مسلمون حول العالم
نافذتك إلى أخبار الأقليات المسلمة

المترجم شفاعة: ندرة الكفاءات وغياب المؤسسية أبرز تحديات الترجمة بكمبوديا

حوار مع عبد الله شفاعة، المترجم للغتين العربية-الكمبودية

مسلمون حول العالم ـ هاني صلاح

نادراً من يجيد اللغتين العربية والكمبودية.. والمصادر العلمية للمراجعة والتدقيق في عملية الترجمة غير متوفرة.. بينما التمويل ضئيل لا يكفي.. وهناك مشكلة انعدام الدورات التدريبية والتثقيفية للعالمين في هذا المجال.. كما أن فقدان العمل المؤسسي أعاق محاولات النهوض بحركة الترجمة نحو المستوى المطلوب…

أدار الحوار: هاني صلاح
بهذه الكلمات، حدد الداعية والأستاذ عبد الله شفاعة، مدرس اللغة العربية والمترجم لـ”اللغتين العربية-الكمبودية”، أبرز التحديات التي تواجه حركة الترجمة الإسلامية إلى اللغتين الـ”تشامية” التي يتحدث بها مسلمو كمبوديا، أو “الكمبودية” وهى الرسمية في البلاد.
وقدم مقترحات مستقلبية للنهوض بحركة الترجمة سواء على مستوى دولة كمبوديا أو الدول الأخرى، أبرزها “توفير منحة دراسية للراغبين في العمل في الترجمة للتخصص في هذا المجال”، وثانيها إنشاء “مؤسسة محلية رسمية للترجمة بالتعاون مع الجهات المعنية الخارجية”. ثم انتهاءاً بـ”وضع خطة الاستراتيجية للترجمة” تضبط العمل وتوجهه نحو المسار الصحيح.
جاء ذلك في الحوار الثالث ضمن ملف: (الترجمة الإسلامية إلى لغات العالم المحلية: الواقع.. التحديات.. الإنجازات)، وهو الحوار الخاص باللغتين الـ”تشامية” و”الكمبودية”.
ويأتي هذا الملف ضمن سلسلة ملفات تلقي الضوء على أبرز قضايات الأقليات المسلمة حول العالم.
وشارك في إثراء “حوارات هذا الملف” عدد من الزملاء الصحفيين والأكاديميين والباحثين، وقاموا بطرح عدداً من الأسئلة على ضيوفنا والذين كانوا من عدة دول في أسيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية..
وإلى الحوار..

المشاركة الأولى.. من: هاني صلاح ـ رئيس تحرير موقع “مرصد الأقليات المسلمة” الإلكتروني ـ تتضمن ثلاثة محاور/أسئلة (أرقام: 1/2/3):
المحور الأول: اللغة المحلية في كمبوديا
1 ـ نود من سيادتكم التفضل بإعطاء إطلالة مختصرة حول اللغة المحلية في كمبوديا.. كم عدد الناطقين بها سواء الدول أو الشعوب.. وهل للمسلمين في دولتكم لغة محلية أخرى؛ أم يتحدثون نفس اللغة؟
اللغة المحلية في دولتنا هي لغة خمير أو لغة كمبودية، لغة رسمية للبلد، أما عدد الناطقين بها تقريبا 16 مليون نسمة في الداخل، وأيضاً تتواجد أقلية كمبودية في جنوب فيتنام تعرف بـ(كمبوجيا كروم) تقريباً 6 ملايين، وكذالك في تايلاند ولكني لا أعرف كم عددهم بالضبط.
أما المسملون في دولتنا لهم لغة محلية أخرى تسمى لغة “تشامية” أصلها من وسط دولة فيتنام المجاورة، هي لغة لعرقية “تشامية”، حيث كانت لهم مملكة سابقاً تسمى “مملكة تشامبا”، وتعدادهم في كمبوديا تقريبا سبعمائة ألف نسمة، يعيش معظهم في محافظة “كمبونج تشام”، “كراجيه”، على ضواحي عاصمة “بنوم بنه”، “كمبونج شنانج”..

