مسلمون حول العالم
نافذتك إلى أخبار الأقليات المسلمة

مشكلة مؤسسات الغرب الإسلامية “غياب التنسيق”!

حوار مع د.باشكيم علي، إمام مسجد المركز الاسلامي في وتزكن بسويسرا

حوار سويسرا ـ أحد حوارات ملف “الإسلاموفوبيا ـ يناير 2016م“

أدار الحوار: هاني صلاح **

“هناك مشكلة عامة لدي المؤسسات الاسلامية في الغرب وهي عدم التنسيق الكافي فيما بينها.. وإذا ما وجد فهو ليس علي المستوى المطلوب”.

بهذه الكلمات ألقى الضوء د.باشكيم علي، إمام مسجد المركز الاسلامي في وتزكن بسويسرا، على أحد أوجه قصور المؤسسات الإسلامية في الغرب المتمثل في عدم توحيد جهودهم بشكل إيجابي وفعال لمواجهة تصاعد ظاهرة “الإسلام فوبيا” في الآونة الأخيرة.

ومع تأكيده على أن: المؤسسات الإسلامية في الغرب “تفعل ما تستطيع لتصحيح النظرة السلبية للإسلام والمسلمين بطرق مختلفة”؛ إلا أن د.علي، وهو كذلك أحد مؤسسي اتحاد الأئمة الألبان في سويسرا، ورئيس لجنة الفتوى التابعة لاتحاد الأئمة الألبان في سويسرا، أشار إلى وجود قصور في العمل الإسلامي لمسلمي الغرب، موضحاً بأنه: “ما زال يعاني من عدة نقاط ضعف، وليس علي المستوى المطلوب ليؤثر في تصحيح صورة المسلمين في عيون الغربيين”.

ولفت ضيف الحوار من سويسرا ـ والحاصل على درجة الدكتوراه في الدراسات الأوروبية للاندماج، تحت عنوان “الاندماج السياسي للمسلمين في الاتحاد الأوروبي (حالة بريطانيا العظمى وفرنسا وألمانيا) ـ إلى أن: المؤسسات الاسلامية في الغرب تحاول أن تساهم بأنشطتها في شتى المجالات في الغرب, إلا أن: “الاعلام المراقب من جهات مشبوهة، تمنع تقديم هذه الأنشطة للجمهور الغربي، وهو ما لا يسمح بتحسن صورتهم أمام المجتمع”.

جاء ذلك في الحوار الخاص بدولة سويسرا ـ أحد حوارات ملف “الإسلاموفوبيا ـ يناير 2016م”، والذي يأتي ضمن سلسلة ملفات شهرية تلقي الضوء على أهم قضايا الأقليات المسلمة حول العالم.

ويتضمن كل ملف شهري مجموعة من الحوارات “المتعددة الأطراف”، والتي يشارك فيها الجمهور الناطق بالعربية على الفيسبوك، حيث يطرح أسئلته على ضيوف في عدد من دول العالم.

وقد أجريت حوارات ملف شهر يناير 2016م، عن قضية: (الإسلاموفوبيا)، تحت العنوان: “ظاهرة تصاعد العداء للإسلام والمسلمين في الغرب: الأسباب.. التداعيات.. الحلول”.

وإلى الحوار..

المشاركة الأولى.. من: هاني صلاح ـ رئيس تحرير موقع “مرصد الأقليات المسلمة”، تتضمن ثلاثة محاور/اسئلة للتعريف بموضوع الحوار والضيف الكريم:(أرقام: 1/2/3):

