مناصب الدولة، كذلك فرض ضرائب باهظة على السكان.

لا شك أن محمد يعقوب بك يعد رجل دولة كبير، وتأتي أهمية دولته من خلال سرعة نشأتها ثم قوتها وتحالفاتها الإقليمية في وقت مهم في أواخر القرن التاسع عشر.

294
التخطي إلى شريط الأدوات