مسلمون حول العالم
نافذتك إلى أخبار الأقليات المسلمة

‏الحاج تاغييف.. أشهر مُحسني روسيا القيصرية‏

من أسرة فقيرة إلى أحد أكبر أغنياء العالم في زمانه وأكثرهم عطاءًا في الخير

مسلمون حول العالم ـ متابعات

تغريدة/ الدكتور أمين القاسم ـ الباحث في تاريخ المنطقة

زين العابدين تقييف (1838- 1924م).
زين العابدين تقييف (1838- 1924م).

ثَري أذَري، وأحد أكبر أغنياء العالم في زمانه، اشتهر بكرمه وأعماله الخيرية.. إنه الحاج زين العابدين تاغييف (1838- 1924م).

ولد لأسرة فقيرة في أذربيجان، فوالدُه كان إسكافيا، وفي صغره اشتغل زين العابدين كعامل للبناء، ثم عمل في التجارة، ليمتلك لاحقا عدد من حفّارات وحقول النفط في أذربيجان، ثم أسس شركة نفطية ضخمة، وكان في عام 1882 التاجر الأول في البلاد، ثم أصبح مستشارا في الإمبراطورية الروسية.

بنى تاغييف قصراً كبيراً في باكو، هو اليوم “متحف التاريخ الأذري” أكبر متاحف أذربيجان، وبنى سوقا ضخماً ومشفاً ومسرحاً في باكو، ومعملاً للخياطة والنسيج، وأنشأ مصنعا لإستخراج مادة الكيروسين، وامتلك ثلاث بواخر لنقل النفط، وله مصانع في مجال الزراعة وصيد الأسماك، واشترى عدة مطابع، وأصدر عدة جرائد باللغتين الروسية والأذرية.

سجل “خيري” طويل وعظيم

لـ”تاغييف”، سجل عظيم طويل من الأعمال الإنسانية خيرية في أذربيجان وخارجها في مجالات التعليم ومحاربة الأمية والرعاية الصحية والخدمات العامة وغيرها، ومن أعماله: بناء عدة مدارس بينها أول مدرسة لتعليم البنات في القوقاز عام 1900م (وفي سبيل ذلك قد أرسل بأحد الشيوخ لمكة لجلب فتوى من علماء الحجاز تجيز تعليم البنات في المدارس)، وقام بنقل مياه الشرب للعاصمة باكو من جبال القوقاز (مسافة حوالي 200 كم)، وكذلك بنى ورمّم مساجد ومقابر في أذربيجان وداغستان واسترخان وبطرسبورغ وغيرها، وافتتح عشرات المدارس لتعليم القرآن الكريم، كما أنفق ملايين الروبيلات لتعليم طلبة مسلمين في الجامعات الروسية والأوروبية، وساعد الفقراء والمحتاجين في روسيا وإيران، وقام بتمويل ترجمة معاني القرآن الكريم للغة الأذرية عام 1907م (وقد بعث وفدا خاصا للعراق بهدف الحصول على فتوى تجيز هذا الأمر)، وقد طبع العديد من الكتب على حسابه، وأرسل العشرات من الأشخاص لحج بيت الله الحرام.

لقد تعدت أشكال التبرع والعطاء الإنساني الخيري لدى الحاج زين العابدين، وهو ما جعله مثالا يحتذى به من قبل الأغنياء والمثقفين من القوميات المسلمة وغيرها في روسيا القيصرية في أواخر القرن التاسع عشر وأوئل القرن العشرين.

وقف “الطاولة” لقرن كامل

وتروى عنه قصة أنه وخلال زيارته لبرلين عام 1911 تناول الطعام في أحد المطاعم، ثم قام بدفع فاتورة الحساب عن طاولة في هذا المطعم لمدة مئة عام -بالإتفاق مع إدارة المطعم- وذلك عن كل من يأكل من الأذريين القادمين من القوقاز، وقد انتهى مفعول الإتفاقية هذه عام 2011م، واستفاد منها آلاف الأذر.

بعد سيطرة الشيوعيين على أذربيجان عام 1920 صادروا جميع أملاكه، وتعرض أولاده وأحفاده للملاحقة والتشريد، وذكر المؤرخون أن من تولى محاكمته هو مجموعة من الشباب ممن دَرَسَهم على حسابه الخاص.

لقد كان للأعمال الخيرية المتنوعة التي قدمها الحاج زين العابدين –رحمه الله- أثرا كبيرا في النهضة الثقافية والفكرية والإقتصادية للشعب الأذري وللشعوب المسلمة في القوقاز في مطلع القرن العشرين، جعلت الناس تروي عن كرمه وإحسانه وفضله قصص وحكايات عديدة.

ـ طالع المقالة على موقع “أوكرانيا برس” ( هــنــا ) 

ثَري أذَري، وأحد أكبر أغنياء العالم في زمانه، اشتهر بكرمه وأعماله الخيرية إنه الحاج: زين العابدين تاغييف (1838-…

Posted by ‎أمين القاسم‎ on Friday, September 18, 2020

 

 

 

التخطي إلى شريط الأدوات