المحور الأول: الخريطة العرقية والدينية

1 ـ نود من سيادتكم التفضل بإعطاء إطلالة مختصرة:
أ ـ حول الخريطة العرقية والدينية التي يتكون منها الشعب في دولتكم.. ومدى التعايش والتواصل بين مختلف هذه الأعراق، وأيضاً بين مختلف أتباع الديانات…
في سويسرا، هناك أربعة مجموعات عرقية أصلية (سكان أصليين) وهى: الألمان, والفرنسيين, والإيطاليين, ورتورومان. وهناك مجموعات عرقية وافدة (مهاجرين) حضرت للبلاد في فترات زمنية مختلفة، هؤلاء جمعهم يعتبرون أقليات عرقية.
أما من الناحية الدينية، هناك مجموعة دينية تمثل الأكثرية، وهم النصارى، وينقسمون إلي: الكاثوليك والبروتستانت. وهناك مجموعات أخرى دينية، تعد أقليات وهم: المسلمون, واليهود، كما أن هناك المجموعة الدينية البوذية ولكنها قليلة جداً، وفي سويسرا أيضاً هناك نسبة لا بأس بها من الملحدين.
العلاقات بين مختلف العرقيات جيدة ولا توجد مشاكل بينها؛ لأن الوضع القانوني والحقوقي لهذه المجموعات العرقية محدد في الدستور ويتم احترامه، فكل تجاوز على حقوق الآخرين، يعاقب عليه بموجب القانون. وكافة المجموعات العرقية تفتخر بولائهت للدولة لأنها تحترم حقوق الجميع على حد سواء.
و العلاقات بين أصحاب الديانات جيدة والحقوق الدينية الأساسية مصونة بالدستور وليس هناك مشاكل بين أصحاب الديانات المختلفة.

ب ـ وهل يمكن أيضاً توضيح الخريطة العرقية لمسلمي دولتكم؟
مسلمو سويسرا ينتمون إلى مختلف المجموعات العرقية. أكثرهم عدداً الألبان الذين يأتون من كوسوفا، ومقدونيا, بعد ذلك الأتراك, ثم العرب، وآخرون.

المحور الثاني: محور الحقوق والحريات

2ـ قبل البدء في التطرق لظاهرة “تصاعد” العداء للإسلام والمسلمين في الغرب ـ خاصةً في السنوات الأخيرة ـ بشكل عام؛ نود من سيادتكم توضيح الآتي:
أ ـ هل على مدار العقود الأخيرة ـ على الأقل الـ30 سنة الأخيرة ـ هناك أي تمييز أو تضيق على الحريات المدنية أو الدينية أو العرقية بين شرائح المجتمع بشكل عام؟
بشكل عام ليس هناك تضييق على الحريات الدينية والعرقية وليس هناك تمييز, لكن لو دخلنا في التفاصيل، نعم.. هناك صعوبات في بعض المسائل الدينية فيما يتعلق بالمسلمين.

ب ـ وماذا عن المسلمين خلال هذه الفترة ـ الثلاث عقود الأخيرة ـ هل يتساوون كمواطنين مع باقي شرائح المجتمع، أم هناك تمييز بحقهم وانقاص من حقوقهم؟
المسلمون بشكل عام مواطنون متساوون مع باقي شرائح المجتمع، وليس هناك تمييز بشكل عام, لكن هناك مشاكل جدية في بعض القضايا مثل: متابعة التعليم في المدارس الحكومية بالحجاب الشرعي فيما يتعلق بالطالبات المسلمات, كذالك هناك عدم اعتراف بحق المسلمة أن تكون معلمة في المدارس العامة وهي ترتدى الحجاب, و في بعض الشركات لا يوظفون إمرأة لو كانت بالحجاب, وهناك مشاكل بنسبة للطالبات المسلمات فيما يتعلق بحصة السباحة وغيرها من القضايا التي تمثل عقبة أمام المسلمين.

المحور الثالث: التعريف الشخصي

3 ـ تعودنا في حواراتنا السباقة، تقديم ضيف الحوار للجمهور.. لذا نستاذنكم في تعريف بأنفسكم للجمهور المشارك..
أ ـ تعريف إنساني وعلمي ووظيفي..
اسمي باشكيم على، حاليا أعمل إماماً في سويسرا، في المسجد الاسلامي الألباني في مدينة وتزيكن (Wetzikon) في كانتون زيورخ ( Zürich) في سويسرا.
ولدت في مدينة تيتوفو، جمهورية مقدونيا سنة 1974م. وانتهيت من المدرسة الابتدائية في مسقط رأسي، في عام 1989م، كما أنهيت المدرسة الاسلامية الثانوية “عيسى بك” في الفترة 1989-1993، حيث تم اختياري كأفضل طالب، وكنت رئيس جمعية الطلاب باالمدرسة حيث نقوم بأنشطة طلابية متعددة.
تخرجت في كلية الشريعة با الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية في عام 1998 بتقدير ممتاز. ثم، التحقت في ما بعد بالدراسات العليا.
و في عام 2004 حصلت على درجة الماجستير في الجامعة الأمريكية المفتوحة في ولاية فرجينيا، الولايات المتحدة الأمريكية (باللغة العربية). موضوع الرسالة:”آثار الربا الاجتماعية و الاقتصادية”.
و في عام 2014م، حصلت على درجة دكتوراه في الدراسات الأوروبية للاندماج. وكان عنوان أطروحة الدكتوراه: “الاندماج السياسي للمسلمين في الاتحاد الأوروبي (حالة بريطانيا العظمى وفرنسا وألمانيا)”، في جامعة (كيريلي ومتوديوس المقدس ـ كلية الفلسفة)، مدينة سكوبيا، جمهورية مقدونيا.