المحور الثاني: نبذة عن تاريخ الترجمة
2ـ هل يمكنكم في إيجاز سريع؛ التطرق لتاريخ الترجمة الإسلامية في لغتكم المحلية.. متى بدأت عملية الترجمة.. وهل تتم من اللغة العربية إلى اللغة المحلية مباشرةً أم هناك ترجمة تتم من لغات أخرى أيضاً.. وهل هناك مؤسسات أو جهود منظمة لعملية الترجمة أم أنها تتم بشكل فردي وباجتهادات شخصية أو عبر مؤسسات مختلفة حسب ظروف كل منها؟
أما تاريخ الترجمة فقد بدأ منذ سبعينات القرن الماضي، في حينها خاضت كمبوديا في الحرب الأهلية، وهاجر بعض المسلمون من البلاد ولجأوا إلى ماليزيا وإلى البلدن الأخرى، حيث قام بعض الإخوة اللاجئين في ماليزيا بترجمة بعض الكتب الدينية من اللغة الماليزية إلى اللغة الـ”تشامية”، وليس إلى اللغة “الكمبودية”.
وكذلك بعض الإخوة اللاجئين في أمريكا و فرنسا قاموا بترجمة كتب دينية من اللغة الانجليزية والفرنسية إلى اللغة الكمبودية ثم طبعوها ونشروها في كمبوديا وفي فيتنام.
أما في الداخل/المحلي.. فأشهر أستاذ أعرفه كان ومازال يترجم بعض الكتيبات من اللغة العربية إلى اللغة الـ”تشامية”، هو الأستاذ “محمد عبد السلام” ويعيش في قرية “كبوب”، بمنطقة “كروجما”، في محافظ “كمبونج تشام”.
وكذا “المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في كمبوديا”، ويرأسها الشيخ مفتي حاج “قمر الدين بن يوسف”، حيث قاموا وما يزالون بترجمة الكتب من اللغة الماليزية والعربية إلى اللغتين الكمبودية والـ”تشامية”.
وكذلك هناك الجمعيات الخيرية المحلية والخارجية كجمعية إحياء التراث من دولة الكويت حيث قاموا بترجمة كتب إسلامية وأهمها حسب رأيي كتاب الرحيق المختوم، والندوة العالمية للشباب أيضا لديهم ترجمة كتب قبل انسحابها من كمبوديا سنة 2012م، وأنا كنت مسؤولاً في هذا المجال وأهم الكتب هي أركان الإسلام والإيمان والسيرة النبوية الشريفة والخلفاء الراشدين والأحاديث والتفسير الميسر ولكن اختير بعض السور وليس جميع القرآن.
وجمعية الإصلاح الإجتماعي بدولة الكويت لديهم مشروع ترجمة الكتب وتم طباعة مطبوعات كثيرة منها كتب المنهج باللغتين تشامية وكمبودية للصف الأول الابتدائي إلى الرابع الإبتدائي، وكتب أخرى وأنا مسؤول في لجنة الترجمة بهذه الجمعية.
وأيضا جمعية تطوير المجتمع الإسلامي بكمبوديا يرأسها “سيد أحمد يحي” معالي وكيل وزارة الشؤون الإجتماعية، قامت بتكوين لجنة ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغتين كمبودية وتشامية وتم طباعة ألفين نسخة.
وأيضا الإخوة التبليغيين قاموا بترجمة كتاب فضائل الأعمال إلى اللغتين تشامية وكمبودية. وكذا جمعية خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة لديهم أنشطة الترجمة أيضاً.

