مسلمون حول العالم
نافذتك إلى أخبار الأقليات المسلمة

مسجد بالية الأثري.. جوهرة ثقافية ودينية بمدينة الباسان في وسط ألبانيا

بنى "مسجد بالية"، "حسن باليو"، في عام 1608م، في وسط مدينة الباسان

مسلمون حول العالم ـ خاص

هاني صلاح ـ الباسان ـ ألبانيا

“مسجد بالية”، أحد أقدم وأجمل وأكبر مساجد مدينة الباسان الأثرية والتي تقع في وسط ألبانيا، وتعد أحد أهم مدن التراث والثقافة الإسلامية في البلاد منذ أن دخلها الإسلام في بدايات القرن الخامس عشر الميلادي. والتي اشتهرت بالتعايش السلمي بين أتباع الديانات الثلاث في ألبانيا الإسلام والمسيحية بشقيها الأرثوذكسية والكاثوليكية حيث تتجاور جوامعها وكنائسها التاريخية الأثرية.

وقد بنى “مسجد بالية”، “حسن باليو”، في عام 1608م، في وسط مدينة الباسان، أمام البوابة الرئيسية (الجنوبية) لقلعتها التاريخية، ومن روعة فنونه المعمارية وجمال زخارفه المميزة اشتهر كذلك باسم “المسجد الأزرق”.

مركز النشاط الديني بالمدينة

وسرعان ما أصبح مسجد بالية مركز للنشاط الديني في المدينة ومكان لتجمع العلماء والحفاظ، واحبه أهل المدينة واقبلوا عليه لتحصيل العلوم الدينية والارتواء من الثقافة الإسلامية، وتحول مسجد بالية لرمز ثقافي وديني للمدينة.

في عام 1967م، تم هدم المسجد بشكل بريري من قبل الحكومة الشيوعية بعد صدور قانون تجريم الأديان والذي بمقتصاه تم هدم الغالبية العظمى من مساجد ألبانيا، بينما بعض المساجد الأثرية تم غلقها أو تحويلها لمخازن أو اصطبلات للأحصنة وغيرها.

وفي عام 2004م، أرادت السلطات الرسمية بناء مركز تجاري كبير على أرض مسجد بالية الذي هدمته الشيوعية مع السماح ببناء المسجد من جديد ولكن في منطقة أخرى داخل المدينة، وهو الأمر الذي اعترض عليه سكان المدينة واصروا على بناء المسجد في نفس مكانه السابق، فتراجعت السلطات الرسمية وتم إعادة المسجد مرة أخرى على نفس موضعه التاريخي بوسط المدينة.

المبنى الجديد

والمسجد الحالي، تم بنائه بطراز معماري عصري يختلف عن الشكل المعماري القديم، وذلك بتمويل من أهل الخير في دولة الكويت بتكلفة 1.5 مليون يورو، ويتكون من أربع طوابق، على مساحة بناء حوالي 1900 متر مربع، تسمح بصلاة نحو 1500 مصل، بينما المساحة الفضاء خارجه تسمح بأضعاف هذا العدد.

المبنى القديم

بينما كان الطراز المعماري لمبنى مسجد بالية الأثري قبل هدمه ينتمي للفترة الثانية من تطور العمارة الإسلامية الألبانية، عندما انتشر النموذج العثماني الكلاسيكي للمساجد في جميع مناطق ألبانيا.

أبرز سمات مسجد بالية المعمارية ثلاثة هى قاعة الصلاة والرواق أمام مدخل القاعة، ثم المأذنة التي تقع على يمين مدخل الرواق. وتعلو قاعة الصلاة قبة نصف كروية تعلوها أسطوانة مثمنة الأضلاع. بينما المئذنة هى العنصر الأكثر جاذبية في المسجد وتتسم بزخارف مميزة وإرتفاع كبير وشرفة بالمأذنة، وهى الوحيدة من هذا الطراز في ألبانيا.

وقد زار ” أوليا جلبي ـ Evlija Çelebiu” مسجد بالية، وهو رحّالة ومستكشفٌ عثماني سافر عبر أراضي الإمبراطورية العثمانية والأراضي المجاورة على مدار أربعين عامًا ابتدأها عام 1040 هـ – 1630م من إسطنبول، حيث دوّن مشاهداته في رحلاته في كتابه المعروف سياحت نامه أي المكون من عشرة أجزاء (وفقًا لـ:ويكيبيديا).

https://www.facebook.com/hany.salah.754365/posts/pfbid02J4uT4uzQDX8cRSbf5QzoFfWjRTNnfg6u6RZLz49es24GPcgduTx6TqTgny1ZMGAhl

 

التخطي إلى شريط الأدوات