ب ـ ما أبرز المهام الدعوية والمسئوليات التي توليتموها من قبل والتي تتولنها حالياً؟
ـ رئيس منتدى الشباب الإسلامي في مقدونيا في الفترة (2000-2005م).
ـ عضو في مجلس المشيخة الإسلامية في مقدونيا (2004-2008م).
ـ عضو في المكتب التنفيذي لمركز التفاهم والتعاون المؤسسى في مقدونيا (منذ عام 2013م).
ـ عضو مجلس التحرير لجريدة “العمل” و “الوسط” في مقدونيا.
ـ أحد مؤسسي اتحاد الإئمة الألبان في سويسرا, وفي 2015 تم اختيارى رئيسا للجنة الفتوى التابعة لاتحاد الأئمة الألبان في سويسرا.
ـ وأنا أيضا عضو في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، منذ عام 2006.
ـ كما أتعاون بشكل وثيق مع المجلس الأوروبي للافتاء والبحوث، فيما يتعلق بترجمة البحوث المختلفة والقرارات إلى الألبانية.
ـ ألفت 15 كتابا في مجال العلوم الاسلامية, كما نشرت لي أكثر من 200 مقال وتحليلات إسلامية في المجلات الإسلامية المختلفة.
ـ ومنذ عام 2000 أقدم برنامجا دينيا في التلفزيون المحلي “كوها”، في مدينة تيتوفو في مقدونيا، وأقدم برامج إذاعيةاأسبوعيا في عدة محطات اذاعية.
منذ عام 2013 أقدم برنامجا دينيا كل السبت في محطة تلفزيونية في الانترنت ” rtv Islam” في سويسرا.

مشاركات الجمهور

المشاركة الثانية.. من: عبد الله شفاعة ـ مدرس لغة عربية، ومترجم من اللغة العربية إلى اللغة الكمبودية ـ كمبوديا، وتتضمن سؤالين (أرقام: 4/5):
4 ـ هل ظاهرة الكراهية للإسلام والمسلمين في الغرب هى:
أ ـ مجرد عملية سياسية ونتيجة للتنافس بين الأحزاب السياسية، أم أنها أصبحت جماهيرية؟
حسب الذي لاحظته في الغرب، الكراهية ضد الاسلام ليست ظاهرة جماهيرية، ولكنها نار ُتشعل من قبل الأحزاب السياسية، وكذالك الحركات اليمينية في الغرب، التي هي في الأساس ضد الأجانب عامة، وضد الأجانب الذين ينتمون إلى الاسلام خاصة.

ب ـ وإن كانت جماهيرية فما تفسيركم بشأن إقبال إنسان الغرب على الدخول في الإسلام حسب الإعلان الذي رأيته؟
نعم هناك إقبال على دخول الاسلام من قبل الغربيين؛ لأن الإنسان الغربي رغم الدعاية السلبية ضد الإسلام من قبل وسائل الإعلام والحركات المتطرفة اليمينية، يبحث عن الحقيقة، ويحلل الأحداث والوقائع في الساحة الأوروبية والعالمية، وبعد النظر يصل إلى الحقيقة.

