مسلمون حول العالم
نافذتك إلى أخبار الأقليات المسلمة

الإنغوش .. آخر الشعوب القوقازية إسلاماً

والإسلام اليوم جزء من الهوية الوطنية للشعب الإنغوشي.

مسلمون حول العالم ـ متابعات

بقلم/ الدكتور أمين القاسم ـ الباحث في تاريخ المنطقة

تقع منطقة شمال القوقاز حاليًا ضمن الحدود السياسية لروسيا المعاصرة، وتضم شعوب متعددة بعضها بدأ في التعرف على الإسلام منذ عهد الخليفة عمر بن الخطاب وبعضها وصله الإسلام متأخرًا.. في هذه المقالة يحدثنا الكاتب المتخصص في تاريخ المنطقة الدكتور أمين القاسم عن آخر شعوب المنطقة تعرفًا ودخولًا في الإسلام..

الشعب الإنغوشيتي أحد شعوب جبال شمال القوقاز، يبلغ عددهم حوالي 700 ألف نسمة، وهم يطلقون على أنفسهم غالغاي (أي سكان البروج)، جلّهم يقطن في جمهورية أنغوشيتيا، وهم مسلمون سنة.

أبراج حجرية

لقد سكن أجداد الإنغوش في مساكن على شكل أبراج حجرية مؤلفة من 2- 3 طوابق، ويصل إرتفاعها إلى أكثر من 16م في الجبال والوديان، وكانوا يعتقدون أنها تؤمن لهم الحماية من الأعداء والأرواح الشريرة.

بدأ الشعب الإنغوشيتي بالتعرف على الإسلام في القرن الخامس عشر الميلادي، وقد حاولت كنائس روسيا القيصرية –وبدعم من الدولة- نشر المسيحية بين الإنغوش في القرن التاسع عشر الميلادي، ولكن محاولاتهم هذه فشلت في مهمتها.

واعتنق الشعب الإنغوشي الإسلام على نطاق واسع بين صيفي العامين 1809- 1810م، واكتملت عملية إسلامهم في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، وقبل ذلك كانت الوثنية وبعض الأعراف سائدة بينهم، وقد قام الشيخ الشيشاني “كونتا حجي كيشيوف” المتوفى عام 1812م وتلامذته بدور كبير في نشر الإسلام بين الإنغوش وتعليمهم.

دخلت أراضي إنغوشيتيا تحت الحكم الروسي القيصري عام 1770م، وقبل هذا التاريخ كانت جزءا من الإمارة القوقازية الشمالية.

سيطر البلاشفة على الأراضي الإنغوشيتية عام 1920م، وقد قام السوفييت بتهجير الشعب الإنغوشي قسراً في 23 فبراير من عام 1944م إلى آسيا الوسطى، ليسمح لهم بالعودة لوطنهم مع صيف العام 1956م.

عدد المساجد اليوم في جمهورية إنغوشيتيا الصغيرة -ذات المساحة 3685 كم2- يفوق الخمسين، وعدد المدارس الشرعية حوالي الثلاثين تشرف عليها الإدارة الدينية لمسلمي إنغوشيتيا.

يتحدث الشعب الإنغوشي باللغة الإنغوسية والروسية، وهم عموما شعب محافظ لهم عادات وتقاليد خاصة بهم، ويمارس الإنغوشيون تربية الماشية (الأغنام والأبقار والخيول) والزراعة (القمح والذرة، العنب..).

والإسلام اليوم جزء من الهوية الوطنية للشعب الإنغوشي.

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=10218618508006508&id=1611567851

التخطي إلى شريط الأدوات