المحور الثالث: التعريف الشخصي
3 ـ هل يمكنكم التعريف بأنفسكم للجمهور المشارك.. تعريف إنساني وعلمي ووظيفي.. مع الإشارة للمهام الدعوية والمسئوليات التي توليتموها من قبل أو تتولها حالياً؟
اسمي “عبد الله شفاعة”، مواليد عام 1981م، أصلي تشامي، ولغتي تشامية” وأصلي من قرية “أمبيل”، منطقة “كروجما”، محافظة “كمبونج تشام”.
كنت أدرس ابتدائية في قريتي، وكان أبي أستاذاً في القرية، ثم في عام 1998 كنت أدرس اللغة العربية في معهد “أم القرى” بالتمويل من بعض المتبرعين السعوديين، وكان حينها الأساتذة من بلاد العرب يدرسوننا.
ثم واصلت الدراسة في معهد شيخ الألباني تحت إشراف جمعية إحياء التراث، ثم بعد ذلك واصلت دراسة اللغة العربية مع الشيخ عراقي مدير مكتب الندوة في العاصمة “بنوم بنه”، وما سافرت إلى الخارج للدارسة الإسلامية.
وبعد أن تخرجت من الثانوية؛ واصلت دراستي الجامعية في تخصص الأدب الكمبودي، ثم واصلت دراستي للماجستير في العلوم اللسانيات، وتخرجت في عام 2014م.
أما في مجال العمل كنت طالبا وموظفاً في مكتب الندوة بكمبوديا منذ عام 2000م إلى أن تنسحب من كمبوديا في نهاية عام 2012م.
وغير العمل المكتبي، كنت ومازلت أدرس اللغة العربية، ومواد أخرى لدى المؤسسات التعليمية الإسلامية إلى الآن. وأحب العمل لي هو التفرغ لترجمة الكتب ولتدريس اللغة العربية.
وبالإضافة إلى المهام الدعوية، فلدي محاضرات دينية جزئية مع الشباب الجامعيين وأيضا ترجمة بعض المقالات والمواضيع ثم نشرة في وسائل التواصل الاجتماعي، وأنا أجيد أربعة لغات هي تشامية، كمبودية، تايلندية، وعربية.

المشاركة الثانية.. من: أحمد التلاوي- باحث مصري في شئون التنمية السياسية، ومدير موقع الدكتور أحمد العسال، وتتضمن ثلاثةأسئلة:
4 ـ ما هي إمكانيات التنسيق بين المؤسسات الإسلامية المعنية بالدعوة والنشر الإسلاميين: الأزهر/ مجمع الملك فهد/ الإيسيسكو.. وغيرها.. هل هناك تفكير في تأسيس إطار منظم للتسيق في هذا الإطار؟..
إلى الآن ما عندنا إمكانية للتنسيق بين المؤسسات الإسلامية المعنية بالدعوة والنشر. وأعمالنا في الترجمة والطباعة لديها دعم محدود من قبل الإخوة المتبرعيين دعماً شخصياً فقط. وللأسف الشديد ما لدينا خطة أو تفكير في تأسيس إطار منظم للتنسيق؛ لأن الإخوة المترجمين مرتبطين بجهات مختلفة.

5 ـ قضية التوزيع لا تقل أهمية عن جهود الترجمة.. فما هي تصوراتكم في هذا الصدد.. هل هناك مشروعات محددة للترجمة والنشر، أم للترجمة فقط؟..
قضية التوزيع الحمد لله كل الكتب التي ترجمناها تم طباعتها ونشرها في قرى المسلمين وللطلبة الجامعيين مسلمين وغير مسلمين خاصة في العاصمة “بنوم بنه”. ليست هناك مشروعات محدد للترجمة والنشر، فكل جهة تعمل بما لديها من القدرة والكفاءة حسب التمويل والميزانية التي لديها.

6 ـ جزئية التمويل؛ هل هناك تصور واضح في شأنها؟.. هل هناك تواصل مع رجال أعمال عرب أو مسلمين في هذا الصدد، وكيف تفكرون في معالجة هذه الجزئية؟..
التمويل في المجال محدود جداً ولا يوجد تصور واضح في شأنه، ولا يوجد تواصل مع رجال أعمال عرب أو مسلمين في هذا الصدد، جميع المؤسسات تهتم بالمشاريع الإنشائية أكثر من أي شيء آخر، لعل من أهم أسبابها قلة الكوادر الكفائية في هذا المجال وكذلك يحتاج إلى بذل الجهد الكبير وطبيعتنا (أهل البلد) الخمولية، لا أريد أن أذكرها ولكنها واقعنا.

