مسلمون حول العالم
نافذتك إلى أخبار الأقليات المسلمة

جرمانوس.. مستشرق مَجَري عشق العربية فقادته للإسلام

يعد مستشرق من الطراز الأول وأقام علاقات وطيدة مع أدباء ومفكرين من الهند ومصر وتركيا

مسلمون حول العالم ـ متابعات ـ هاني صلاح

بقلم/ الدكتور أمين القاسم ـ الباحث في تاريخ مسلمي أوروبا واسيا

أجمل ما قيل في نشأته

“نشأ جبار الذهن، سليم الفطرة، نير الفكر، فحدت به نزعته الشرقية إلى تعلّم أمهات لغات الشرق الإسلامي: التركية والفارسية والعربية، وتعاونت هذه اللغات المتشابكة الأدب والفلسفة، المترابطة التاريخ والمواطن على تكوينه تكوينا شرقيًا جديدًا، ووجّهته بطبيعتها إلى دراسة الإسلام في أصوله الأولى، وانضاف إليها عامل آخر هو فطرته السليمة وفكره النير، فهدته إلى الإسلام، فأسلم إسلاما صحيحا مكينا مبنيا على الاقتناع الموصل إلى اليقين، والدراسة العميقة المفضية إلى الحق، لا ذلك الإسلام المبني على التقليد المريب، أو على الحيل السياسية المخادعة”.

هذا ما كتبه الشيخ محمد البشير الإبراهيمي (1889- 1965) رئيس جمعية العلماء المسلمين في الجزائر في العدد 148 من جريدة البصائر من عام 1951م عن عبد الكريم جرمانوس، فمن يكون؟

جرمانوس.. ومحطات حياتية

عبد الكريم (جيولا) جِرمانوس (1884- 1979م): عالم ومستشرق ورحالة وكاتب أكاديمي وسياسي مجري مسلم.

درس علوم اللّسانيات والأدب التركي بجامعة بودابست، وهو تلميذ للمستشرقين المجريين الشهيرين أرمينيوس فامبيري (1832- 1913م)، وجولد تسيهر (1850- 1921م).

دَرَسَ جرمانوس التركية لعامين في جامعة اسطنبول، وأتقن عدة لغات على رأسها العربية والفارسية والألمانية، وعمل أستاذا في الأكاديمية الملكية ببودابست وعدد من جامعات بالهند، ، وكرّمه السلطان العثماني محمد السادس (1861- 1926م)، وأصبح في العام 1961م عضوا في مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة، ودعاه عام 1965م الملك فيصل بن سعود (1906- 1975م) لحضور المؤتمر الإسلامي في مكة.

انتخب عبد الكريم جرمانوس عضوا في البرلمان المجري بين عامي 1958- 1966م.

اعتناقه الإسلام

اعتنق عبد الكريم جرمانوس الإسلام في الهند عام 1932م، ثم أدى فريضة الحج ثلاث مرات.

دافع د. عبد الكريم جرمانوس عن اللغة العربية وآدابها، وقد نال عضوية المجامع العلمية للغة العربية في كل من دمشق وبغداد والقاهرة.

وقد ترك عشرات الكتب في علوم اللغتين العربية والتركية والأدب العربي، وعدة دراسات عن الهند. من كتبه: “تاريخ الأدب العربي”، “أضواء الشرق”، “اكتشاف الجزيرة العربية وسوريا والعراق”، وكتاب “الجغرافيون العرب”، ومذكراته عن رحلته إلى الحج دونها في كتاب من جزئين يحمل عنوان “الله أكبر” ترجم لعدة لغات.

إن الدكتور عبد الكريم جرمانوس مستشرق من ذلك الطراز الأول، وقد أقام صلات وعلاقات وطيدة مع أدباء ومفكرين من الهند ومصر وتركيا.

عدّ الحاج عبد الكريم جرمانوس الإسلام ملاذا أخيرا للمجتمعات الأوربية، بل إن “الإسلام حافظ دائما على مبادئه الداعية للحرية والإخاء والمساواة بين أبناء البشر”، وهو أحد المفكرين الأوروبين المسلمين الكبار إلى جانب محمد أسد (1900- 1992م)، وعلي عزت بيغوفيتش (1925- 2003م)، ومراد هوفمان (1931- 2020م)، وغيرهم.

SAMSUNG TECHWIN DIGIMAX-410

التخطي إلى شريط الأدوات