5 ـ إلى متى يظل الإنسان الغربي أسير قيود الصهاينة وسيطرتها على المجتمع الغربي ولا يتحرر منها؟
لا شك أن الدعاية الصهيونية الملبسة بثياب علمانية وليبرالية قوية في الغرب, ولكن هذا لا يعني أنها لا يمكن أن تهزم وتضرب. نعم.. يمكن أن تضرب هذه الدعاية والآن في الغرب يمكن أن نرى بوادر وعلامات لهذا الأمر. لكن لا بد أن نقرر أنه لو كان دورنا كمسلمين أكثر فعالاً، ولو كنا نحن أكثر انتظاماً في سبيل مواجهة هذه القيود؛ لكان الأمر مختلفاً. هذا يعني أن إزالة هذه القيود مرتبط بدورنا نحن كمسلمين في هذاالمجال وفي الساحة الدولية عموماً وإعادة مجدنا كما كان أجدادنا.

المشاركة الثالثة.. من: محمد سرحان – صحفي وباحث في شئون الأقليات المسلمة، وتتضمن أربعة أسئلة (أرقام: 6/7/8/9):
6 ـ ما هي الأسباب الحقيقية وراء تصاعد ظاهرة العداء للإسلام والمسلمين في الغرب؟
هناك عدة أسباب لتصاعد هذه الظاهرة ويمكن أن نخصص بالذكر هنا:
ـ تفعيل دور الحركات المتطرفة والأحزاب اليمينية في الغرب.
ـ زيادة الأحداث الارهابية في العالم التي للأسف يتم ارتباطها بأسماء أشخاص ينتمون إلى الاسلام.
ـ ظهور حركات مختلفة في العالم العربي والاسلامي يؤمنون بالعنف.
ـ الدعاية ضد الاسلام والمسلمين ظلماً من قبل وسائل إعلام غربية.
ـ أخطاء بعض المسلمين في المجتمعات الغربية حيث السجون في الغرب ممتلئة بالمسلمين.
ـ إضافةً للتخلف والمشاكل الحالية في العالم العربي والاسلامي.

7 ـ لماذا يشعر المسلمون في الغرب دائما بأنهم موضع اتهام، ولماذا هم مجبورون على تبرئة أنفسهم بعد أية اعتداءات إرهابية يشهدها الغرب؟
هذا أمر مؤسف في الغرب لأن كثير من الاعتداءات التي تقع في الغرب مرتبطة بأسماء إسلامية وتتبناها جهات تتكلم باسم الإسلام. هذا يجعل المسلمين يتبادرون إلى التنديد بهذه الأعمال وبيان أن هذه الأعمال لا يتبناها الإسلام وإنما هي تصرفات فردية لا يجوز ربطها بالاسلام بسبب الانتماء الديني للفاعل.

8 ـ من يتحمل المسؤولية عن تلك النظرة المخطئة لدى معظم الغرب عن الإسلام والمسلمين؟ وما هو دور الجاليات المسلمة في الغرب ومؤسساتهم في تصحيح صورة الإسلام؟
المسؤولية تقع على الدعاية الإعلامية التي تتخذ من بعض الأحداث الفردية ذريعة لاتهام المسلمين عامة والاسلام كدين الكراهية.
لكن المسلمون لا يعفون من هذه المسؤولية. التصرفات الخاطئة والظالمة المجاوزة للقوانين في الغرب مسؤولة عن هذه النظرة المخطئة.
المؤسسات الإسلامية في الغرب تفعل ما تستطيع لتصحيح هذه النظرة بطرق مختلفة, لكن عملها في حدود امكانياتها. هناك مشكلة عامة لدي المؤسسات الاسلامية في الغرب وهي عدم التنسيق الكافي بين مختلف المؤسسات الاسلامية بمختلف جنسياتها وتوجهاتها في هذا المجال. نعم هناك نوع من التنسيق في بعض الأقطار لكنه ليس علي المستوى المطلوب وفي كل الأقطار.

9 ـ ما هو مصير الحريات الشخصية والدينية لمسلمي الغرب مع تصاعد وتيرة العداء للإسلام والمسلمين؟
ليس هناك خوف علي الحريات الشخصية والدينية العامة لمسلمي الغرب لأن هذه الحريات منتظمة في دساتير الدول الأوربية ولكن هناك خوف من التضييق في بعض القوانين التي تتعلق بالحيات الدينية وكذالك هناك خوف من ازدياد الاعتداءات ضد المسلمين والمؤسسات الاسلامية.