المشاركة الثالثة.. من: د. رمضان فوزي (دكتوراة في اللغة العربية) ـ محرر مسؤول عن موقع (مهارات الدعوة)، وتتضمن سؤالين:
7 ـ ما أبرز التحديات التي تواجهكم في ترجمة بعض المصطلحات المتعلقة بالعلوم الإسلامية التي لا يستغني عنها أي مسلم؛ مثل أمور العقيدة والعبادات وغيرها؟ وكيف تتعاملون معها؟
نعم التحديات التي تواجهنا في ترجمة بعض المصطلحات المتعلقة بالعلوم الإسلامية كثيرة منها:
أ ـ إن لغتنا مفرداتها محدودة لا تلبي احتياجاتنا في الترجمة، تقريبا خمسين بالمائة منها مستعارة من لغة بالية، وسنكسريتية..
ب ـ كما أن مستوى الثقافة لدى المسلمين بصورة عامة متدني جداً، وإذا استخدمنا اللغة الكمبودية الرسمية بمستوى عال؛ فالمسلمون سوف لا يفهمونها، كما أن لديهم تعصب شديد نحو لغتهم الأصلية؛ فحروفها بالأحرف العربية، وأكثر مصطلحاتها بالعربية؛ فنضطر أن نترك هذه كما هي حتى في الترجمة بالكمبودية.. ولكن لو حللنا هذه المشكلة بهذا الأسلوب فستواجهنا مشكلة أخرى هي أن الكمبوديين الأصليين لا يفهمونها ولا يقرؤونها إذا ترجمناها بهذا الأسلوب.
في الماضي بلغ تعصب المسلمين إزاء لغتهم إلى حد أن يكفروا من يتكلم أو يكتب باللغة الكمبودية. ولكن الآن التوتر بقي قليل.

8 ـ هل من الأجدى – من وجهة نظركم- الترجمة إلى اللغات الأخرى أم تعليم المسلمين الجدد اللغة العربية بحيث يطلعون مباشرة على ما يخص دينهم؟
هذا لا يمنع ذاك فالترجمة إلى اللغات الأخرى لها أهميتها في نقل الرسالة ونشر الإسلام بين الأعاجم وكذالك تعليمهم اللغة العربية لها أهميتها وهي تحتاج إلى جهد كبير أضعاف جهد الترجمة.

المشاركة الرابعة.. من: سنابل محمد حبيب- الأردن- مسؤولة الأبحاث والتقارير في موقع بوابة بادر العالمية، وتتضمن ثلاثة أسئلة:
9 ـ هل يتوفر فيها ترجمات لمعاني القران الكريم باللغات المحليه؟
نعم لدينا ترجمات لمعاني القرآن بالكريم باللغتين تشامية وكمبودية، ولكن التمويل للطباعة محدود.

10 ـ ماذا عن ترجمة الكتب الاسلاميه هل هناك نقص؟
أكثر الترجمة عندنا الآن فقط لكتيبات، فنحن بحاجة ماسة إلى ترجمة أمهات الكتب.

11 ـ ماهي التحديات التي تواجه عملية الترجمه فيها؟
نادراً ما تجد من يجيد اللغتين العربية والكمبودية، والمصادر العلمية للمراجعة العلمية والتدقيق في عملية الترجمة غير متوفرة كما يجب، والتمويل لها للطباعة ضئيل لا يكفي لتغطية الحد الأدنى من المطلوب ترجمته وطباعته، كما أن انعدام الدورات التدريبية والتثقيفية في هذا المجال له تأثير على تطوير حركة الترجمة للأفضل، ولا يوجد العمل المؤسسي فيها الضروري للنهوض بحركة الترجمة نحو المستوى اللائق والمطلوب.

المشاركة الخامسة.. من: كريم خيري ـ الجزائر ـ طالب في مرحلة الماستر علوم إسلامية تخصص (الأقليات المسلمة في الغرب)، وتتضمن سؤالين:
12 ـ في رأيكم، هل تعتبر الترجمة هي السبيل الأقرب لتبليغ رسالة الإسلام, أم الأفضل بذل جهود في تعليم اللغة العربية.. خصوصا للأقليات المسلمة من أصول عربية؟
الترجمة تعم المجتمع كله في تبليغ الرسالة أما تعليم اللغة العربية قد تنحصر في الفئة المتعلمة فقط. فليس لدينا أقلية مسلمة من أصول عربية.

13 ـ أين وصلت الجهود في ترجمة معاني القرآن إلى لغات العالم؟ وهل يتولى هذه المهمة أناس مختصون أم هي مجرد محاولات فردية و فضولية؟
هي مجرد محاولات بعض الأفراد وفضولية.

المشاركة السادسة.. من: سعيد محمد ـ مدير موقع “مباشر أوروبا” الإلكتروني ـ ميلانو / إيطاليا، وتتضمن سؤالين:
14 ـ حضرت مؤتمر عن ترجمة القرآن الكريم؛ فوجدت أن أغلب الترجمات تعود لترجمة واحدة يأخذ منها الآخرين.. مثال الترجمة الإنجليزية تترجم إلي الفرنسية وغيرها.. فإن كان هناك أخطاء ستظهر في باقي الترجمات.. فكيف نتغلب علي هذا؟
أما نحن في كمبوديا فالترجمة مباشرة من عربية إلى لغتنا المحلية.

15 ـ أغلب المترجمين لا يتحدثون العربية فكيف نثق في ترجمتهم؟
الذي لا يتكلم العربية لا يعني أنه لا يفهمها، السر فيها أنهم لا يمارسون الكلام هم يدرسونها ويقرؤونها فقط.

المشاركة السابعة.. من:د. عبد المقصود سالم جعفر ـ ماليزيا ـ أكاديمي متخصص في التعليم:
16. هل تدريس منهج التربية الإسلامية يستلزم أن يُجيد المتعلمين اللغة العربية؟ أم يُكتفى أن يكون المعلم عارفًاً باللغة العربية، وينقل المعرفة للمتعلمين باللغة المحلية؟
نعم يستلزم أن يجيد المتعلمين اللغة العربية لأن نقل المعرفة باللغة اللمحلية لم يحقق كل معاني الرسالة الإسلامية، مثلي أنا أدرس الطلاب باللغة العربية، لدينا معهد عبارة عن شقة استأجرناها وجعلناها معهداً لتربية الشباب، فبعد ثلاثة سنوات من التدريس هم استطاعوا أن يتكلموا اللغة العربية ويفهموها.

17. في حالة ترجمة مقررات التربية الإسلامية، هل تقتصر الترجمة على المحتوى دون النصوص القرآنية، والأحاديث الشريفة؟
لا تقتصر على المحتوي بل تشمل على النصوص القرآنية والأحاديث الشريفة.

18. هل تقتصر الترجمة على كتب الفكر العام، أما المقررات الدراسية للتربية الإسلامية، فتكون باللغة العربية؟
لا تقتصر عليها بل المقررات الدراسية أيضا مترجمة.

19. ما الضمانات التي تعصم مثل هذا المشروع الجبار من “تضخم الترجمة المعجمية”، فتنحرف المفاهيم بناء على استعمال الكلمات من القواميس دون وضعها في سياقها الصحيح؟
حقيقة بعض الإخوة ينقلها حرفيا ولكن الإخوة الخريجين من الجامعية خاصة من الدول العربية فترجمتهم ما يتعلق بالنصوص القرآنية والأحاديث نرجع إلى تفسيراتها وشروحاتها لا تنحصر في استعمال الكلمات من القواميس فقط.

المشاركة الثامنة.. من:د. مصطفي حكيم ـ عضو هيئة تدريس بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر، ومتخصص في الشئون الثقافية والسياسية القبرصية،
وتتضمن المشاركة سؤالين:
سؤالي يتعلق بإشكالية الترجمة، للنصوص العربية بشكل عام والدينية منها بشكل خاص، ما بين ترجمة النص ليُقرأ أم ترجمته ليُفهم معناه؟.. وهنا أمران:
20 ـ الأمر الأول:هو أن المترجم يقع في إشكالية الإلتزام بالنص دون تحريف أو تأويل، أم التحرر منه للتجاوب مع اللغة المترجم إليها والمجتمع المستقبل لهذا النص المترجم. التخوف هنا يتمثل في أن الأمر برمته يعود للمترجم، ومن ثم يعتمد على مدى حرفيته وإدراكه للنص الأصلي (وأيضا هنا نواجه خطر شخصنة الترجمة وبُعدها عن النص المترجم).؟
حقيقة هذا الموضوع يقلقنا كثيرا ، لكننا قد بذلنا جهدنا فيها بابتعاد عن حرفية الترجمة وإدراك النص الأصلي بالرجوع إلى التفسيرات والشروحات ما يتعلق النصوص القرآنية والأحاديث والقواميس عربي عربي حتى تكون الترجمة في سياقها الصحيح.