المشاركة الرابعة.. من: كريم خيري – طالب في مرحلة الماستر “الأقليات المسلمة في الغرب” ـ الجزئر، وتتضمن ثلاثة أسئلة (أرقام: 10/11/12):
10 ـ أين وصلت جهود المسلمين في الغرب عموما في سعيهم لإدراج “تجريم الإسلاموفوبيا” ضمن المنضومات القانونية في الدول التي يعيشون فيها؟ ولماذا لم يتوصلوا إلى ذلك رغم كثرتهم العددية, وبالمقابل نجد اليهود -على قلتهم- استطاعوا افتكاك قانون معادات السامية؟

الكراهية على أساس الدين أو العرق أو اللون أمر مرفوض في الغرب، وممنوع قانونياً، رغم أنه ليس هناك تنصيص حرفي في القونين الغربية علي تجريم اسلاموفوبيا. المسلمون في الغرب عن طريق مؤسساتهم يسعون لادراج تجريم الاسلاموفوبيا ضمن المنظومات القانونية لكن هذه المسألة صعبة لعدة أسباب وما أعتقد أن المسلمين في الغرب لوحدهم يستطيعون تحقيق ذلك دون مساعدة من الدول والمنظمات الكبرى الاسلامية. وفي رأيي هناك قضية أهم هي التي بمثابة القضية الأم لكل قضايا المسلمين في الغرب وهي الاعتراف بالاسلام كدين رسمي في الدولة لمجموعة من مواطنيها كما هو الِشأن باليهود.

11 ـ ألا ترون أن تصرفات بعض المسلمين أنفسهم ساهمت في تصاعد ظاهرة العداء والتخويف من الإسلام في الغرب؟
نعم هذا صحيح وخاصة لدي العامة الذين يعيش المسلمون في مجتمعاتهم ويعملون معهم وللأسف الشديد يقومون بأعمال تشوه صورة الاسلام والمسلمين في نظر الغرب وبالتالي تساهم في تصاعد ظاهرة العداء والتخويف من الاسلام والمسلمين في الغرب.

12 ـ من خلال ماشاهدناه في غضون السنوات الأخيرة وماحملته من أحداث تخويفية من الإسلام في الغرب(شارلي إيبدو,أحداث باريس..), مع توجيه البعض لأصابع الإتهام للوبي الصهيوني بأنه الصانع لتلك الأحداث. ألا ترون أن حقيقة الصراع هي صراع قوى وأنه لاسبيل للمسلمين للتخلص من كل ذلك ماداموا في الهوان الذي هم فيه؟
المسلمون يمكن أن يتخلصوا من ذلك بالنهوض في كافة المجالات وتصحيح واقعهم, وفهم الإسلام فهماً صحيحاً وتقديم نموذج كأمة ناجحة وقوية ـ بالمعنى الإجابي للكلمة ـ للعالم. الرسول صلى الله عليه و سلم قال: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف… علينا أن نترجم هذا الحديث في واقعنا بما يتفق مع متطلبات المرحلة.

المشاركة الخامسة.. من: عبدالوهاب علماء كويلان ـ خريج كلية اللغة العربية جامعة الازهر، وعضو هيئة العلماء المسلمين بجنوب الفلبين، وتتضمن ثلاثة أسئلة (أرقام: 13/14/15):
13 ـ ألا ترون أن سبب تصاعد ظاهرة العداء للمسلمين يغذيه حكام المسلمين من أجل الحفاظ علي كرسيهم؟
لا شك أن من أسباب تصاعد العداء ضد المسلمين هي بروباغندا (الدعاية السلبية) ضد الحركات الاسلامية وما يسمى بالاسلام السياسي وشيطنة الحركات والمنظمات والشخصيات الاسلامية الناشطة علي الساحة وادراجهم ضمن قوائم سوداء من قبل حكومات في دول عربية .

14 ـ كيف نواجه هذه الاتهامات الباطلة للمسلمين وأحيانا يبدأ من بني جنسنا؟
لكي تكون العملية ناجحة لا بد من ترتيب البيت الداخلي, لكن ما دام أن هناك مشاكل جمة في الدول العربية والاسلامية لابد للمنظمات الاسلامية والدعاة في الغرب أن يفتحوا الحوار مع الغرب و يكون الحوار جدياً وأن يستفيدوا من كل الوسائل المتاحة في الغرب لانجاز هذا الحوار ويتواصلوا مع مختلف المنظمات المعنية في الغرب لتقديم الوجهة الصحيحة الاسلامية للتعاون بين أصحاب الديانات المختلفة و احترام الاسلام للانسان ومنعه للظلم.

15 ـ نرى أن هذا العداء يبدأ من الاعلام سواء كان مرئيا أو مسموعاً.. ما هي الخطوات اللازمة التي يجب أن تتخذ؟
لا بد من انشاء مؤسسات اعلامية قوية تنافس تلك الغربية, و كذلك لا بد من التواصل مع الاعلام الموجود في الغرب لمواجهة الأفكار الخاطئة ضد المسلمين وذلك ممكن لو وضع المسلمون خطط مدروسة في هذا المجال وساهموا بالمال والخبرات.

المشاركة السادسة.. من: خالد الأصور، كاتب وباحث إعلامي مصري مهتم بقضايا الجاليات المسلمة في أوروبا (سؤال رقم 16):
16 ـ أليس من الأفضل لمعالجة مشكلات المسلمين في الغرب من المنبع تشكيل لوبيات وجماعات ضغط للمسلمين في إطار القوانين الأوروبية وتوجيه الدعم المادي من البلدان العربية والاسلامية لهذه اللوبيات التي تستهدف التأثير في صانع القرار الاوروبي.. بدلاً من توجيه الدعم فقط للأعمال الخيرية والاجتماعية أو بالتوازي معها؟!
أرى أن يكون هذا الدعم موجه في كل الاتجاهات لأن كل مجال له أهميته بالنسبة للمسلمين ولا يغني مجال عن آخر. فالدعم بطبيعة الحال لا بد أن يكون موجهاً في اتجاه تشكيل جماعات ضغط تؤثر في صناعة القرار لصالح المسلمين مع أنه لا بد من العلم أن التأثير في صناعة القرار في الغرب من قبل المسلمين خاصة ليس سهلاً. لكن لا يمكن أن يتم توجيه الدعم فقط في مجال تشكيل الضغط, بل لا بد أن يشتمل هذا الدعم حتي المجالات الأخرى التي هي في صالح المسلمين.
لا بد أن نؤكد أن أفضل الدعم هو اصلاح حال الدول الاسلامية إذا أصبحت الدول الاسلامية قوية ستكون سبل معالجة مشكلات المسلمين في الغرب سهلة.

المشاركة السابعة.. من: سعيد محمد ـ ميلانو – إيطاليا ـ مدير موقع “مباشر أوروبا” الإلكتروني (سؤال رقم 17):
17 ـ “إذا نظرنا إلى الأعمال المتطرفة في أوروبا التي تلصق بالمسلمين؛ نجد أن أغلبها يقوم بها شباب لا يمت للإسلام بصلة! لذا علينا توعية وتوجيه الشباب والعناية بهم، وتكثيف دورات وبرامج خاصة بهم، وعلينا في هذه المرحلة أن نتوقف عن بناء المساجد ويوجه الدعم لبناء الشباب”.. كيف تقيمون هذا الطرح؟
إن بناء المساجد ضرورة لأنها مدارس للتربية والتوجيه والتعليم وحفظ الهوية ولا أرى أي تأثير سلبي لبناء المساجد في بناء الشباب؛ بل أرى أنه لا بد من تفعيل دور المسجد في بناء الشباب.

المشاركة الثامنة.. من: أحمد محمود التلاوي أحمد التلاوي، باحث مصري في شؤون التنمية السياسية، وتتضمن ثلاثة أسئلة (أرقام: 18/19/20):
18 ـ هل تتصورون نجاح جهود المواجهة في ظل ما ترتبه أعباء الأزمات الحالية في العالم الإسلامي؟..
الأزمة الحالية في العالم الإسلامي من عوائق النجاح، ولكن لا بد من العمل وهذه الأزمة لا يجوز أن تمثل في عيون المسلمين القدر المحتوم لفشل جهودهم. وهذا يعني أنه رغم الأزمة الموجودة؛ علي المسلمين في الغرب العمل لمواجهة الحملات العدائية ضد الإسلام وذلك قدر الامكان ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها, لكن لا يجوز فقد الأمل وترك العمل.