21 ـ الأمر الثاني:يتعلق بعمل الترجمة ذاته. وهل يقف عمل الترجمة والمُترجم عند نقل نص من لغة إلى لغة أخرى، أم بالضرورة يتبعها عمل أخر وفعاليات أخرى لنشر وشرح ومناقشة هذه الترجمة وهذا العمل، خاصة وأنه نص ديني (يندرج ذلك بشكل ما في مجال الدعوة وليس الترجمة فقط). خاصة وأنه من المعلوم أن قليل من الناس من لديه اهتمام وشغف لقراءة نصوص دينية من المسلمين، ما بالك لو كان من غير المسلمين.
كتبنا أكثرها مستهدفة للمسلمين أما لغير المسلمين فترجمتها محدود جدا. فلكتب للمسلمين أكثر المصطلاحات الإسلامية نتركها كما هي مثل: الملائكة = ملائكة، القيامة = قيامة، محشر = محشر، صلاة = صلاة، وهكذا..

المشاركة التاسعة.. من:محمد رشاد محمد ـ صحفي مهتم بملف الأقليات ـ موقع”إسلام أونلاين”، وتتضمن سؤال:
22 ـ كيف ساهمت الترجمات الإسلامية في التصدى لموجات الإسلاموفوبيا.. وهل تحاول موجات الإسلاموفوبيا وأد هذه الترجمات أو عرقلة تداولها؟.. (صراع الترجمات والإسلاموفوبيا) وهل هناك شواهد يمكن روايتها؟
نحن في كمبوديا لدينا علاقة متينة مع أصحاب البلد الأصليين، كأقلية نعيش في سلام وأمن وحرية، نادر جدا نواجه مثل هذه الظاهرة، لكن القلق كل القلق هو التفرق بين الإسلام والتشاتم والاختلافات المذهبية بينهم هذه ما نعانيه في مجتمعنا.

المشاركة العاشرة.. من:محمد سرحان ـ صحفي مقيم في اسطنبول / تركيا وباحث في شئون الأقليات المسلمة ـ (من فريق إدارة الحوار)، وتتضمن ثلاثة أسئلة:
23 ـ هل هناك تواصل وتعاون في مجال الترجمة بين المترجمين أنفسهم في الدول الأخرى التي تتحدث نفس اللغة المحلية التي تتحدثون بها في دولتكم؟
التواصل منعدم تماماً في هذا المجال

24 ـ كيف تقيمون نوعية الكتب التي تمت ترجمتها حتى اليوم؟ هل تغطي الحد الأدنى لمختلف فئات وشرائح المجتمع المسلم في دولتكم؟ أو تعرف بالإسلام في حده الأدنى لغير المسلمين من أبناء المجتمع الذي تعيشون فيه؟
الحمد لله في خلال السنوات الأخيرة لاحظنا القبول من قبل الفئات المختلفة وشرائح المجتمع المسلم في دولتنا، وأيضا وزعنا لغير المسلمين بعض الكتب لما نراها مناسبة لهم.

25 ـ ما هى مقترحاتكم المستقبلية سواء على مستوى دولتكم، أو تودون إقتراحها لإخوانكم المسلمين في الدول الأخرى من أجل الارتقاء بحركة الترجمة الإسلامية إلى اللغات المحلية؟
مقترحاتنا المستقلبية سواء على مستوى دولتنا أو في الدول الأخرى:
أولاً: إيجاد منحة دراسية للراغبين في العمل لهذا المجال حتى يدرس هذا التخصص في إحدى الدول العربية.
ثانياً: إيجاد مؤسسة رسمية للترجمة في دولتنا بالتعاون مع الجهة المعنية الخارجية في هذا المجال.
ثالثاً: وضع الخطة الاستراتيجية للترجمة، وتوفير مدقق لغوي قائم معنا في المؤسسة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ أُجري الحوار في ديسمبر 2015م، ونشر على موقع “مرصد الأقليات المسلمة”..

 

التخطي إلى شريط الأدوات