19 ـ وهل الجهد كافٍ أم مطلوب تعاون من الحكومات والمؤسسات المعنية مثل الأزهر والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين؟..
لا شك أن تعاون المؤسسات المعنية مطلوب، ولا أرى شخصياً نجاح خطط المسلمين في الغرب دون المساهمة من كبرى المؤسسات الاسلامية في العالم العربي والاسلامي.

20 ـ وكيف تتصورون مسارات هذا التعاون؟..
التعاون لا بد أن يكون مع أنه ينبغي الاعتراف بأن الأوضاع الحالية في العالم العربي خاصة لا تبشر بخير فيما يتعلق بمسألة التعاون بين المؤسسات الاسلامية حيث أن بعض الحكومات العربية تمنع مؤسساتها الدينية الرسمية من التعاون مع المؤسسات الاسلامية غير الحكومية, و لكن نأمل ألا يدوم طويلاً هذا الخندق الذي تم حفره ظلماً بين المؤسسات الإسلامية الرسمية والأهلية, و نأمل أن يكون هناك تفاهم وتعاون بين المؤسسات لصالح المسلمين في العالم.

المشاركة التاسعة.. من: محمد سامي بن جلول ـ مستشار اقتصادي بالسفارة الإيطالية بالمغرب ـ عضو جمعية الجالية الإسلامية بريجو إميليا – إيطاليا ـ مهتم بشؤون الأقلية الإسلامية في أوروبا، وتتضمن ثلاثة أسئلة (أرقام: 21/22/23):
21 ـ هل تصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا، و الذي يساهم فيه الإعلام الغربي بشكل كبير، بسبب غياب العمل الإسلامي في الميدان الاجتماعي والسياسي والإعلامي، بحيث الإنسان الغربي لا يعرف عن الإسلام سوى الجرائم المنسوبة إليه ولا يرى واقعاً مُعاشاً ونافعاً وملموساً؟
تصاعد ظاهرة الاسلاموفوبيا في الغرب في نظري ليس بسبب غياب العمل الاسلامي في شتى المجالات في الغرب, لأن المؤسسات الاسلامية في الغرب تحاول أن تساهم بأنشطتها في شتى المجالات في الغرب, لكن الاعلام المراقب من جهات مشبوهة تمنع تقديم هذه الأنشطة للجمهور الغربي، مع أنه لا بد من التذكير أن وسائل الاتصال اليوم كثيرة ومختلفة ويجب على المسلمين أن يبحثوا عن طرق اتصال بديلة مع الجمهور في الغرب لتقديم عملهم وجهودهم لصالح المجتمع الغربي بكل مكوناته.
لكن أن اتفق تماماً أن العمل الاسلامي في الغرب ما زال يعاني من عدة نقاط ضعف وليس علي المستوى المطلوب ليؤثر في تصحيح صورة المسلمين في عيون الغربيين.

22 ـ هل عدم النضج وعدم الإستقلالية والعشوائية والنهج غير المؤسساتي في الإدارة إضافة إلى حالات الاستقطاب القطري داخل المراكز الإسلامية في أوروبا يجعلها عاجزة عن مواجهة وإدارة ظاهرة الإسلاموفوبيا؟
نعم أنا أتفق أن ما ذكرت من أسباب هذا العجز، مع أن هناك أسباب أخرى ومنها عدم وجود كوادر مؤهلة وكافية لادارة هذه العملية بنجاح.

23 ـ هل الاستنكار والتنديد ورفض التّهم عند كل جريمة كافية لمواجهة هذه الظاهرة؟
بطبيعة الحال لا, هذا لا بد منه, لكن لا يكفي, بل لا بد من العمل الجاد والمستمر والمنتظم في الاتجاه المعاكس لأعمال الظلم. لا بد للمسلمين أن يقدموا شيئا ملموساً وواضحاً للجمهور حتي يتمكنوا من المواجهة بهذه الظاهرة بنجاح.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرصد الأقليات المسلمة ـ يناير 2016م

التخطي إلى شريط الأدوات